أكدت فعاليات أن تمجيد عيسى قاسم للولي الفقيه والخميني وعلي خامنئ في خطبه هو تقديس أعمى ومحاولة لتصدير أفكار “الثورة الإسلامية” تحت مسمى جديد مغلف “الصحوة الإسلامية”، مشيرين إلى أن ما تقوم به إيران هو تبادل أدوار مع قاسم وحزب الله اللبناني لتعزيز شكل المناورات تمهيداً لتصدير أفكار ولاية الفقيه للدول العربية والإسلامية. وقالوا إن تغزّل عيسى قاسم وتبجيله لحزب الله اللبناني ووصفه إياه بأنه مثال إسلامي، يأتي مكملاً لهذه الأدوار والمرجعية المشتركة في محاولة لترسيخ ولاية الفقيه في مملكة البحرين لتكون نقطة عبور مريحة لبقية دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرين إلى أن ذلك يعد استفزازاً شديداً لمشاعر عموم الأمة الإسلامية، خصوصاً بعد تصريحات قائد ذلك الحزب المناهضة للمتظاهرين والثورة السورية. وأضافوا بأن تبريرات قاسم للانتهاكات والتدخلات الإيرانية المفضوحة لقمع الثوار السوريين تعكس مواقفه التي يؤمن بها ويدفع الشاب لتطبيقها في البحرين، مؤكدين أن الشعب الإيراني منفتح ومتحضر ولا يمكن مقاومة رغبته في الحرية والديمقراطية والانعتاق من براثن حكم الملالي. ومن جهته، أشار عضو الهيئة الأكاديمية بجامعة البحرين د. عدنان بومطيع إلى أن تغزّل عيسى قاسم في حزب الله اللبناني يعد استفزازاً شديداً لمشاعر أهل مملكة البحرين، ودول مجلس التعاون الخليجي، وعموم الأمة الإسلامية، وبالأخص بعد تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الأخيرة التي قال فيها: “إن ما يشاع بأن ما يحدث في حمص إبادة شاملة للمسلمين، ما هو إلا إعلام مفبرك”، واستهجن بومطيع أن يكون بين الأمة الإسلامية حزب يشارك فعلياً في ذبح المسلمين من أهل الشام، وتوقع أن تكون نهاية ذلك الحزب مع نهاية نظام الرئيس السورية بشار الأسد. وبدوره أوضح عضو المكتب السياسي بتجمع الوحدة الوطنية عبد العزيز الموسى أن تبريرات عيسى قاسم لممارسات وألاعيب النظام الإيراني تعكس مواقفه التي يتبناها محلياً ويحرض بموجبها الشباب على ممارسة أعمال العنف، مشيراً إلى أن ذلك التحريض لا يقبله العقل والمنطق، وذكر أن قاسم يؤمن بأفكار نظام الولي الفقيه الإيراني ويسعى لتطبيقها في مملكة البحرين لتصبح نقطة عبور لتصدير تلك الأفكار المرفوضة لبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف الموسى أنه لا يمكن فرض أمر واقع فكري غير الذي يريده أهل البلد ذاتهم، إذ إن الشعب الإيراني منفتح ومتحضر ومحب للحرية والديمقراطية، وسينتصر يوماً ما، فالأمور لا تستقيم مع الديكتاتورية وفرض الأمور بالقوة، منوّهاً إلى أن معادلة تعدد الأعراق والأجناس يجب أن تؤخذ في الاعتبار، ولفت إلى أن السلمية قد لا تتوفر غداً للشعب الإيراني مما يدفعه لأساليب قد تجره للهاوية. ومن جانبه، قال الخبير النفسي د. عبد الله المقابي إن ما يقوم به قاسم من تمجيد للولي الفقيه في خطبه هو تقديس أعمى ووطأة مطلقة بلا حدود، مؤكداً أن تبعيتهم المفضوحة بالنسبة لمخططات إيران في الخليج هي تنفيذ أعمى للأجندة الخارجية الإيرانية بكل حذافيرها، مشيراً إلى أن قاسم هو المنفذ الأول للمخططات الإيرانية. وأضاف المقابي أن الدليل الأول لاعتراف قاسم بأن الولي الفقيه صدر ثورته متجاوزاً بها حدود بلده والإيمان بما يسميها “الثورة الرسالية” وهو تصدير ثقافة “الصحوة الإسلامية” وهو مفهوم جديد قديم حيث إنه مصفوف بخطة قديمة ومحكمة لتواكب العصر والفترة الحالية، مشيراً إلى أنه مشروع نهائي لإيران كانت مؤملة على نتائجه قبل عشر سنوات إلا أن خطواتها ومؤامراتها لتحقيق ذلك قد فشلت وأحبطت، مؤكداً أنهم رجعوا إلى هذا المشروع مرة أخرى تحت مسمى “الصحوة الإسلامية” في إطار مخطط الطاعة والتمجيد والتقديس دون الاعتراف بالأخطاء. وأكد الخبير أن ما تقوم به إيران هو تبادل أدوار مع حزب الله اللبناني وعيسى قاسم في البحرين لتعزيز المناورات، فقاسم هو الابن المدلل للخميني وخامنئي، وأشار إلى أن حزب الله اللبناني هو العمود الأساس لإيران في المنطقة حيث يتم تبادل الأدوار والمغازلة بين بعضهم البعض لتمرير رسالة مفادها بأن القوة الأساسية في ولاية الفقيه وفي أتباعها. وأشار المقابي إلى أن العالم لابد أن يتعامل بحذر اليوم مع أي مشروع يتكلم عن “الصحوة الإسلامية والعربية” لأن إيران لا تعترف بالعرب ولا تريدهم ولا تخدمهم، بل هي تخدم مصالحها في دول العرب من خلال الأطراف التي تساندها مثل عيسى قاسم تمهيداً لتغلغل أفكار ولاية الفقيه في الدول العربية، وعليه فعلى الشعوب العربية ومنطقة الخليج العربية أن تلتفت إلى هذه الخطة والمؤامرة وتحتاط من أجل حماية دولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق