30‏/10‏/2011

موسم الأقاليم الفيدرالية في "بازار" الحدث العراقي



ما أن أعلن مجلس محافظة صلاح الدين الأسبوع الماضي المحافظة إقليماً إدارياً واقتصادياً حتى تعالت أصوات العراقيين بين مرحب ومستنكر لهذه الخطوة.
فقد خرجت تظاهرات مؤيدة للقرار في عدد من المدن، في صلاح الدين والأنبار وغيرها، في وقت دعا فيه السيد مقتدى الصدر قادة محافظة صلاح الدين إلى التراجع عن هذا القرار بوصفه يشكل تهديداً لوحدة البلاد.

الباحث نبراس الكاظمي يقدم التهنئة لمجلس محافظة صلاح الدين، ويقول بهذه المناسبة: تحياتي الى اقليم صلاح الدين. هذا عين العقل، لأن اللا مركزية هي سدنا المنيع ضد عودة الدكتاتورية، وهي الضمان الحقيقي لإعمار البلد وانتخاب من له القدرة على ذلك. وعقبال اقليم البصرة، واقليم العمارة وكل الاقاليم الاخرى...(ملاحظة: لو كانت بغداد المركزية قد بادرت بتوسيع صلاحيات المحافظات كما نص على ذلك الدستور، وخصوصا الصلاحيات الصرفية، لما اضطرت المحافظات الى اعلان الاقاليم...)...
ويبدو أن كلمات الكاظمي قد وجدت صداها في مدينة البصرة حيث بين النائب عن التحالف الوطني جواد البزوني ان هناك مطلبا شعبيا في البصرة لإكمال مشروع إعلان المحافظة اقليما. وقال البزوني في تصريحات صحفية ان "شوارع البصرة غطتها اعداد كبير من اللافتات تطالب الحكومة المركزية بالنظر في الطلب المقدم للموافقة على تحويل المحافظة الى اقليم".. مضيفا ان "هناك جلسة ستعقد يوم الاحد القادم لمجلس المحافظة وعدد من اعضاء البرلمان العراقي عن محافظة البصرة للنظر بالطريقة التي سيتعامل بها المجلس حول التعمد من قبل مجلس الوزراء عدم النظر في طلب المحافظة ". وزاد ان "الطلب أصبح جماهيريا وهناك مشاورات تجري حاليا لانضمام محافظات ذي قار وميسان والمثنى لهذا المشروع لتكوين اقليم يضم أربع محافظات".
من جهته أكد زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة، السبت، أن محافظة الأنبار ستدرس إمكانية إقامة إقليم دون التصويت عليه، وفيما أشار إلى وجود تجاوزات من قبل الحكومة المركزية على صلاحيات المحافظة، أكد أن الطريق بات مسدودا أمام المحافظة مع الحكومة المركزية. وقال أبو ريشة في تصريحات صحفية إن "مجلس محافظة الأنبار سيعقد اليوم (السبت) اجتماعا طارئا لمناقشة إمكانية اتخاذ قرار بشأن الفدرالية الإدارية ومنح الصلاحيات الواسعة للمحافظة"، مبينا أن "المجلس سيدرس إمكانية إقامة إقليم فدرالي كما نص عليه الدستور العراقي دون أن يصوت عليه في جلسة اليوم".
وأضاف أبو ريشة أن "الفدرالية ليست تقسيما، وإنما ممارسة لصلاحيات واسعة تتيح للمحافظة البناء والإعمار وفقا للدستور الذي وضعه من هو موجود الآن في رئاسة الحكومة والجمهورية"، مؤكدا أن "محافظة الأنبار ومجلس صحوات العراق يقف بشدة ضد مشاريع تقسيم العراق".
ويقول الناشط المدني أحمد خالد بهذا الخصوص: "اللامركزية تقودها الطائفية هنا. وفي أي حال فهي خطوة صحيحة نحو التخلص من هوية (العراق الموحد) الهشة، المصطنعة وغير المتجانسة، مع الأمل بتطور بلدان جديدة منبثقة عن رغبة السنة والشيعة في التخلص من حكم بعضهم البعض، لتحقيق مواجهة أكثر صراحة لمشاكلنا واحتياجاتنا وبانتظار خارطة تكون أكثر إستقراراً وفائدة للأقوام الساكنة على هذه الأرض".
ويعلق رعد السهيل عن اللامركزية بالقول: "اللامركزية معنى آخر وهي لشعوب واعية بمفهومها وتفهم الفرق بين الدولة والاقليم فلا تقوم بمنع ناقلات النفط من المرور او مصادرته كما حدث ببعض المحافظات.... قبل اللامركزية وبناؤها على سياسيينا اولا ان يفهموا معناها ثم يثقفوا شعوبهم بالمعني الصحيح فيتبعوا الدستور.. اما بالوضع الحالي فاعتقد ستؤدي إلى مزيد من الفوضى.. اخواننا الاكراد على درجة من الوعى والتجربة ومع هذا هناك مشاكل مع المركز تخيل الوضع كم سيزيد من المشاكل والمناحرات السياسية؟.. العراق حاليا مشاكله لن تحلها اللامركزية انما تضاعفها اضعافا لانها طائفية او قومية ستنشأ صراعات جديدة لان شعبنا ومن يعتبرون أنفسهم قادة بلا وعي ولا ثقافة بمفهوم اللامركزية".

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق