23‏/01‏/2012

مصادر في تل أبيب: العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في أسوأ حال

تدهور في العلاقات الاسرائيلية - الاميركية

في الوقت الذي يتصاعد فيه "الموضوع الإسرائيلي" في انتخابات الرئاسة الأميركية، أثارت الصحيفة اليهودية الدينية الأميركية "أطلنطا جويش"، عاصفة إعلامية وسياسية وصلت إلى القضاء، عندما نشر محررها، أندرو إدلر، مقالا عن إمكانية اغتيال الرئيس باراك أوباما كتسوية للخلافات الإسرائيلية - الأميركية في موضوع التسلح النووي الإيراني وكيفية مواجهته.

فقد كتب إدلر أن هنالك ثلاث طرق يقترحها لمجابهة الوضع، هي: "أن تهاجم (إسرائيل) إيران، أو أن تهاجم قيادات حماس وحزب الله، أو أن تأمر عملاء "موساد" (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية) بأن يصفوا الرئيس أوباما. فإذا تولى نائب الرئيس جو بايدن الحكم، فإنه سيؤيد سياسة تساعد إسرائيل على تدمير أعدائها". ويضيف: "إذا خطر ببال واحد مثلي مثل هذا الأمر، فهل هو أمر غير معقول أن يكون قد تم بحثه في الأوساط الداخلية في إسرائيل؟".

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد أزعج هذا المقال قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، التي خشيت من أن يؤدي إلى ردود فعل خطيرة ضد اليهود وضد إسرائيل، علما بأن كثيرا من الإسرائيليين يتحدثون عن تدهور غير مسبوق في العلاقات بين القيادتين الإسرائيلية والأميركية. وقالت إن هذه المنظمات هاجمت الصحيفة المذكورة واعتبرت مقال محررها "جنونا وحشيا" واضطرت إدلر إلى التراجع عنه. فكتب مقالا آخر اعتذر فيه قائلا: "لقد غرقت في المبالغة في الخيال. وأنا أعتذر، وأؤكد بأنني أحب أوباما شخصيا وأعتبر نفسي من أنصاره".

ويوضح التقرير الذي اعدته "الحياة" اللندنية قائلا: "المعروف أن الموضوع الإسرائيلي يأخذ حيزا كبيرا في الانتخابات الأميركية الحالية، من جميع أطراف التنافس الانتخابي. فجميع المرشحين، بمن في ذلك أوباما، يحتاجون إلى التمويل اليهودي. والممولون اليهود يصرفون بسخاء على المتنافسين، لكنهم غير موحدين وراء متنافس بعينه. فالغالبية اليهودية ما زالت تؤيد الحزب الديمقراطي. وهذا الحزب يأخذ هذه الأغلبية بالاعتبار في معركته". وقد كشف في واشنطن، عن شريط فيديو جديد أعده طاقم الرئيس أوباما تحت عنوان: "الولايات المتحدة وإسرائيل"، يرد فيه على تصريحات المتنافسين الجمهوريين الذين يبنون كثيرا على مهاجمة أوباما "لأنه يتنكر لإسرائيل ويعاقب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".

ويظهر نتنياهو في هذا الشريط من خلال أحد التصريحات التي يمتدح فيها الرئيس أوباما. كما يظهر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس "الموساد" الأسبق، أفرايم هليفي، ونائب وزير الخارجية، داني أيلون، بتصريحات مماثلة. ولكن القسط الأوفر من الشريط خصص لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وهو يشيد بأوباما على نجاحه في تصفية أسامة بن لادن وبـ "حربه اللامتهاودة مع الإرهاب" و"دعمه غير المسبوق لأمن إسرائيل". كما يظهر أوباما خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل في سنة 2008، خلال معركته الانتخابية الأولى.

وفي المقابل، يحظى نيوت غينغريتش، بتمويل كبير من صديق نتنياهو اليهودي الأميركي شيري أريسون، الذي يمول صحيفة إسرائيلية مجانية تناصر نتنياهو وتكلفه شهريا 3.3 مليون دولار خسائر. وقد أثار فوز غينغريتش على منافسه ميت رومني في انتخابات جنوب كارولينا، حماسا لدى اليهود اليمينيين المؤيدين للحزب الجمهوري والغاضبين من سياسة أوباما. فهؤلاء يشيرون إلى أن سياسة أوباما تبث ضعفا تجاه إيران، وأنها تسببت في وصول إيران إلى القدرة على إنتاج سلاح نووي خلال عام.

وقال رون بن يشاي، الخبير العسكري، إنه وعلى الرغم من "اتفاق الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة منع إيران من إنتاج سلاح نووي، غير أنهما مختلفتان حول أولوية الخيار العسكري، وأدى ضغط إسرائيل المتواصل على الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات عملية ضد إيران، إلى توتير الأجواء بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو". وأضاف بن يشاي أن "العلاقات الإسرائيلية الأميركية انزلقت للدرك الأسفل في الآونة الأخيرة، ودخلت إلى خط المواجهة، وذلك نتيجة لتناقض المصالح بين الحليفين"، وقال إن الخلاف الأخير هو جزء من أزمة مستمرة تعود جذورها إلى أزمة الثقة بين نتنياهو وأوباما. وتابع: "مواقف الإدارة الأميركية المتشددة التي أبدتها حيال تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز وقيامها بتوجيه رسالة للقيادة الإيرانية مفادها أن إغلاق المضيق سيعتبر إعلان حرب، أثار سخط حكومة نتنياهو التي تطالب أوباما بموقف مماثل حيال الملف النووي. وهذا في حد ذاته وما رافقه من تصريحات إسرائيلية حول عدم نجاعة العقوبات الأميركية، تفسره مصادر مقربة من الإدارة الأميركية، على أنه يضعف أوباما ويظهره غير قادر على اتخاذ خطوات جادة ضد إيران، كما أنها تمس بفرصه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق