تساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عما إذا كان العراق يشهد تفككه الأخير فى ظل الأزمة الراهنة التي تهدد بمزيد من الانقسامات الطائفية تحديداً بين السنة والشيعة.
وتحدث الكاتب باتريك كوكبرون فى مقاله بالصحيفة عن الأوضاع في العراق، وقال إن الأطراف الثلاثة الرئيسية فى البلاد، الشيعة والسنة والأكراد، لا يستطيعون أن يحكموا معا، كما أنه كل واحد منهم لا يستطيع أن يحكم بمفرده، ما يهدد بتقسيم البلاد.
ويتابع الكاتب قائلاً إن التفجيرات التي وقعت في العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ورغم أنها لم تكن كبيرة كغيرها، إلا أن مثلت علامة في تغيير سياسي كبير في السياسة العراقية، لأنها تم استخدامها كذريعة من جانب رئيس الحكومة نوري المالكي الذي اعتبرها محاولة لاغتياله، وقام على خلفيتها بتوجيه اتهامات لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بالتورط فيها.
ويشير الكاتب إلى أن المالكي يتحول إلى نسخة شيعية من صدام حسين، بعد أن تخلى عن التسوية وعمد إلى مركزية السلطة في يده والاعتماد على القوة وحدها. ويتساءل هل يملك المالكي الوسائل لتحقيق ذلك حتى لو كانت عائدات النفط العراقية تقدر بـ 100 مليار دولار سنوية.
ويوضح الكاتب أن صدام كان لديه وسائل أخرى للإكراه، لكنه برغم ذلك فشل فى أن يؤسس سلطته المطلقة. فشل لأنه من الصعب ترهيب المذاهب الرئيسية الثلاثة في العراق بشكل دائم. فقد اعتاد صدام ومن سبقه من الحكام استخدام المذابح والإرهاب ضد الأكراد لأكثر من 40 عاما، لكنهم لم يستطيعوا سحقهم. ويقول أحد المراقبين العراقيين إن العرب السنة فى وضع أفضل لتقويض استقرار العراق عما كان عليه الأكراد من قبل.
ويعتقد كوكبرون أن تركيز السلطة في العراق يواجه عقبات كبرى، لأن كل الأطراف لديها حلفاء أجانب. فالسنة لديهم السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة ما لم يتم تهميشهم وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية. وجدير بالذكر هنا أن بعض السياسيين السنة في بغداد تركوا البلاد مع عائلاتهم على أساس أن البقاء أصبح أمراً خطيراً للغاية.
وختم الكاتب تقريره بالقول إن مستقبل العراق ستحدده عواصم الدول المجاورة له على مدار العام المقبل، ولا تزال للولايات المتحدة دوراً مهماً رغم رحيل قواتها. وكلما زاد انقسام العراقيين زاد نفوذ الأطراف الخارجية. ورغم أن المالكي يبدو قوميا، لكنه تحت الضغوط يلعب بكارت الطائفية، عادة بترهيب الشيعة من شبح البعثيين وثورة السنة المضادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق