20‏/01‏/2012

بعد كلام قائد فيلق القدس قاسم سليماني... من يصدّق كلام قائد "حزب الله" حسن نصرالله؟



أكد قائد فيلق القدس الإيراني، العميد قاسم سليماني، أن بلاده "حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هاتين المنطقتين تخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها". وأضاف: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار، حسب تعبيره".

كلام سليماني جاء الخميس 19 كانون الثاني 2012 في ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" ونقلته وكالة "إيسنا" للأنباء الإيرانية شبه الرسمية.

إذا لا نقاش في مصدر المعلومات ولا في صفة مطلقه الذي يتلقى أوامره مباشرة من مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي. ونتحدى أن ينفيه أو ينكره أي من مسؤولي "حزب الله" على كافة مستوياتهم.

أما بعد كلام سليماني، فلم يعد من معنى لأي كلام للسيد حسن نصرالله الذي بات يمكن وصفه بقائد أو آمر "فصيلة حزب الله" التابعة حكما لفيلق القدس الإيراني.

لم تعد تنفع كل المحاولات الكلامية والاعلامية التضليلية لنصرالله أو لمرؤوسيه في التراتبية العسكرية الإيرانية. لم يعد يجد نصرالله نفعا التلطي خلف شعارات ظاهرها لبناني أما باطنها الفعلي فهو تنفيذ كل المصالح الإيرانية من دون أي نقاش، ونصرالله هو المفتخر جهارا بكونه جنديا في جيش ولاية الفقيه!
ولن يصدق بعد اليوم أي من اللبنانيين أي كلمة يتفوّه بها نصرالله وأتباعه بعد كلام رئيسه قاسم سليماني الذي عرّى نصرالله وحزبه أو "فصيلته" الإيرانية المسلحة من ورقة التوت التي كان يختبئ خلفها واسمها المزعوم "المقاومة". لا، بل إن كلام سليماني يشكل أيضا أكبر إدانة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي شكلها "حزب الله" بقوة السلاح والقمصان السود. فسليماني تبجّح بقدرة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تشكيل حكومات إسلامية (عمليا تأتمر بأمر الحركات الإسلامية أي "حزب الله") بهدف مكافحة "الاستكبار" كما يدّعي، وكما ينادي عمليا "حزب الله" في لبنان.

أما المطلوب عمليا بعد الكلام الخطير لسيلماني أن تتحرك الدولة اللبنانية والمؤسسات العسكرية الشرعية اللبنانية لمكافحة الاحتلال العسكري الإيراني لجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية وقسم من بقاعه إضافة الى مناطق أخرى تحت مسمّى "حزب الله".

لم يعد مقبولا بعد اليوم على الإطلاق أن يستمر الاحتلال الإيراني للبنان، كما لم يعد جائزا السكوت عن واقع تحكم إيران بمفاصل القرارات اللبنانية السيادية، سواء في ما يتعلق بالحرب والسلم وسواء أيضا بكل ما يتعلق بتشكيل الحكومات. وإذا كان من الضروري، لا بل من الملح، قيام مقاومة لبنانية حقيقية، فهي حتما مقاومة في مواجهة "حزب الله" واحتلاله مناطق لبنانية لتنفيذ المصالح الإيرانية ما بات يشكل تهديدا خطرا جدا للسيادة اللبنانية ولكيان الدولة في لبنان.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق