28‏/12‏/2011

"مجاهدين خلق" خارطة لفك "الشيفرة" الإيرانية

منظمة مجاهدين خلق.jpg


في وقت توشك المهلة التي حددتها بغداد لإغلاق معسكر أشرف الذي يؤوي منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارِضة، إثر تفاوض مع الأمم المتحدة قضى بإعادة توطين 3000 شخص يقطنون هناك، تعود المنظمة إلى الواجهة من جديد ليصبح معها معسكر أشرف الذي يبعد 65 كيلومتراً عن بغداد على المحك خصوصاً عقب استهدافه بقذائف موتر، آخرها اليوم الاربعاء، وبينما يجري نقل مئات منهم إلى موقع جديد.

تعتبر منظمة مجاهدين خلق الإيرانية أو "سازمان مجاهدين خلق إيران" بالفارسية، وتعني بالعربية حرفياً "مقاتلون في سبيل الله"، من أهم الحركات الإيرانية المعارضة لنظام الحكم في طهران. تأسست في 1965 على "أيدي محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادكان"، بوصفها منظمة مسلمة ثورية وطنية وديمقراطية انتهجت الكفاح المسلح طريقاً من أجل القضاء على نظام الشاه، وفي ما بعد ضد نظام الثورة الإيرانية.

لعبت "مجاهدين خلق" دوراً كبيراً في انتصار الثورة الإسلامية، فبعد أن أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعدداً كبيراً من أعضاء قيادتها، ازدادت شعبيتها بين صفوف طلاب الجامعات بحلول كانون الثاني (يناير) 1979. وشرعت في تدريب مئات الطلاب على المهارات العسكرية، وحركت تظاهرات قوية وفعالة ضد النظام الشاهاني، ما استفزّ جهاز أمنه "السافاك" فأقدم على اعتقال كثير من أعضاء "مجاهدين خلق"، وتعريضهم للتعذيب، كان من بينهم قائد المنظمة مسعود رجوي، الذي خُفّفت محكوميته بالإعدام إلى السجن المؤبد؛ نظراً لتحريك قضيته دولياً، ثم ما لبث أن أطلق في 1979 قبيل قيام الثورة الإسلامية.

وفي فجر 25 أيار(مايو) 1972، أُعدم مؤسسو المنظمة مع عدد من أعضاء لجنتها المركزية إثر إدلائهم أمام محاکم الشاه بمرافعات حماسية للدفاع عن الحريات الشعبية وضرورة النضال ضد الديكتاتورية.

والسافاك هو اختصار لـ"منظمة المخابرات والأمن القومي" الذي أسس بمساعدة وكالة المخابرات الأميركية (سي أي آي) في 1957، وكانت مهمته قمع المعارضين لشاه إيران ووضعهم تحت المراقبة.

تقلد الجنرال "تيمور بختيار" منصب أول مدير للجهاز، ثم استبدل بالجنرال "حسن بكراوان" الذي أعدمه الحرس الثوري الإيراني بعد الثورة الإسلامية. وفي يناير 1979، استهدف الحرس الثوري الإيراني 3000 شخص من موظفي السافاك وأعدِم عدد كبير منهم. وفي فبراير من العام ذاته، حل الخميني جهاز السافاك نهائياً واستبدله بجهاز "فافاك" أي وزارة المخابرات.

مسارات وأهداف متعارضة

كانت منظمة مجاهدين خلق استهدفت في 1972 جنرال القوة الجوية الاميركية هارولد برايس فی طهران.

وفي 1973، اغتالت المستشار العسكري الاميركي العقيد لويس أل هاوکينز. وفي 1975، استهدفت سيارة تابعة لمستشارين عسكريين اميركيين هما العقيد جون تورون والعقيد بول شفرد، ما ادى إلى مصرعهما. وفي العام نفسه فتحت المنظمة النار على سيارة السفير الأميركي السابق في طهران دونالد آرون، وفُجّرت قنبلة داخل مقر رابطة إيران وأميركا، وأخرى داخل القنصلية البريطانية في مدينة مشهد. وفي 1976، فجرت المنظمة مؤسسات أميركية مثل جنرال الكتريك، واغتالت ثلاثة من موظفي شرکة راکلول انترناشينل الاميرکية، هم: دونالد جي اسميث، روبرت آر غرانغراد وويليمسي کاترل.

وبسبب تورط الحركة في اغتيال عسكريين أميركيين في تلك الفترة، اعتبرت بعض الدول الغربية مجاهدين خلق حركة إرهابية.

بعد التخلص من النظام البهلوي، بدأ الخلاف يظهر جدياً بعد عامين ونصف العام من قيام الثورة الإيرانية بين مجاهدين خلق ونظام الحكم الإيراني الجديد، فما كان من مجاهدين خلق إلا أن قاطعت الاستفتاء على الدستور الجديد في كانون الأول (ديسمبر) 1979، الأمر الذي أعطى السلطة سبباً لحرمان المنظمة من المشاركة في انتخابات الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 1980، بذريعة أنها لم تؤيد الدستور القائم على أساس مفهوم ولاية الفقيه. فأصدر النظام الخميني فتوى بتحريم ترشّح من امتنعوا عن التصويت لمنصب رئاسة الجمهورية، قاطعاً الطريق على مسعود رجوي، زعيم "مجاهدين خلق"، من الترشح.

ويرى بعض المحللين أن الإمام الخميني كان يرى في مجاهدين خلق الذين شكلوا قوة سياسية منظمة أرّخت لسجل نضالي عريق ضد نظام الشاه، نوعاً من التهديد السياسي والاجتماعي للثورة الإسلامية، وانطلاقاً من هنا ليس من المستغرب أن يعمد الخميني إلى إطلاقه صفة النفاق على مجاهدين خلق، فأسماهم "منافقي خلق".

احتدم الصراع بين الطرفين ليصل إلى حد التقاتل، حيث أعدمت الحكومة الإيرانية عشرات الآلاف من أعضاء المنظمة. وقام الحرس الثوري في 1981 بفتح النار على تظاهرة تابعة للحركة، فكانت هذه بداية انتهاج "مجاهدين خلق" ما اعتبروه "كفاحاً مسلحاً ضد الطغيان، فنفذت عمليات عسكرية ضد النظام الحاكم في إيران مستهدفة رموز نظام الخميني بالعبوات الناسفة، فقتلت رئيس المحكمة الدستورية العليا حسين بهشتي ومعه 72 من قيادات الدولة في تفجير استهدف مقر الحزب الحاكم.

واغتالت في العام ذاته رئيس الجمهورية محمد 
علي رجائي ورئيس وزرائه محمد جواد بهنر، بل وحاولت اغتيال مرشد الثورة الحالي علي خامنئي الذي أصيب إثر المحاولة بشلل دائم في يده اليسرى. كما دمرت الكثير من المنشآت الاقتصادية الإيرانية.

من باريس إلى بغداد

ردت السلطات الإيرانية على ذلك بمزيد من حملات الاعتقال والإعدام بحق أعضاء المنظمة، وأطلق عليها النظام اسم "زمرة المنافقين"، وصنّفها "حركة إرهابية مارقة"، ما دفع قياداتها للهرب إلى الخارج، وعلى رأسهم مسعود رجوي الذي توجّه إلى باريس في 1981 ليقود من هناك تحالفًا معارضاً لنظام حكم "آيات الله"، حمل اسم "المجلس الأعلى للمقاومة الإيرانية"، وضم 5 منظمات وأحزاب وعضوية 550 شخصية إيرانية عامة، إضافة إلى جيش التحرير الوطني الإيراني، الذي يعتبر الجناح العسكري للمنظمة، ويتميز بضمه عدداً كبيراً من القيادات النسائية.

وبعد ضغط شديد من باريس، اضطرت مجاهدين خلق إلى مغادرة فرنسا في 1986 والانتقال إلى بغداد. ونفّذت السلطات الفرنسية بعد ذلك حملة دهم لمكاتب المنظمة واعتقلت إثرها العشرات من المتعاطفين معها، وأحالت عدداً منهم، بمن فيهم زعيمة الجناح السياسي للمنظمة مريم رجوي، على التحقيق للاشتباه في علاقتهم بالإرهاب، ثم أفرج عن رجوي بكفالة مالية ووضعت تحت رقابة قضائية.

في 1993، قام التحالف بانتخاب مريم رجوي - زوجة مسعود - رئيسةً موقتةً لإيران من المنفى، بهدف تأمين عملية نقل سلمية للسلطة إلى الشعب الإيراني بعد إسقاط النظام الحالي.

وتحولت بغداد، منذ 1986، إلى معقل عسكري رئيسي للحركة وكوادرها في المنفى، وكانت منطلقاً لهجماتها ضد أهداف داخل إيران سواء أكانت منشآت أم أشخاصا من رؤوس النظام. وذلك بعد أن وفرت لها الحكومة العراقية العتاد والتدريب وجميع المستلزمات العسكرية. ولكن بعد حرب الخليج الثانية، تلقت الحركة ضربات قاسية بعد أن خسر العراق حضوره الدولي وعانى عزلة دولية.

استمرت مجاهدين خلق في تبني أيديولوجيتها المعادية للنظام الحاكم في إيران، وساهمت الولايات المتحدة بتوطيد وجود الحركة في الأراضي العراقية، فأصبح لها منشآت عسكرية عدة في العراق، أبرزها:

- معسكر أشرف. توجد فيه مقرات القيادة العسكرية، ويضم 6000 عنصر. ويبعد حوالى 100 كيلومتر من حدود إيران الغربية، و100 كيلو متر شمالاً من بغداد.

- معسكر نزالي. يبعد 40 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، و120 كيلومتراً شمال شرقي بغداد.

- معسكر فايزي. يقع في مدينة الكوت العراقية.

- معسكر يونياد علافي. يقع بالقرب من مدينة المقدادية العراقية.

وأثناء الغزو الأميركي للعراق تعرضت مواقع الحركة لقصف القوات الأميركية البريطانية، واعتبرتها جزءاً من التشكيلات العراقية. إلا أن القوات الأميركية عادت، بعد سقوط العراق، وأعلنت توقيع اتفاق مع مجاهدين خلق، يضمن السماح لها بالاحتفاظ بسلاحها والبقاء في العراق ومواصلة كفاحها المسلح. فما كان من النظام الإيراني إلا أن لوّح بورقة العفو عن أفراد "مجاهدين خلق" وعناصرها، مستثنية قياداتهم، إذا سلّموا أنفسهم وعادوا إلى إيران، وتعهّدوا بالتوقف عن النشاط المعارض. وكانت المنظمة قد اشترطت قبل العودة إلى إيران أن يتعهّد النظام بعدم ملاحقة عناصرها أو قياداتها. وكان الاتحاد الأوروبي أدرج منظمة مجاهدين خلق على قائمة الجماعات المحظورة منذ 2000.

إعادة إنتشار "طوعية" في العراق

ومنذ أيام، وقّع الممثل العام للامين العام للامم المتحدة، مارتن كوبلر، مع الحكومة العراقية خلال اليومين الماضيين مذكرة تفاهم تنص على "الانتقال الطوعي" لسكان معسكر أشرف. وجاء في البيان ان المذكرة "تؤسس لعملية" سيقوم العراق بموجبها "بنقل السكان الى موقع انتقالي موقّت، بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية تحديد صفة اللجوء. وهذه خطوة اولى ضرورية لاعادة توطينهم خارج العراق". وبحسب البيان، تتضمن المذكرة "التزاماً واضحاً من حكومة العراق بضمان سلامة السكان وأمنهم في الموقع الجديد". كما تلتزم الحكومة العراقية بـ"إشراك وزارة حقوق الانسان التابعة لها، في شكل فاعل في كل مراحل العملية، بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباط"، وفقا للبيان.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن ان العراق وافق على تمديد بقاء بعض عناصر منظمة مجاهدين خلق في البلاد لستة اشهر ضمن خطة للامم المحتدة.

وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إن "الاتفاق يمثل خطوة مهمة على طريق ايجاد حل انساني للوضع في اشرف".

وذكر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، التابع لمجاهدين خلق، ان مخيم اشرف تعرض "لاطلاق صواريخ كاتيوشا من قبل فرق الارهاب التابعة لقوات قدس الارهابية". وأشار الى ان "400 من عناصر وزارة المخابرات استقروا منذ أسابيع في مجمع معين شمالي أشرف. وكانت السلطات العراقية قررت أن تغلق قبل نهاية 2011 المعسكر الذي يسيطر عليه منذ نحو ثلاثين سنة المعارضون الايرانيون في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

ايديولوجية المنظمة

هناك من يزعم أن نظام الشاه ابتدع تهمة جديدة ألصقها بمجاهدين خلق تقول إن عناصرها "ماركسيون – إسلاميون".  والحق أن هذه المنظمة تأثرت بالأفكار الماركسية اللينينية، ففي وقت التصدي للنظام البهلوي نشأ لدى المنضوين تحت رايتها مفهوم الإيديولوجية الإسلامية الثورية تحضيراً للبدء بالعمل المسلح، ما حدا ببعض القيادات إلى تفسير الإسلام تفسيراً يساريا، مستنداً إلى التفسيرات الماركسية بالاضافة إلى تاريخ الحركات الثورية العالمية، ولاحقاً التزمت هذه الكوادر الحزبية بالفكر الماركسي - اللينيني كمنهجية في التفكير الحزبي، ما أدى الى انشقاق في الحركة في 1975 إلى فئتين :

1- فئة ماركسية اعتنقت الماركسية منهجاً كاملاً واصبحت شيوعية. وفيما بعد سميت هذه المجموعة باسم "البيكار" (أي الاصلاح والتربية).

2- الفئة الثانية إسلامية بقيت على اسمها الاساسي "المجاهدين"، وجسدت ثقافة شيعية ثورية.

بيد أن قدرة الرجوي الفكرية والتنظيمية ضمنت استمرارية عمل المنظمة الحزبي السري المكافح (موحداً) في وجه نظام الشاه آنذاك.

مسعود رجوي

ولد مسعود رجوي في 1948 بمدينة طَبَس، إحدى مدن إقليم خراسان شرق إيران. وقضى فترة دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة مشهد مركز الإقليم. ثم واصل دراسته في كلية الحقوق بجامعة طهران فتخرج من فرع الحقوق السياسية.

وتعرف مسعود رجوي خلال فترة دراسته الثانوية على الفعاليات والأفكار الدينية السياسية آنذاك. انضوى رجوي في صفوف حركة مجاهدين خلق 1967، وكان عمره 19 سنة. ثم أصبح على علاقة مباشرة بمؤسس المنظمة محمد حنيف نجاد.

اختير رجوي عضواً في مجموعة العقيدة بالمنظمة، واعتقل عندما اقتحم جهاز مخابرات الشاه مقراً للمنظمة في أيلول (سبتمبر) 1971 ضمن أولى حملات الاعتقال. فصدر عليه الحكم بالإعدام، إلا أنه ونتيجة الأنشطة والضغوط الدولية تم تخفيف الحكم ليتحول إلى سجن مؤبد.

في 1975، نجح رجوي في إعادة تنظيم المنظمة وإحيائها بعد انهيارها. وذلك من خلال تدوين مواقف مجاهدين خلق ومبادئها وتعليمها.

أطلق سراحه في 20 كانون الثاني (يناير) 1979، بعد أسبوع من هروب الشاه من إيران. وبعد 5 أيام من إطلاق سراحه، ألقى رجوي خطاباً في جامعة طهران تحدث فيه عن "ضرورة الحرية" ووصف "الحرية" بأنها "روح الإنسان وجوهره وحقيقته" وأنها "هي القيمة التي لأجلها ضحّى الشهداء بحياتهم وأودعَ الأسرى السجون". وتولى رجوي زعامة حركة مجاهدين الشعب الإيرانية ورئاسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.



مريم رجوي

هي مريم قاجار أزادنالو المولودة في 1953 والمنتمية لعائلة من الطبقة المتوسطة. التحقت رجوي بالحركة الهادفة إلى الإطاحة بشاه إيران في أواخر سني مراهقتها. ثم انضمت إلى مجاهدين خلق وهي بعدُ طالبة في الجامعة.

عارضت رجوي وبعض عناصر مجاهدين خلق المرشحين الموالين للخميني في الانتخابات العامة التي أجريت في 1980. وساعدت في تنظيم مظاهرات مناوئة له.

في 1985، كلفت مريم بقيادة الحركة مع مسعود رجوي الذي تزوجته في العام ذاته في باريس.

وبعد ضغط شديد من باريس اضطرت حركة مجاهدي خلق لمغادرة فرنسا في 1986 والانتقال إلى بغداد.

في 1987، شُكّل جيش التحرير الوطني ليكون الجناح العسكري لحركة مجاهدين خلق. وأصبحت مريم نائب قائد لهذا الجيش.

في 1993، التحقت حركة مجاهدين خلق بالمجلس الوطني للمقاومة في إيران، وهو تنظيم أنشئ في 1981 على يد مسعود رجوي والرئيس الإيراني الأسبق المنفي أبو الحسن بني صدر.

وانتخب المجلس الوطني للمقاومة في إيران، الذي يطلق على نفسه حاليا "برلمان" المقاومة الإيرانية، مريم "رئيسا" لحكومة إيران المستقبلية.

وتخلت مريم بناء على هذا القرار عن مناصبها في جيش التحرير الوطني الجناح العسكري لحركة مجاهدين خلق والحركة ذاتها، تاركة قيادة الحركة لزوجها

وأجرت مريم زيارات لمدن غربية في منتصف تسعينات القرن العشرين، للتباحث مع الإيرانيين في المنفى ولحشد التأييد للحركة بصفتها إحدى قياداتها.

المصير والمآل

وفي انتظار المقر الجديد الذي اختارته السلطات العراقية ليكون مقراً لمنظمة مجاهدين خلق تمهيداً لإعادة توطينهم خارج العراق، تبقى هذه المنظمة كابوساً مزعجاً يؤرق أجفان السلطات الإيرانية، خصوصاً أن الولايات المتحدة حولت المنظمة إلى ورقة ضغط واستفزاز لإيران، تستخدمها متى شاءت وتحضنها لأغراض نفعية تخدم سياساتها حيال طهران.

وللمنظمة تاريخ حافل في تعرية الجمهورية الإسلامية وكشف أسرارها الدفينة، ففي 26 كانون الثاني (يناير) 2007 كشفت "مجاهدين خلق" في باريس وجود حوالى 32 ألف عنصر مخابرات للنظام الإيراني في العراق. وألقت الضوء على الطرق والوسائل التي يزرع بها النظام الإيراني عملاءه في المحافظات العراقية منذ الأيام الأولى لوقوع الاحتلال، وكيفية تطوير هذا الزرع وتنظيمه أكثر بعد أشهر قليلة، وأن هؤلاء العملاء الذين تم تدريبهم في إيران، قد دخلوا إلى العراق من خلال المعابر الحدودية بقيادة وتوجيه مباشرين من قادة ما يسمي بجيش القدس الإيراني، وعرضت المنظمة صوراً للمعابر المستخدمة، مع الإشارة إلى مسار التسلل إلى العراق، وأظهرت البيانات التي تضمنتها، كشوف  الرواتب، من أي مصدر تأتي، ومن المسؤول عن صرفها.

وجاء في التفاصيل أن رواتب العملاء الأوائل، كانت تصُرف من بنك "سبه" الإيراني، وبالريال الإيراني، نظراً لوجودهم وقتها داخل إيران للتدريب والاستعداد.

وسبق للمنظمة أن كشفت للمرة الاولى في أغسطس (آب) 2002 معلومات مهمة تتعلق ببرنامج إيران النووي، مشيرة إلى أن الجمهورية الإسلامية لم تكشف منشأة كبيرة لتخصيب اليورانيوم في نطنز، إضافة إلى منشأة للماء الثقيل في أراك. وتبين بعد ذلك صحة هذه المعلومات، وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما بعد بأمر المنشأتين واضطرارها إلى الموافقة على تعليق برنامجها النووي لتخصيب اليورانيوم في تشرين الأول (أكتوبر) 2003.

وفي 2008، قضت محكمة العدل الأوروبية بإزالة منظمة مجاهدين خلق من قائمة المنظمات الإرهابية، ووقف قرار تجميد أرصدتها.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق