28‏/12‏/2011

تحفظ واسع النطاق على ترأس الدابي لبعثة المراقبين إلى سوريا


مع وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، للاطلاع على الأحداث الجارية هناك، خاصة في ظل أحاديث عن ارتفاع أعداد الضحايا، بدأت تثار تساؤلات حول ملاءمة الجنرال السوداني محمد أحمد الدابي لترؤس البعثة بعد اتهامه بتأسيس ميليشيا جنجويد المخيفة.

مع وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، من أجل الوقوف على أرض الواقع على حقيقة ما يدور هناك من أحداث، خاصة في ظل التقديرات التي تتحدث من خلالها الأمم المتحدة عن وصول عدد ضحايا الحملة القمعية التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه إلى أكثر من 5000 قتيل، بدأت تثار تساؤلات حول ملاءمة الجنرال السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس تلك البعثة، للقيام بمثل هذا الدور، خاصة وأنه قد سبق اتهامه بتأسيس ميليشيا جنجويد المخيفة، التي وقفت وراء أسوأ الفظائع التي ارتكبت خلال الإبادة الجماعية في دارفور.
هذا وقد خرج الآلاف من السوريين للشوارع احتجاجاً على نظام الأسد لدى وصول بعثة المراقبين، في الوقت الذي أكد فيه ناشطون أن الدبابات السورية قد انسحبت من الشوارع قبل ساعات من قدوم أفراد البعثة إلى مدينة حمص، التي تعتبر محور الثورة.
وقالت في هذا الصدد اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية إن الدابي قد يكون آخر شخص يتم اختياره لترأس بعثة إنسانية، من منطلق أنه واحد من أشد المواليين للرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. كما أن سجل الدابي الشخصي في المنطقة السودانية المضطربة، حيث يتهم بإشرافه على تأسيس ميليشيا جنجويد، كاف لإدانته.
ثم مضت المجلة تشير إلى أن تورط الدابي في دارفور بدأ في العام 1999، أي قبل 4 أعوام من دخول المنطقة في حالة من العنف، وصفها حينها وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، بـ "الإبادة الجماعية". ونتيجة لتفاقم الأوضاع هناك، وخروجها عن نطاق السيطرة، قام البشير بإرسال الدابي إلى دارفور لاسترداد النظام.
ووفقاً لما ورد بكتاب "دارفور : تاريخ جديد لحرب طويلة"، الذي أعده جولي فلينت وأليكس دي وال، فقد وصل الدابي إلى الجنينة، عاصمة غرب دارفور، في التاسع من شباط/ فبراير عام 1999، رفقة طائرتين مروحيتين و 120 جندياً.
وخلال فترة تواجده هناك حتى نهاية حزيران/ يونيو، دخل في عداء مع محافظ المساليت غرب السودان.
وقد أكد هذا المحافظ ويدعى إبراهيم يحيى، وفقاً لما جاء بالكتاب، أن تلك الفترة شهدت بداية تكون ميليشيا جنجويد، التي كانت تشارك في عمليات الهجوم والتفتيش ونزع السلاح والسرقة. وهي الأقوال التي تم تأكيدها بعد ذلك بخمسة أعوام من جانب أحد قادة جيش التحرير السوداني، الذي صرح لفلينت ودي وال بأن الأمور قد تغيرت في العام 1999، وأضاف في سياق حديثه " حيث انتهت في تلك الفترة ميليشيا قوات الدفاع الشعبي الحكومية وتكونت ميليشيا جنجويد وحلت محلها".
وفي حديث له مع فورين بوليسي، قال دي وال إن يحيى كان يمتلك من البأس ما يمكنه من التصدي للجيش السوداني. وأضاف " وَجَدَت قيادة الجيش تلك الميليشيات مفيدة ومخيفة بشكل متساو. لذا عملت جهود إعادة تنظيم الصف التي قام بها الدابي للميليشيات العربية كخطوة تتيح لهم كبح جماحها، وإضفاء الشرعية كذلك على أنشطتها والاحتفاظ بها كقوة ضاربة في المستقبل". وأعقبت المجلة بقولها إن الدور الذي لعبه في دارفور لا يمثل إلا حلقة واحدة في مسيرته العملية الممتدة على مدار عقود والتي خصصت من أجل حماية المصالح الخاصة لنظام البشير.
وختمت المجلة بتنويهها إلى أن الشيء الذي ربما ساعد في اختيار الدابي لترأس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا هو عمله كسفير للسودان لدى قطر في الفترة ما بين عامي 1999 و 2004، وعودته كذلك للدوحة بعد انتهاء فترة عمله كسفير، ليعمل بمنصب متعلق بالنزاع في دارفور، وهو ما جعله اسماً معروفاً لدى الحكومة القطرية، التي قامت بدور القيادة بين الدول العربية في الضغط على نظام الأسد.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق