28‏/12‏/2011

المخابرات الايرانية على خط الازمة العراقية .. لتعقيدها أم لحلها؟



في وقت تؤكد الحكومة العراقية رفضها لاي تدخل خارجي في الازمة السياسية التي تشهدها البلاد حاليا بدأ وفد مخابراتي وعسكري ايراني اجراء محادثات في اقليم كردستان حول الخلافات الجارية بين القادة السياسيين.. حيث قدم الوفد مقترحات لعقد اجتماعات بين هؤلاء القادة في اربيل او بغداد لكنها لم تحظ بقبول لحد الان.
وتعتقد مصادر عراقية ان التدخل الايراني في هذه الازمة لن يكون حياديا خاصة وانه يضم شخصيات من جهاز المخابرات الايرانية "أطلاعات" لان طهران طالما دعمت التحالف الوطني الشيعي الحاكم وارغمت فصائله على الوحدة والتكتل لمواجهة فوز القائمة العراقية في الانتخابات الاخيرة وتشكيل الحكومة بدلا عنها.
واليوم اعلن مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان "اطرافا عراقية" تتصل بايران للتوسط في قضية طارق الهاشمي، فيما اكدت مصادر حزبية كردية ان وفدا ايرانيا يجري بالفعل محادثات في هذا الاطار في اقليم كردستان.
وقال المصدر رفيع المستوى المقرب من المالكي ان "اطرافا عراقية تتصل بايران للتوسط في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي"، من دون ان يضيف اي تفاصيل اضافية. وغرق العراق عقب انسحاب آخر الجنود الاميركيين منه قبل اكثر من اسبوع، في ازمة سياسية حادة باتت تنذر بشلل فقي المؤسسات وتهدد التوازن السياسي الهش الذي يسير عمل الحكومة.
وصدرت مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي اتهم بدعم وتمويل اعمال "ارهابية" نفذها حرسه الشخصي، فيما علق ائتلاف "العراقية" المدعوم من شخصيات سنية بارزة بينها الهاشمي، حضور جلسات الحكومة والبرلمان.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر حزبية كردية اليوم ان "وفدا ايرانيا رفيع المستوى يضم قيادات من جهاز الاستخبارات والجيش يزور حاليا اقليم كردستان العراق للتوسط في الازمة السياسية".
واوضحت المصادر ان "الوفد وصل الى كردستان العراق قبل ثلاثة ايام واجرى سلسلة من اللقاءات مع قيادات عراقية بينها رئيس العراق جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الرئيس طارق الهاشمي".
واضافت المصادر الحزبية ان "الوفد اقترح عقد لقاء سياسي في مدينة اربيل (عاصمة اقليم كردستان) لكن رئيس الوزراء رفض الحضور، كما اقترح عقد لقاء في بغداد لكن رئيس اقليم كردستان رفض ذلك". وتابعت ان "الوفد الايراني اقترح ايضا عقد اللقاء في السليمانية او ايران، لكنه لم يتلق جوابا حتى الآن".
وتعليقا على ذلك اكد المصدر المقرب من رئيس الوزراء ان المالكي "لن يحضر اي مؤتمر يعقد بهذا الصدد (قضية الهاشمي) في اي مكان غير بغداد".
من جهته قال السكرتير الاعلامي لبارزاني فيصل الدباغ ان رئيس اقليم كردستان العراق "يبذل جهوده لحل الازمة السياسية في العراق لكنه لن يتوجه لزيارة العاصمة بغداد".
والهاشمي يقيم حاليا في دار ضيافة تابع لطالباني في منطقة قلعة شولان وهي منطقة نائية تقع على بعد 60 كلم شمال السليمانية (270 كلم شمال بغداد) قرب الحدود الايرانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق