20‏/02‏/2012

الحرب الطائفية السورية تصبح دولية بعد تدفق السلاح والمقاتلين الاجانب الى البلاد

مسلحون في احد احياء العاصمة السورية دمشق

نشرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية مقالا لمراسلتها كيم سينغوبتا بعثت به من مدينة انطاكية التركية تناولت فيه ما تقول انه بعد سنوات من تدفق متمردين واسلحة سورية الى العراق، بدأت الحركة تسير في الطريق المعاكس. وتشرح ذلك في تقريرها، وهذا نصه:

جاء الهجوم الليلي مباغتا وعنيفا، فقذائف الهاون تبعتها نيران الاسلحة الرشاشة. وانتشر الذعر بين بعض مقاتلي الثورة السورية الذين كانت تنقصهم الخبرة، لكن سعدون الحسيني شاهد تلك الصورة باكملها من قبل.

اكتسب الحسيني خبرته القتالية في العراق، حيث شارك في القتال في بادئ الامر ضد القوات الاميركية ومن ثم كعضو في "صحوة الانبار" عندما حول الوطنيون السنة بنادقهم ضد المقاتلين الاجانب المتعاونين مع تنظيم "القاعدة".

اما وجوده داخل سوريا، حيث تشاهد انتفاضة سنية واسعة ضد المؤسسة العلوية المهيمنة لبشار الاسد، فيمكن تفسيره على انه مثال على ان الحرب الاهلية في البلاد تحولت الى صراع طائفي دولي، وهو مصدر قلق كبير في المنطقة. او انها قد تكون، كما يقول مهندس يبلغ من العمر 36 عاما من مدينة الرمادي العراقية، تعبيرا عن التضامن مع الاخوة المضطهدين الذين يشاركون في تراث مشترك.

وما يمكن ان تظهره هو انعكاس الادوار بين الدولتين. فلعدة سنوات بعد الغزو الاميركي للعراق، جرى تسريب الاسلحة والمقاتلين عبر الحدود من سوريا. اما وقد انعكست الادوار الان فان التدفق يأتي من الطرف الاخر، وان بقيت الاعداد المتورطة فيه غير واضحة.

وكان أيمن الظواهري، خليفة اسامه بن لادن في رئاسة تنظيم "القاعدة"، قد اعلن هذا الشهر ان من واجب المسلمين جميعا ان يشاركوا في الجهاد في سوريا. وحسب بعض المسؤولين الاميركيين فان الجناح العراقي للمنظمة كان مسؤولا عن التفجيرات الاخيرة في دمشق وعن تفجير في حلب. وجاء في رسلة على موقع "القاعدة في العراق" الالكتروني ان "كثيرا من الافراد قاتلوا جنبا الى جنب مع الدولة الاسلامية في العراق، ومن الانباء الطيبة ان نسمع عن وصول مقاتلين عراقيين لمساعدة اخوانهم في سوريا".

دخل الحسيني سوريا عبر محافظة الانبار العراقية. وقال ان زيارته الى منطقة ادلب، عن طريق متعرج عبر تركيا، ليست الا جزءا من مهمة انسانية. وقال انه وجد نفسه داخل اعمال عنف عندما هاجمت قوات النظام احدى القرى.

ومتحدثا الى صحيفة "ذي انديبندنت" من داخل سوريا، قال ان "اخواننا السوريين يقاتلون حربهم الخاصة. ولستُ جزءا منها. الا ان من واجب المسلمين الحقيقيين جميعا مساعدة الشعب في هذا النضال. ومن جانبنا فاننا نحاول البحث عن العون المطلوب. ويشاهد الشعب في العراق وفي دول اخرى المعاناة التي يقاسي منها الشعب السوري. وانا الان اعمل مع مجموعة توفر العون – كل ذلك في اطار سلمي".

وأقر الحسيني باحتمال ان تكون بعض الاسلحة قد عبرت الحدود العراقية. وقال ان "هذا ما وصل الى سمعي. وهناك الكثير من الاسلحة والقذائف ذات الدفع الذاتي واشياء اخرى يمكن شراؤها داخل العراق.وهكذا فان هذا ما يمارسه بعض رجال الاعمال".

الا انه لم يرغب في الكشف عن التفصيلات المتعلقة بالمجموعة التي يعمل معها لـ"دواع امنية". لكنه قال "نحن عائلة واحدة. قد يتوجه الكثير من اللاجئين الى العراق، وعلينا ان نُعنى بهم، مثلما حظينا برعاية السوريين عندما فر اناس من العراق الى هناك. لقد وصل الى سمعي حقا كل هذا الكلام عن ان لتنظيم "القاعدة" نشاطا في سوريا، الا ان هذا لا يلقى التأييد من العراقيين الحقيقيين.. هذه ليست الا دعاية، نشرها داخل العراق الذين يريدون الاساءة الى التضامن مع سوريا".

وقالت الحكومة العراقية الشيعية انها تتخذ اجراءات عاجلة لوقف وصول الاسلحة الى سوريا. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه عقد اجتماعات في نهاية الاسبوع "من اجل اغلاق الفجوات على الحدود مع سوريا، وهي التي يستخدمها الارهابيون والعصابات الاجرامية في مختلف انواع التهريب، بما في ذلك تهريب الاسلحة".

ولا تزال الخشية من تسرب الصراع الطائفي عبر المنطقة تواصل النمو. فبالامس قامت مظاهرة في مدينة انطاكيه التركية تأييدا للنظام السوري شارك فيها حوالي 3 الاف شخص، اغلبهم من العلويين، وهم ينشدون "دماؤنا فداك يا أسد".

اما في سوريا، فان وكالة الانباء الرسمية "سانا" ذكرت ان مسلحين قتلوا المدعي باحدى الولايات وقاض في اقليم ادلب. واتهموا "ارهابيين" – وهو تعبير يستخدمه النظام من دون تردد في وصف كل من يناوئ حكم الرئيس الاسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق