قال الكاتب عبد العزيز الخميس إن إيران تصدر التوجيهات للمجلس العلمائي في البحرين لإثارة شوارع المنامة، ثم القول إنها ثورة غير طائفية. وأشار الخميس، في مقال منشور بموقع “ميدل ايست أونلاين” تحت عنوان “إيران لن تنفع شيعة السعودية والبحرين”، إلى أن إيران لا يهمها شيعة أو سنة فما تصبو إليه هو أن تلف عباءة الولي الفقيه أرجاء المعمورة، وأن ينصب إيوان كسرى في المدائن، وتعود البحرين إلى الأرض الأم، كما يدعي أحد الفرس الوطنيين. وينسى هؤلاء أن البحرين هي الأرض التي عمرها العرب وأقاموا فيها مساجدهم من أيام الخلفاء الراشدين، بل وقبلهم، وستبقى عربية مهما أصرت إيران على فارسيتها وبنت تنظيمات ومجالس طائفية. وقال إن إيران حذرت من أن زيادة الضغط الدولي على سوريا سيؤدي إلى تحمل المجتمع الدولي تبعات خطيرة في المنطقة. موضحاً أن هذا التهديد يعني أن إيران تقرأ بصوت مرتفع خططها لتصعيد قوي في مناطق مختلفة، وببساطة هذا يعني أن إيران ستحرك خلاياها حالما يبدأ المجتمع الدولي في دعم الثوار السوريين ونصرتهم. وأضاف “لن نصف التهديد الإيراني بالصفاقة، بل هو استمرار للعنت الطائفي الذي أدخلت إيران المنطقة فيه، بعد زمن طويل من العمل السياسي المرتبط بالحقوق المدنية لا الطائفية”. وأشار إلى أنه لم يكن العراقي أو السوري أو السعودي يفكر في طائفته أو الانتماء الطائفي الذي أمامه، إلا بعد أن حكم نظام بني من الطائفة وللطائفة إيران، وبدأ بتصدير ثورته للمنطقة وحتى لمجاهل أفريقيا التي لا نعلم ما علاقة سكان غاباتها بعودة الإمام الغائب. وأوضح عبد العزيز الخميس أن إيران بتحذيرها آنف الذكر تريد أن تشعل المنطقة طائفياً، وهي لا تعلم أن لذلك تبعات على نسيجها المحلي، فهي أول بلد سيعاني من الطرح الطائفي والعرقي. وأضاف “لو كانت إيران وهي تعمل بكل قوة على تصعيد الأمر في البحرين والكويت والمنطقة الشرقية السعودية تعتقد أنها تحسن عملاً، فهي قصيرة النظر، فالعرب وأصدقاء سوريا لديهم أكثر من ورقة وخزينة وسعة بال لجعل إيران على صفيح ساخن من الانقسامات، من شرقها لغربها ومن آذرها لبلوشها”. وقال إن كانت إيران سعيدة بذلك فلها أن تتحسس عضلات وجهها حينما ينشأ المجلس العلمائي البلوشي، ومجلس مساندة ثورة عرب الأحواز. بل ماذا عن اجتماع في عاصمة عربية لإعلان تشكيل المجلس الوطني الإيراني؟ سياسات إيران التي لا تركز على مصلحة مواطنيها وتنشغل ببث الفتن في الخليج أو شمال أفريقيا ولبنان وسوريا وغزة، ستؤدي قريباً إلى توحيد صفوف طوائف أخرى ضدها. وأوضح الخميس أن لعبة الطائفية وحرق الأوراق لن تنفع دول المنطقة، وبدلاً من العمل سوياً على تحسين العلاقات وإشاعة السلام ومنع تكسب القوى الأجنبية من الأزمات في المنطقة تشتعل عمامة خامنئي حرصاً على بث الكراهية بين الشعب الإيراني والعرب. وتدير إيران جوقة من كارهي العروبة والعرب، عبر الحديث عن أزمات العرب الداخلية بينما إيران تشهد آلة قمع تفوق ما لدى العرب، بل إن سوريا ربيبة إيران وسورها الدفاعي تتم فيها الآن أكبر عمليات القمع والقتل التي أدانها العالم قاطبة. وأضاف “لا يمكن لإنسان تعايش مع مصطلحات المظلومية الشيعية والانتصار للمذبوح عقوداً، أن يتفهم كيف يقوم الملالي ووكلاؤهم في لبنان أو سوريا أو الكويت أو البحرين بالتصفيق وبطائفية مقيتة لقاتل مثل بشار الأسد. لن يفيد إيران إصرارها على تحريك جيوبها في الخليج العربي، بل إن هناك شعوراً وطنياً خليجياً يتحشد حالياً لصد الهجمات الإيرانية على استقراره”. وقال إن إيران تعمل حالياً على حض أزلامها في السعودية على الخروج إلى الشارع وإثارة المشاكل، وتوزع الأدوار فبين مجموعات تخرج بشكل سلمي وحين يواجهون الأمن تقوم مجموعات إرهابية بإطلاق النار على قوات الأمن ليتم الرد بالمثل فيسقط قتلى وجرحى وبالتالي تتعمد لغة الدم وتتوسع الفجوة وتستعر الفتنة. حينها تحصل إيران على ما تريد في توسيع بؤر الفتن في المنطقة للرد على الضغوط التي يواجها بشار وخامنئي ونصر الله والمالكي. وأضاف “بالطبع لن يقف أي ناشط شريف ضد حقوق أي فئة من مواطني بلده، لكنه لن يرضى أن تستعمل هذه المطالب من قبل قوى خارجية مثل إيران لمطامع إمبراطورية قديمة قدم الصراع العربي الفارسي”. وأوضح أن المغرر بهم من مواطني دول الخليج ممن يعتقدون أنهم منقوصي المواطنة فعليهم التشبث بحقوقهم، لكن أن ينطلقوا بمطالباتهم بشكل سلمي وضمن أطر وطنية تراعي مصلحة المجموع لا الطائفة، فالحقوق مطلب الجميع دون اصطفافات طائفية. وهم ليسوا وحدهم في البلاد حتى يخرج بعضهم ليلقي زجاجات المولوتوف ويطلق الرصاص على الشرطة لأنه يريد بناء حسينية أو وظيفة، فبفعله هذا يحرك الأغلبية ضده التي ترى في فعله تجنياً وحثاً على الصدام والفتنة الوطنية. لكن أيضاً على هذا المجموع أن يقترب من عقلاء الأقلية ويدير حواراً غير مقنن وصريح ووطني حتى يمكن صياغة عقد اجتماعي وطني لا يفرق بين شيعي وسني. وقال الخميس إن أرادت إيران وأزلامها في المنطقة اللعب بالنار فلا أعتقد أن مواطناً عربياً شريفاً سيتفرج، وستفتح أبواب جهنم على من يصطف في طابور الفرس، وهذه المرة لن تكون أبواب جهنم حكومية، بل من شباب مجاهدين يتحينون الفرصة للاقتداء بالقعقاع والمثنى وسعد، وهذا ما نخشاه ونرجو الله ألا يستلم الدفة في شوارعنا من تحركهم الطائفة وليس الوطن. وأضاف “كفى طائفية ولننهض سوية سنة وشيعة لبناء أوطاننا دون أن ينساق بعضنا إلى ألاعيب الفرس أو الأنظمة التي تقتات على هكذا خلافات”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق