فراج اسماعيل
يصح أن ينشر تقرير خطير بوجود حرس ثوري في مصر، يسعى للتسلح ويتخذ من المرشد الإيراني خامنئي ملهما، دون أن يشعر أحدنا بوخزة دبوس على الأقل!
منذ شهر أخبرني شخص مهم في القاهرة أن إيران أبرز اللاعبين في كثير من الأحداث، وأنها تتحرك في الشارع المصري أسهل من تحركها في بغداد عاصمة حكومة المالكي التابعة لها.
الانهيار الأمني ليس وحده الذي نعيش رعبه من قتل وسرقات وخطف، ولكن استوطنت بلادنا – على ما يبدو – أجهزة مخابرات كثيرة، لدرجة أنني أشك أن دولة جزر القمر أيضا أخذت حصتها في هذا السباق!
التقرير الذي نشرته مجلة "الوطن العربي" ليس تقريرا عاديا، فقد جاء على لسان من يعيش في القاهرة، وليس فيه مصدر مجهل.. ما يعني أن المتحدثين يعرفون خطورته، ولكنهم يستصغرون شأن مصر، لانشغالها في حواديت فضائياتها من عينة البيضة أولا أم الدجاجة، والدستور أولا أم الانتخابات، و الدستور أولا أم الانتخابات الرئاسية.
وبين ذلك، البطولات الدونوكشوتية لعريض المنكبين علاء عبدالفتاح الذي ما أن رأيته وسط مؤيديه بعد خروجه من السجن، حتى ظننت أنني أمام مصارع ثيران وليس مناضلا بأي حال!
وقبله شُغلت مصر كلها، وانشغل العالم بأخوات علياء المهدي التي عرت نفسها على الانترنت، فأتبعنها بوقائع التحرش بالجنود واستخدام ذلك في الهجمة على الجيش لكسره كما كسرت الشرطة.
الذين يرفعون علاء عبدالفتاح إلى مرتبة الأنبياء -استغفر الله – ويتاجرون بفيديو البنت الغامضة في محطتهم الفضائية وصحيفتهم، هم أنفسهم المرتبطون بعلاقات مع طهران وحزب الله، وكانت تأتيهم أيام المخلوع الأوامر من بيروت بافعل ولا تفعل.
من هنا تحدث قادة الحرس الثوري المصري بجرأة لأن وراءهم "ناس" تأكل الزلط، ومستعدة لاغراق مصر في فوضى شاملة كحرائق قصر العيني.
اختاروا علما عبارة عن ألوان العلم المصري، لكن صورة خامنئي استبدلت بالنسر (الباء تدخل على المتروك) ويمكن رؤية ذلك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتي تحمل اسم "الحرس الثوري المصري".
أعضاء الحرس الثوري المصري يعتبرون الثورة الإيرانية ومرشدها على خامنئي ملهما ودافعا لهم. وقال زعيمهم للزميلين مصطفى بركات وعلى رجب من مجلة "الوطن العربي" إنهم أول من دقوا مطرقة هدم الجدار الذي أقامه الجيش أمام السفارة الإسرائيلية، وأول من اقتحم السفارة.
ويدعون حاليا إلى اقتحام السفارة الأمريكية يوم 25 يناير، وهو اليوم الذي توعد فيه مفتول العضلات عقب خروجه من السجن بالانتقام مشددا على العداء لكل سلطة بما فيها البرلمان القادم.
أمين عام الحرس الثوري المصري اسمه محمد الحضري. اسم صريح يسهل الاستدلال عليه وليس حركيا.
قال للمجلة إن عددهم 400 عضو، ما بين شيعة وسنة ومسيحيين وقومييين وليبراليين، ولحركتهم علاقات بحركات كثيرة داخليا وخارجيا، ويتمنون أن
تصل قيمتهم إلى قيمة الحرس الثوري الإيراني، ويقتدون بحسن نصر الله في سعيهم لأن تكون لهم مقاومة عسكرية.
نحن إذاً أمام أول حركة تعلن عن توجهها للتسلح وتكوين ميليشيات عسكرية.. فهل الأجهزة الأمنية المصرية تدري ذلك.. أم أنها أرهقت وتشتت بالحرب العبثية التي تشن ضدها برعاية قنوات بعض رجال الأعمال وفي المقدمة صحيفتان وقناة فضائية يملكها أحدهم؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق