وقوع إيران بين باكستان من جهة والسعودية والعراق من جهة أخرى منحها فرصة لا تفوت للعب على ملف القاعدة.
ما الذي يجعل ايران تحتجز اطفالاً ونساءً عرباً وتخشى من عودتهم لأهليهم وأوطانهم؟ أهو الخوف من ذاكرتهم؟ أم رغبة في استعمالهم كورقة ضد آبائهم وأوطانهم؟ أم لأن علاقاتها مع القاعدة اصبحت في متناول شهود الاتفاقات التي تمت بينها وبين رؤوس القاعدة؟
وجود عائلات العديد من قادة القاعدة في ايران، يثير أسئلة مهمة حول الكيفية التي وصلوا بها الى طهران، وأين يقطنون. ويثير قصصاً كثيرة عن هروب بعضهم من المقر الذي يقيمون فيه. والروايات التي قدموها للعالم عن ظروف إقامتهم. ولعل السؤال الأهم هو لماذا ترفض ايران الإفراج عنهم وعودتهم لبلادهم؟
الباحث عبدالعزيز الخميس يقدم بعض الأجوبة الافتراضية عن تلك الأسئلة.
أفغان العرب الإيرانيون
وسط ضجيج وتلوث شوارع طهران المدينة التي يبلغ عدد سكانها اثني عشر مليون نسمة غافلت فتاة سعودية يبلغ عمرها 22 عاماً اثناء نوبة تسوق تحظى بها كل ستة اشهر الحراس المحيطين بها والتابعين للحرس الثوري لتختفي في احد الاسواق المزدحمة، بحثت عن هاتف عمومي حيث اتصلت بأخيها عبد الله طالبة نجدته فنصحها بالتوجه للسفارة السعودية لتسارع ايمان بالصعود الى تاكسي طالبة منه نقلها للسفارة السعودية ولتطلب الحماية عند باب السفارة معلنة انها إيمان بنت اسامة بن لادن.
في الجانب الفقير من طهران يعيش شاب مصري مع زوجته الايرانية في منطقة شعبية لا يعرف احد عنه سوى انه افغاني متزوج من ايرانية، بينما الحقيقة ان عبد الله مصطفى حامد يعيش في رعب وقلق هرباً من السلطات الايرانية التي تبحث عنه دون جدوى حتى الان.
لم يقترف هذا الشاب جرماً يحاسب عليه سوى انه ابن لمصطفى حامد (ابو الوليد المصري) القيادي في منظمة القاعدة ومؤرخها الذي يقيم تحت اقامة جبرية في ضواحي طهران.
أعين الحرس الثوري والمخابرات الايرانية تفتش لعلها تظفر بهذا الشاب الذي كان من أهم مسربين اخبار وجود قيادات من القاعدة في طهران وتحت الرعاية الايرانية مما يثير غضب الايرانيين الذين تتعدد اهداف ابقاء هذه القيادات تحت سيطرتها.
قبل ان يخرج هذا الشاب كان رجل مشلول ينزل بصعوبة من تاكسي امام القنصلية السعودية في مشهد هو وزوجته وابنه الشاب ليسلموا أنفسهم للدبلوماسيين السعوديين ويعرف بنفسه على أنه خالد الحربي المعروف باسم ابي سليمان المكي احد اعضاء تنظيم القاعدة، وبعد مباحثات صعبة مع الايرانيين استطاع الثلاثة السفر على طائرة خاصة سعودية الى جدة.
عرف الحربي بأنه الشخص الذي كان يتحاور مع اسامة بن لادن في شريط فيديو اعلن فيه ابن لادن انه يعرف عن الهجمات على نيويورك قبل حدوثها وعدت في التحقيقات الاميركية دليل ادانة ضد ابن لادن.
بعد وصول الحربي الى القنصلية السعودية في مشهد حثت ايران الخطى للاعلان عن انها هي من سلمت الحربي للسعوديين بعد ان خيرته بين ان يسافر مباشرة الى الرياض او يسلم نفسه للقنصلية السعودية.
الحقيقة ان الرواية الايرانية كانت لاستدراك ما حدث من هروب الحربي للسفارة واكتشاف السعوديين ان ايران تضم على اراضيها الكثير من القيادات المهمة في القاعدة.
في الوقت الذي حاول فيه رجل كويتي معه اطفال صغار وامرأة منقبة الوصول الى السفارة الكويتية لولا ان حراسه وبسبب عدد الاسرة الكبير تنبهوا الى محاولته هو ايضاً الهرب من السوق للوصول الى سفارته الكويتية ونقلوا الاسرة على عجل الى المجمع الذي يقيمون فيه.
لا بد وان هذا الشاب وهو سليمان جاسم بوغيث والمكنى بأبي يوسف يتساءل الآن اين الحكومة الكويتية وهي التي يتمتع رئيس وزرائها بعلاقات قوية بآية الله خامنئي الحاكم المسيطر على كافة نواحي الحياة في ايران من وضعه واطفاله، حيث لم تستطع الحكومة الكويتية التوسط لاطلاق سراح المجاهد الكويتي الذي كان وزير إعلام القاعدة، وارساله للكويت حتى يحاسب على تعاونه مع القاعدة.
لم يتوقف سيل الهاربين من معسكر الاقامة الجبرية الايراني حيث فرت قبل ايام قليلة من كتابة هذا التقرير السيدة وفاء علي الشامي (62 عاماً) وهي زوجة منظر الافغان العرب ابي الوليد المصري الى السفارة المصرية مع ابنها لتقيم في غرفة صغيرة في السفارة حتى يتم ترحيلها الى مصر.
النساء والاطفال ورقة ضغط
عرف عن الايرانيين عشقهم لحيازة اوراق ضغط كثيرة ضد اعدائهم وحتى اصدقائهم.
ولعل احتجاز عائلة ابن لادن المكونة من 24 امرأة وولداً وبنتاً لا علاقة لهم بما فعله والدهم ويفعله وقت الاحتجاز، يدل على ان ايران لا تتورع عن استخدام هؤلاء كورقة ضغط على ابن لادن والقاعدة.
يقول ستيف كول، مؤلف كتاب "عائلة بن لادن: عائلة عربية في قرن أميركي" إن الإيرانيين كانوا يريدون السيطرة على عائلة بن لادن بصورة أو أخرى. مما يعني انهم يريدون الضغط على الأب.
لم تكن سيطرة الايرانيين على ابن لادن عبر احتجاز عائلته واضحة المعالم، فالبعض يعتبر ان الامر اكثر من ورقة ضغط وان ابن لادن ارسل اولاده عبر علاقاته مع الايرانيين ليكونوا في مأمن والا لماذا لم يسمح لهم بالعبور للسعودية او سوريا حيث تقيم أم بعضهم وهي نجوى الغانم.
من الاسماء التي برزت من قادة القاعده وعوائلهم ويقيمون في ايران: القيادي سيف العدل وزوجته المصرية ابنة مصطفى حامد والأبناء، وزوجته الباكستانية واطفالها.
مصطفى حامد (ابو الوليد) وزوجته وفاء علي الشامي التي هربت من الاقامة الجبرية ولجأت الى السفارة المصرية بطهران بصحبة حفيدها.
سليمان جاسم بوغيث الكويتي وأسرته.
أحمد حسن ابو الخير وأسرته.
ابو حفص الموريتاني وأسرته.
أبو سعيد المصري وعائلته.
عائلة ابن لادن حسب تصريح لزوجة عمر بن لادن لجريدة الشرق الاوسط:
عثمان بن لادن، يبلغ من العمر (27 عاماً) ويعول زوجتين وولدين وبنتاً (ويقال انه الآن في قطر).
سعد (30 عاماً) ويعول بنتين وصبياً، ومحمد (25 عاماً) وهو متزوج بابنة محمد عاطف أبو حفص المصري، الذي قتل في قندهار عام 2001 في قصف صاروخي لمنازل الأفغان العرب قبل سقوط حركة طالبان.
محمد بن لادن يعول بنتين وصبياً.
حمزة بن لادن يبلغ من العمر (19 عاماً) وهو متزوج ويعول طفلين (أسامة وخيرية)، وتعيش معه أيضاً والدته السيدة خيرية صابر، وهي سعودية زوجة بن لادن. وفي المجمع السكني أيضاً.
فاطمة ابنة ابن لادن وتبلغ من العمر (24 عاماً) مع زوجها وابنتها نجوى.
اضافة الى هؤلاء تشير التقارير ان اكثر من 100 من قيادات الافغان العرب في طهران مع عوائلهم، ومنهم من غادر الى بلدانهم الاصلية ومنهم من اختار العودة الى وزيرستان حسب تقارير لمنظمات اسلامية متعاطفة مع القاعدة.
لكن ما يثير علامات الاستفهام هو لماذا ترفض ايران اطلاق سراح البقية؟
الذي يثير الاستغراب هو الموقف الايراني المتعنت تجاه اطلاق سراح اطفال ونسوة ورجال بعضهم لا علاقة له بالقاعدة سوى ان آباءهم او اجدادهم كانوا قادة لها، وفي الوقت الذي ينص الدين الاسلامي على انه لا تزر وازرة وزر اخرى الا ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران وهو من هو في فهمه للدين الاسلامي يرفض نداءات ورسائل ووساطات عديدة للافراج عن هؤلاء، ومن هذه الوساطات:
- احدث الوساطات ما نشرت عنها صحيفة جنك الباكستانية ان باكستان تسعى جاهدة لإنهاء الخلاف بين السعودية وايران حول رفض ايران السماح للعديد من العوائل السعودية الموالية للقاعدة من مغادرة طهران والعودة لبلادهم بعدما تركوا افكار التنظيم. واشار الباكستانيون ان ايران تريد تنازلات سعودية فيما يخص ملف قتلة الحريري واتهام مسؤولين في حزب الله بارتكاب هذه الجريمة.
- وساطة قام بها علماء ثقات بباكستان وأفغانستان.
- دعوة وجهها خالد بن لادن، ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته المعتقلين في إيران.
- مطالبة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي طهران بالإفراج عن جميع أفراد عائلة بن لادن.
- جهود حكومية سعودية لاقناع ايران باطلاق سراح عائلة ابن لادن لاسباب انسانية.
- طلب عبد الرحمن بن لادن الذي يعيش في اللاذقية مع امه نجوى الغانم من النظام السوري مساعدته في اعادة اخوته بحكم علاقات سوريا الجيدة مع ايران.
ايران قاعدة القاعدة
هل رفض خامنئي لهذه الوساطات ناتج عن اتفاق بين ايران واسامة بن لادن على بقاء افراد عائلة الاخير وبعض من انصاره على اراض ايران وان هذا الاتفاق جزء من اتفاقات اخرى بين اطراف متعاونة ومتفقة على نفس الاعداء؟
كان تقرير اعدته شركة "كرونوس" للاستشارات في مجال الاستراتيجية لمجموعة برلمانية اميركية معنية بمكافحة الإرهاب قد حذر من انه اذا لم تتخذ اي اجراءات فان علاقات ايران بالقاعدة قد تكلف الولايات المتحدة وحلفاءها ثمناً باهظاً.
واشار التقرير الى العلاقة بين ايران والقاعدة وانها اصبحت قاعدة للقاعدة. واوضح معد التقرير مايكل اس سميث ان "ايران اقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع ابرز قادة القاعدة" واضاف ان "هذه العلاقة اقيمت بهدف التصدي للنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط وجنوب آسيا".
وقال التقرير ان العلاقة بين ايران والقاعدة شملت مساعدة ايران للقاعدة على تجنيد الارهابيين لتنفيذ اعتداءات ضد الولايات المتحدة وحلفائها من خلال توفير الدعم الضروري الذي يمكن تنظيم القاعدة من توسيع نطاق عملياته.
واشار التقرير الى انه منذ 11 ايلول/سبتمبر تعززت هذه الشراكة بشكل متزايد كما لجأ المئات من عناصر تنظيم القاعدة وعائلات اكبر قادته مثل اسامة بن لادن الى ايران.
لا يتوقف تواجد القاعدة في ايران على تواجد بعض القيادات الفاعلة مثل سيف العدل والذي يدير شبكة مهمة من مقره في طهران كما يتهم من قبل حكومات واجهزة كثيرة لكن المشهد القاعدي في ايران يمر بخط مستقيم يبدأ في مشهد حيث يدير لواء القدس التابع للحرس الثوري غرفة عمليات تشرف على العلاقات مع القاعدة في افغانستان وباكستان، ثم يمر الخط في منتصفه بطهران حيث يقيم سيف العدل والعديد من القيادات المهمة في القاعدة، ثم يستمر الخط الى الحدود بين كردستان العراق وايران حيث يعمل لواء كامل من الاكراد المتأثرين بفكر القاعدة ويتم استغلالهم في عمليات في داخل العراق وكأداة ضغط على الحكومتين العراقية والكردية.
العراق الممر والمعبر
مثل العراق في الأونة الأخيرة ممراً ومعبراً ومقراً لنشاطات القاعدة لم يكن الأمر هو اشتراك العديد من انصار القاعدة في عمليات ضد الحكومة والقوات الاميركية بل صنعت ايران لنفسها قاعدة مثلها مثل غيرها.
وكان تقرير نيابي قد كشف عن ان مدير مكتب الامن والمتابعة في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، والمسؤول ايضاً عن امن المنطقة الخضراء الحصينة، يعمل كحلقة وصل بين تنظيم القاعدة وايران.
واشار التقرير الى أن أبا علي البصري، واسمه الحقيقي عبدالكريم عبد فاضل، يقود خلية سرية تضم مجموعة تدين له بالولاء التام، مهمتها القيام بعمليات تهريب ارهابيي القاعدة المحكومين بالاعدام الى ايران.
ويقول القائمقام السابق لقضاء تلعفر العراقي اللواء نجم الجبوري الذي يعمل حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني الامريكية انه عندما تمت دعوة الناس إلى الصحوة كان قسم من المنادين للصحوة يملكون وثائق تدين القاعدة بإرتباطها بإيران.
ويشير الجبوري الى ان هناك مصالح مشتركة بين ايران والقاعدة ومن خلال هذه المصالح كانت هناك بعض الخيوط التي تربط القاعدة بإيران، ومنها تواجد قادة من القاعدة أو عوائلهم في إيران.
ويعتقد اللواء الجبوري انه لربما تكون إيران قد استغلت قيادات في القاعدة لتنفيذ قسم من المخططات التي تخصها داخل العراق كما هي الحال مع الميليشيات التي ترتبط بها داخل العراق.
أمر آخر لم يتم التطرق له بقوة من قبل الاعلام حول ما يحدث بين ايران والقاعدة على الاراضي العراقية ولربما اراض اخرى وهو استقالة مدير المخابرات العراقية الشهواني التي اثارت العديد من الاسئلة ويعتقد انها بسبب تقرير أثبت فيه الشهواني صلة مباشرة بين عمليات القاعدة وبين إيران من حيث نوع التسلح وخطوط الإتصال.
قطر والكويت مركزا التمويل
برزت الى الوجود مؤخراً الأدلة عديدة حول عمل انصار للقاعدة من ايران وعبرها وتنقلهم بين قطر والكويت وايران، من هذه الادلة اتهام الحكومة الاميركية لعدة اشخاص منهم قطريون وكويتي في نهاية يوليو/تموز الماضي بقيامهم بتشغيل شبكة تنقل اموالاً وعناصر تابعين لتنظيم القاعدة عبر الاراضي الايرانية.
قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على ستة اشخاص متهمين.
ووصفت وزارة الخارجية الاميركية عز الدين خليل المعروف باسم حركي هو "ياسين الصورة"، وهو سوري كردي مقيم في ايران بأنه "شخص بارز يقوم بتسهيل عمليات القاعدة" ويعمل من داخل ايران منذ عام 2005 "بموجب اتفاق بين تنظيم القاعدة والحكومة الايرانية".
يبين هذا التقرير ان علاقات ايران بالقاعدة تتجاوز استضافة عائلات او قادة هاربين من الحرب في افغنستان لتصل الى ما يبينه تقرير الاميركيين ان خليل ينقل مجندين واموالاً تابعة للقاعدة من انحاء الشرق الاوسط عبر ايران الى باكستان "لمصلحة قادة بارزين في تنظيم القاعدة".
واشار الاميركيون في تقريرهم الى شخص بارز آخر هو عطية عبد الرحمن المتواجد في باكستان والذي كان "مبعوث" زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن في ايران.
وقالت ان عبد الرحمن هو حالياً القائد العام لتنظيم القاعدة في منطقة القبائل في باكستان.
الأمر الابرز في تقارير الاميركيين انهم ادرجوا اربعة اشخاص آخرين ـ اوميد محمدي (سوري كردي)، سليم حسن خليفة راشد الكواري، عبد الله غانم محفوظ مسلم الخوار وهما قطريان معتقلان حاليا في السجون القطرية ولم يحولا للتحقيق او يقدما للمحاكمة، وعلي حسن علي العجمي ـ مؤكدة انهم عناصر في الشبكة التي تعمل في ايران وعبرها.
وقالت الوزارة ان "هذه الشبكة تعمل كخط امداد رئيسي ينقل من خلاله تنظيم القاعدة الاموال والعناصر والمسؤولين عن تسهيل العمليات من انحاء الشرق الاوسط الى جنوب اسيا".
وتعمل هذه الشبكة تحت إمرة لواء القدس التابع للحرس الثوري في مشهد حسب تصريح الخبير العراقي المتخصص في مكافحة الارهاب جاسم محمد.
واضافت ان الكواري والخوار يتخذان من قطر قاعدة لهما بينما يتواجد العجمي في الكويت.
تستخدم ايران عمليات القاعدة بطريقة براغماتية فبالطبع العقيدة تختلف بين الطرفين الا ان من مصلحة ايران تصاعد عمليات القاعدة في افغانستان والعراق ودول الخليج لذا فهي تقدم دعماً مباشراً وغير مباشر عبر تسهيل انسياب الاشخاص والاموال والمعدات لناشطي القاعده وهذا ما يؤكده السفير الايطالي في طهران ما بين 2003 و2008 روبيرتو تيسكانو.
الخلاصة
علاقات ايران مع القاعدة متشعبة ومعقدة فهي من ناحية تدير قاعدة خاصة بها في العراق، وفي الجانب الاخر لديها قاعدتها في افغانستان وتجاه القاعدة الاصلية فعلاقاتها جيدة حيث تحتضن اراضيها ثلة من ابرز رجال القاعدة وقادتها واكثر من ذلك كانت تمسك ابن لادن من اليد التي توجعه وهي ابناؤه.
وتشير تقارير غربية عن ان وجود عائلة ابن لادن مرحب به في ايران حتى لا يتجرأ على القيام بأي عمليات ضد ايران، وتدل على ذلك ان عائلة ابن لادن وعائلات القادة الآخرين تحت اقامة جبرية وظروف امنية صعبة.
يقول الايرانيون ان حمايتهم لعائلة ابن لادن واعضاء القاعدة يأتي من منطلق انساني اسلامي وهو اعطاء المأمن لابن السبيل خاصة ان كان مسلما، بينما من المبادئ الاسلامية الاخرى هو حرية ان يقرر الشخص مصيره في العودة لأهله ولا يقر الاسلام احتجاز انسان ما ضد ارادته.
لكن ما يبدو هنا ان ابناء ومنسوبي القاعدة المحتجزين في ايران لا يعدون كونهم أوراق ضغط تلعبها ايران ضد ابن لادن الذي رحل وضد دول عربية كمصر والسعودية وغيرها من دول ينتسب لها المحتجزون ضد ارادتهم.
ولعل تقرير صحيفة جنك الايرانية حول مقايضة ايران نساء واطفال بن لادن وغيرهم من العوائل العربية بانهاء ملف قتلة الحريري يعد وصمة عار في جبين دولة تدعي الاسلام وتتحدث عن قيمه النبيلة والتي من اهمها ان لا وازرة تزر اخرى وان القيم الشريفة لا تحض على استعمال نساء واطفال في مراهنات سياسية واعمال ثأر لطالما حذر منها الاسلام الذي يدعي ملالي طهران التمسك به.
ولو افترضنا ان تمسك ايران بوجود هؤلاء هو لحماية امنها الوطني من انتقام ابن لادن او شروره فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا بعد رحيل ابن لادن؟ هل اصبحت ايران لا تخشى من خطر ان يقوم ابن لادن بالحض على عمليات ضدها؟
توضح المؤشرات ان ايران بتمسكها بورقة هؤلاء النساء والاطفال بعد رحيل ابن لادن تستغل هؤلاء ضد دولهم لكن هذه الدول تعلن فقط عن ان موضوع هذه العائلات لا يمثل لديها سوى شأن انساني وان على ايران الاستجابة الى صوت العقل والمنطق الانساني وترك هذه العائلات تقرر مصيرها.
في الختام يبدو ان رحيل ابن لادن وضع ايران في مأزق مع ملفات عديدة؛ فصمته عن استغلالها لاسم القاعدة في العراق وافغانستان ومناطق مختلفة ووجود عائلته لدى الايرانيين اصبح يحتاج إلى مبررات واعذار قد يرهق الايرانيين توفيرها.
عبدالعزيز الخميس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق