25‏/08‏/2011

معركة إسرائيل ضد قطر



أفردت صحيفة "معاريف" مساحة واسعة لتقرير تحت عنون "معركة إسرائيل ضد قطر"، وأبرزت في عناوينها أن الحكومة الإسرائيلية غاضبة من المساعدة القطرية للإعلان عن الدولة الفلسطينية، وقامت ببلورة سلسلة من الخطوات التي وصفت بـ"الحادة" ضد قطر، تبدأ من قطع العلاقات وحتى وقف أي نشاط لقطر سواء في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وجاء أن تقريرا سريا تم إعداده في الخارجية الإسرائيلية يتضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وتنوي اتخاذها قريبا ضد قطر، وذلك بذريعة ما وصفته "نشاط قطر في العالم المعادي لإسرائيل، وخاصة المساعدة الواسعة التي تقدمها الدوحة للفلسطينيين مع اقتراب أيلول".
ويتضح من الوثيقة المشار إليها أن إسرائيل تعمل في الشهور الأخيرة على صد كل مبادرة لقطر في المنطقة، وعرقلة تنفيذ عدة مشاريع بتمويل قطري على جانبي الخط الأخضر.
كما جاء أن إسرائيل قررت بشكل نهائي إغلاق ممثليتها في الدوحة، ومنع دخول ممثلين قطريين إلى إسرائيل أو إلى أراضي 67.
وتضمن التقرير أيضا أنه يوجد لقطر علاقات قوية مع حركة حماس، بما فيها زيارات متواصلة للدوحة يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل تستعد لمواجهة ما وصفه "النشاط القطري الواسع المعادي لإسرائيل". وبحسبه فإن قطر على رأس الناشطين ضد إسرائيل في الساحة الدولية، ولا يمكن مواصلة التصرف إزاءها كأنما العلاقات عادية وطبيعية.
وأشار التقرير إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2008، فور اندلاع الحرب العدوانية على قطاع غزة، قررت قطر قطع علاقاتها مع إسرائيل. وفي كانون الثاني/ يناير 2009 طلبت من رئيس الممثلية الإسرائيلية في الدوحة مغادرة قطر، وسمحت لإسرائيل بإبقاء مكاتب الممثلية مع موظفين محليين، وهو ما اعتبرته الخارجية الإسرائيلية على أنه وسيلة ضغط على إسرائيل من أجل مواصلة النشاط القطري في أراضي 67.
وأضاف أنه منذ قطع العلاقات بعثت قطر برسائل إلى إسرائيل تطلب فيها تنفيذ عدة مشاريع في قطاع غزة وإدخال مواد بناء إليها، مقابل تجديد العلاقات بينهما. وقال أيضا إنه قبل بضعة شهور التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية مع نظيره القطري في قصر الأليزيه في باريس، بحضور الرئيس الفرنسي إلا أن اللقاء لم يسفر عن أية نتائج.
وتابعت الصحيفة أن القرار بالعمل ضد قطر قد اتخذ من قبل كبار المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية، بمشاركة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
وأضافت أنه تم إعداد سلسلة من الإجراءات ضد قطر بعد جمع أدلة من قبل جهات إسرائيلية مختلفة تشير إلى أن قطر تقوم بعمليات تمس بإسرائيل. وبحسب التقرير السري فإن نشاط قطر يتضمن تدخلا مركزيا في الإعداد القضائي للمسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة، وأنها تدفع السلطة الفلسطينية باتجاه إعلان الاستقلال في أيلول.
وتضمن التقرير أن علاقات قطر بحركة حماس عميقة، وأنها تقف وراء تمويل عدة مشاريع في قطاع غزة، مثل "مشروع الفاخورة"، كما أنها تقوم بتقديم مساعدات مالية لحماس عن طريق جمعيات خيرية، وأن حماس تسلمت منها خلال عام واحد نحو مليون يورو.
وأشار التقرير أيضا إلى أن قطر تنشط في تعزيز الدعوى القضائية ضد إسرائيل بكل ما يتصل بأسطول الحرية في أيار/ مايو من العام الماضي، والذي أسفر عن سقوط 9 شهداء أتراك وإصابة العشرات بنيران جنود البحرية الإسرائيلية.
وجاء أنه في هذا الإطار عقدت قطر مؤتمرا قضائيا وتعهدت بتمويل المصاريف القضائية الناجمة عن تقديم الدعوى ضد إسرائيل. كما أنها تعمل على رفع حدة الانتقادات الدولية لإسرائيل من خلال التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية قناة الجزيرة على أنها منصة لإطلاق تصريحات معادية لإسرائيل، تشتمل على محوها من الخريطة. كما أن قطر تقوم بعقد مؤتمرات أديان برعاية أمير قطر، تتحول إلى منصة لمناطحة إسرائيل.
وأضافت التقرير أنه في أعقاب ذلك، قررت الحكومة الإسرائيلية منع مراسلي الجزيرة من العمل في إسرائيل، بحيث أن مراسلي الجزيرة لا يستطيعون الدخول إلى إسرائيل إلا بواسطة جوازات سفر دول لها علاقات مع إسرائيل.
كما تتضمن الوثيقة منع بيع أية أسلحة لقطر من إنتاج الصناعات الأمنية، بادعاء أنه جرت اتصالات في السابق لشراء منتجات عسكرية إٍسرائيلية متطورة.
كما قررت وزارتا الخارجية والأمن عدم إخراج الجمعية القطرية (Qatar Foundation)، التي أسسها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من قائمة المنظمات التي يحظر نشاطها في الأراضي الفلسطيني المحتلة عام 67.
وجاء في التقرير السري أن ممثلين قطريين كانوا يشاركون في بعثات عربية لتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، تحت غطاء جمعيات خيرية أردنية أو الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر. وتقرر منع دخول ممثلين قطريين ضمن هذه البعثات.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الخطوة الأخيرة التي تقررت ضد قطر هو العمل ضد شرعيتها في الساحة الدولية، واعتبرت الصحيفة أن هذه المهمة ليست سهلة، خاصة وأن قطر نالت اعترافا دوليا عندما أعلن عن استضافتها بطولة العالم في كرة القدم للعام 2022.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق