الأنباء الكويتية
الكاتيوشا العراقية لم تستهدف ميناء مبارك
مصادر عسكرية: « الدفاع الجوي» لم ترصد أي صواريخ.. ومكتب المالكي ينفي استهداف الكويت.. و«الخارجية»: سفيرنا في بغداد لم يُستدع ولم يُسلّم مذكرة احتجاج
مصدر عسكري لـ «الأنباء»: لن نقف موقف المتفرج إذا ما انتهكت حدودنا
نفت مصادر عسكرية مطلعة لـ «الأنباء» ما تداولته وسائل إعلام فجر امس حول اطلاق 3 صواريخ كاتيوشا من مناطق عراقية على الأراضي الكويتية، وقالت المصادر: حدودنا آمنة ومستقرة ولم تخترق بأي صواريخ، مشددة على أن الكويت لن تسمح بأي حال من الأحوال ولن تقف موقف المتفرج إذا ما تعرضت حدودها لأي اعتداء أو انتهاك كما أن قوة الدفاع الجوي لم ترصد اي صواريخ اخترقت الحدود الكويتية وإلا كانت اعترضتها صواريخ الباتريوت.
هذا وقام قطاع الحدود في وزارة الداخلية بحجز العسكريين في قطاع العبدلي. وفي المقابل سارعت الجهات العراقية الى نفي استهداف اراضي الكويت أو أي منشآت فيها، وأكد مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الصواريخ كانت تستهدف قطاعات تابعة للجيش العراقي متواجدة في سجن بوكا الواقع قرب قضاء ام قصر وليس ميناء مبارك قيد الإنشاء. واضاف المكتب ان القوات العراقية ستتعامل بحزم وقوة مع أي ميليشيات تحاول تعكير وتوتير العلاقات مع الكويت.
وتابع: ضبطنا مركبة محملة بصواريخ قصيرة المدى ونحن نبحث الآن عن المهاجمين الإرهابيين.
هذا، ونفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية نفيا قاطعا ان يكون قد تم استدعاء سفيرنا في بغداد او تسليمه مذكرة احتجاج من قبل الخارجية العراقية.
وأعرب المصدر عن استغراب الكويت لمثل هذه الادعاءات مؤكدا احترامها لحدودها مع العراق انطلاقا من روابط الاخوة وحسن الجوار والتزامها المطلق بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 833، مشددا على عدم وجود اي تجاوزات كويتية على الحدود العراقية.
وحول ما اثير بشأن ميناء مبارك الكبير اكد المصدر مجددا ان الميناء يقام على اراض كويتية وضمن المياه الإقليمية للكويت وان الامر يعالج في اطار الاتصالات واللقاءات الرسمية بين البلدين. واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على حرص الكويت على علاقاتها مع الاشقاء في العراق وتعاونها البناء في كل ما من شأنه تعزيز أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين.
حدودنا آمنة ومستقرة
وفي التفاصيل فقد قالت مصادر عسكرية مطلعة لـ «الأنباء»: سمعنا ان صاروخين سقطتا في الأراضي العراقية وثالثا سقط في مياه العراق الإقليمية، وهذا شأنهم وليس شأننا مادامت حدودنا آمنة ومستقرة ولم تخترق.
وأكدت المصادر ان الكويت دائما وأبدا تأمل ان يعم السلام جميع دول العالم فما بالكم اذا كان الأمر يتعلق بجيرانها فهي كعادتها تحسن النوايا بهم ولن تصعد في مثل هذا الأمر، وشددت على ان الكويت لن تقف موقف المتفرج اذا ما تعرضت حدودها لأي انتهاك او اعتداء، كما ان قوة الدفاع الجوي لم ترصد اي صواريخ اخترقت الحدود الكويتية وإلا لقامت صواريخ الباتريوت باعتراضها.
الى ذلك، قام قطاع الحدود في وزارة الداخلية بحجز العسكريين في قطاع العبدلي فور سماع الخبر الذي لم يكن صحيحا.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية ان مجموعة «ارهابية» هاجمت بالصواريخ الخميس الماضي مجمع سجن بوكا سابقا، والذي يضم شركات عراقية وأجنبية في البصرة جنوب العراق قرب الحدود مع الكويت، من دون ان يؤدي ذلك الى سقوط ضحايا، بحسب ما أفاد مصدر عسكري.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري لوكالة «فرانس برس» الجمعة ان «عدة صواريخ أطلقت امس (الخميس) باتجاه مقر سجن بوكا سابقا الذي يضم مرافق ومنشآت وشركات استثمارية» حاليا. وأضاف «ضبطنا مركبة محملة بصواريخ قصيرة المدى، ونحن نبحث الآن عن المهاجمين الإرهابيين»، مؤكدا عدم وقوع اصابات جراء الهجوم.
ونفى المتحدث تقارير وردت في وسائل اعلام محلية وتحدثت عن ان الصواريخ كانت تستهدف ميناء مبارك الذي تبنيه الكويت قرب الحدود مع العراق، قائلا «ننفي استهداف الاراضي الكويتية من داخل الاراضي العراقية بصواريخ، والهجوم لم يكن يستهدف ميناء مبارك».
وتابع «لن نسمح لمن يريد الإساءة للدولتين الجارتين، ولن نقبل بإجراءات تعرقل الأمن في مدينة البصرة».
ويقع بوكا، اكبر المعتقلات سابقا، في أقصى الطرف الجنوبي للعراق، وتحيط بالمعسكر صحراء جرداء تمتد الى شط العرب شرقا والحدود مع الكويت غربا.
وشيد المعتقل عام 2003 قبل ان يغلق أبوابه في 17 سبتمبر 2009 ليتحول بعدها الى مركز عمليات لإسناد ميناء ام قصر ونقطة استراحة المركبات المتجهة الى الكويت وأماكن أخرى.
وفي ديسمبر 2010 سلمت القوات الأميركية في العراق المعسكر الى سلطات محافظة البصرة.
وتبلغ مساحة المعسكر أكثر من مائة هكتار، وكان عدد نزلائه نحو 150 ألف شخص بين محتجز ومعتقل من جميع المحافظات العراقية بين عامي 2003 و2009.
من جهته، قال رئيس اللجنة الامنية لمجلس محافظة البصرة علي المالكي لـ «رويترز» ان الصواريخ استهدفت معسكر سجن بوكا السابق الذي تستخدمه شركات أجنبية ويبلغ مداها كيلومترا واحدا.
وأضاف أن قوات الأمن استطاعت مصادرة العربة التي استخدمت لإطلاق الصواريخ.
كما نفى العقيد كريم الزايدي المتحدث باسم شرطة البصرة اطلاق اي صواريخ على ميناء مبارك الكويتي.
الى ذلك، تظاهر عشرات المواطنيين العراقيين صباح الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد احتجاجا على انتهاكات وتجاوزات دول الجوار على العراق.
وصرح مصدر من داخل المظاهرة بأن عشرات المواطنين تظاهروا منددين بالقصف الإيراني والتركي على المناطق الشمالية، مرددين هتافات بوقف قصف المناطق الشمالية العراقية، كما طالبوا بإيقاف العمل في ميناء مبارك الكويتي وأحرقوا العلمين الكويتي والبريطاني.
وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الحكومة نوري المالكي نفى أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لإطلاق صواريخ على ميناء مبارك الكويتي.
وصرح المتحدث باسم المكتب اللواء قاسم عطا بأن المكتب ينفي نفيا قاطعا أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لإطلاق صواريخ على مشروع ميناء مبارك في الكويت.
وكان قد جاء الليلة قبل الماضية على موقع «السومرية نيوز» العراقي أن مصادر أمنية في محافظة البصرة ذكرت أن مسلحين مجهولين أطلقوا في حدود الساعة الواحدة من ظهر أمس الأول ثلاثة صواريخ من منطقة حدودية داخل الأراضي العراقية باتجاه موقع إنشاء ميناء مبارك في جزيرة بوبيان القريبة من سواحل قضاء الفاو وأن الصواريخ لم تصب موقع المشروع على اليابسة وإنما سقطت في المياه بمحيط الجزيرة.
وأشارت المصادر إلى أنه تم رصد انطلاق الصواريخ من قبل القوات الأمنية العراقية المنتشرة على الحدود، مبينا أن تلك القوات قامت بعد إطلاق الصواريخ بشن حملة موسعة بحثا عن المهاجمين إلا أنها لم تعثر سوى على آثار انطلاق الصواريخ.
وأشارت المصادر والأجهزة الأمنية في البصرة الى ان استخبارات وقيادة العمليات قامت بفتح تحقيق موسع بالحادث، مؤكدة أنه الهجوم الأول من نوعه الذي تستخدم فيه الأراضي العراقية لشن هجمات على دولة جارة.
«الخارجية» تنفي استدعاء سفيرنا في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج
في السياق نفسه وتعليقا على ما بثته بعض وسائل الإعلام من تصريح لوكيل وزارة الخارجية العراقي على هامش المظاهرات التي خرجت في بغداد احتجاجا على القصف التركي والإيراني وما سمي بالتجاوز الكويتي على الحدود العراقية واستدعاء وزير الخارجية العراقي سفيرنا ضمن سفراء تلك الدول وتسليمه مذكرة احتجاج نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية نفيا قاطعا أن يكون قد تم استدعاء سفيرنا في بغداد أو تسليمه مذكرة احتجاج. وأعرب المصدر عن استغراب الكويت لمثل هذه الادعاءات، مؤكدا احترامها لحدودها مع العراق انطلاقا من روابط الاخوة وحسن الجوار والتزامها المطلق بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 مؤكدا عدم وجود أي تجاوزات كويتية على الحدود العراقية.
وحول ما أثير بشأن ميناء مبارك الكبير أكد المصدر مجددا أن الميناء يقام على أراض كويتية وضمن المياه الإقليمية للكويت وأن الأمر يعالج في إطار الاتصالات واللقاءات الرسمية بين البلدين.
واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على حرص الكويت على علاقاتها مع الأشقاء في العراق وتعاونها البناء لكل ما من شأنه تعزيز أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين.
مدير منفذ صفوان الحدودي ينفي إغلاق المنفذ ويؤكد أنها «شائعات مغرضة»
من جهته نفى مدير منفذ صفوان الحدودي اللواء محمد الموسوي امس اغلاق الكويت لمنفذ العبدلي المقابل لمنفذ صفوان في الجانب العراقي، مؤكدا ان حركة المرور في المنفذ طبيعية. وقال الموسوي، في حديث لـ «السومرية نيوز»، ان شائعات اثيرت في محافظة البصرة مفادها بأن الجانب الكويتي اغلق منفذ العبدلي المقابل لمنفذ صفوان في الجانب العراقي، مؤكدا ان هذه الشائعات مغرضة وعارية عن الصحة تماما. واضاف الموسوي ان الحركة المرورية سواء على مستوى الافراد او على مستوى الشاحنات القادمة من الكويت طبيعية جدا وليس هناك اي عوائق، لافتا الى ان التنسيق مستمر مع الجانب الكويتي حول انسيابية الحركة بين البلدين.
العجمي عن الصواريخ العراقية الثلاثة: حرب موانئ انطلقت شرارتها الأولى
هذا وفيما تتضارب الانباء عن الوجهة الحقيقية للصواريخ العراقية الثلاثة التي انطلقت فجر امس ناحية الاراضي الكويتية وما اذا كانت تستهدف «ميناء مبارك» موضع النزاع المستجد بين الكويت والعراق، قال الباحث في الشؤون السياسية والاعلامية عبدالرحمن العجمي ان الصواريخ الثلاثة التي انطلقت من الاراضي العراقية سواء كانت موجهة تحديدا الى ميناء مبارك الذي يقع في جزيرة بوبيان او اي بقعة جغرافية كويتية اخرى، لاسيما في هذا التوقيت، لابد ان ينظر الى دوافعها في اطار الازمة الناشبة حول مشروع مبارك الكبير بين العراق والكويت والتوعدات الرسمية والنيابية العراقية بمعاقبة الجانب الكويتي وتهديده اذا استمر في تبني استكمال انشاء ميناء مبارك.
واكد الباحث العجمي ان ثمة دلائل موضوعية على ان اطلاق هذه الصواريخ ليس من قبيل المصادفة او الخطأ، انما جاء لارسال اشارة واضحة من الطرف العراقي مفادها أن حرب الموانئ قد دارت رحاها ولن تتوقف حتى يعلن الجانب الكويتي ايقافه النهائي لمشروع ميناء مبارك، مستشهدا بتهديدات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للحكومة الكويتية بتعديها على السيادة العراقية وخنقها للاقتصاد، وكذلك توعد النائب العراقي كاظم الشمري بتنفيذ اعمال عسكرية على الاراضي الكويتية من قبل فصائل عراقية مسلحة.
ولم يستبعد الباحث الكويتي ان تكون كتائب حزب الله العراقية وراء عملية اطلاق الصواريخ الثلاثة على الاراضي الكويتية، مستندا الى البيان الذي اصدرته تلك الكتائب بتاريخ 17 يونيو الماضي وتضمن لهجة عدائية للكويت ولفكرة اقامة الميناء، متوقعا ان تستمر محاولات استهداف ميناء مبارك واثارة عمليات الشغب بمحاذاة الحدود الكويتية.
واشار العجمي الى ان اطرافا سياسية عراقية مستفيدة من تأجيج الخلافات مع الكويت وعلى رأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي ربما وجد ضالته في قضية ميناء مبارك، موضحا ان المالكي ربما يريد ترميم شعبيته المتآكلة ويلهي العراقيين عن مطالباتهم الشعبية الملحة في اصلاح الاوضاع الاقتصادية المتدهورة ومحاربة الفساد المالي والاداري اللذين اصبحا سمة بارزة في عهده.
وشدد على ان اطرافا عراقية متنفذة ليس من مصلحتها اقامة ميناء مبارك الكويتي، لأنه عند تشغيله فعليا سيكشف حقيقة الفوضى والتلاعب اللذين تسير بموجبهما الامور في الموانئ العراقية المقابلة، كاشفا ان عصابات عراقية ومتنفذين يهيمنون حاليا على حركة الملاحة وعمليات النقل والاستيراد في القنوات المائية الرابطة بين ميناء مبارك والموانئ العراقية القريبة منه.
وطالب الباحث العجمي الخارجية الكويتية بادارة ملف ميناء مبارك وفق اعتبارات واقعية تستوعب ما يجري في الداخل العراقي من صراعات وتباينات واستقطابات ومصالح، محذرا من اغفال استثمار الاعلام في هذه القضية والتركيز على الحلول الديبلوماسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق