20‏/02‏/2012

نصرالله الجيفة يتحدث في معرض الجثث

 

يزداد اليقين في كل مرة يطل فيها حسن نصرالله عبر شاشة التلفزيون ان الرجل ليس أكثر من آلة تسجيل تعيد تكرار المفردات والعبارات ذاتها التي يرددها في كل مناسبة, وربما يضيف من يسجلون الخطب في هذا الهاتف المسبق الدفع بعض الجمل الجديدة لزوم المناسبة, اذ لم يعد عند مسيلمة الكذاب الصغير المفلس و المولود سياسيا من رحم سجاح الايرانية غير إشعال الفتن الطائفية, متناسيا أنه مجرد آلة تدار عبر ال¯"ريموت كنترول" اذا ما انتهت شحنتها المالية بلع لسانه وصمت.
أكثر ما يثير الضحك ان نصرالله المدعي أنه قارئ جيد للتاريخ لم يقرأ الا الفصول الاولى من سير سابقيه في هذا الدور الهزلي عن صناعة البطولات والانتصارات, ومنهم جمال عبدالناصر وصدام حسين ومعمر القذافي, وحتى بعض رموز ما يسمى "الثورة الايرانية" الذين أوهموا الناس أنهم الشرفاء الذين سيحررون, ليس فلسطين فحسب, بل العالم من الاستعمار والاستكبار والطغيان, لكن الاحداث كانت خير شاهد على كذبهم وأوهامهم, فعبد الناصر الذي هدد اسرائيل برميها في البحر خسر سيناء وبعض المدن المصرية في ست ساعات فقط, ومعها ضاعت الضفة الغربية والجولان, وصدام حسين لم يكن أفضل حالا منه, إذ أقام دولته على جثث مليون قتيل ممن اشتبهت اجهزته بأنهم يتوقون الى الانعتاق من أسر نظامه الدموي, ولا تزال المقابر الجماعية التي تكتشف يوميا في أنحاء العراق تشهد على مدى وحشية الطاغية وزبانيته, ولا يزال أيضا المئات من الاسرى الكويتيين المجهولي المصير يذكرون العالم أجمع بواحدة من أبشع جرائم التاريخ الانساني, أما معمر القذافي فتكفي الاشارة الى مجزرة سجن ابوسليم في بنغازي عام 1996, والمصير المجهول للامام اللبناني موسى الصدر ورفيقيه, حتى يعرف نصرالله- المطالب بين الفينة والاخرى بكشف مصير الصدر- كيف تكون نهايات الذين يسلكون طريق الكذب والمتاجرة بدماء الشعوب من أجل حفنة من المال او مجد زائل.
ربما لم يقرأ, ايضا, الشاطر حسن تاريخ مشغّليه في طهران الذين أخذتهم العزة بالاثم قبل نحو ثلاثة عقود وأعلنوا أنهم سيصدرون ثورتهم الى دول المنطقة, وزجوا الشعب الايراني في حرب طاحنة طوال ثماني سنوات كانت حصيلتها مئات آلاف القتلى, وحين عجزوا عن تحقيق رغبتهم أعلنوا "تجرعهم كأس السم بموافقتهم على وقف تلك الحرب", وانتهى الامر ببعضهم الى الموت كمدا على هزيمته, فيما راح من تبقى منهم يزرع شبكات التخريب في المنطقة ويعود الى القراءة من الكتاب التوسعي للشاه الذي ثاروا عليه, فأبقوا على احتلالهم للجزر الاماراتية وتعنتوا في موقفهم, وحاولوا التعدي على البحرين عبر المطالبة بها متناسين ان شعبها وبمختلف شرائحه قال في مايو عام 1970 ان البحرين عربية, رافضا المزاعم الايرانية بضمها, وكان ذلك في ذروة صعود دولة الشاه, وليس كما هي اليوم حال دولة الملالي المحاصرة والمنبوذة عالميا. ربما على نصرالله قراءة هذه الحقيقة مئات المرات حتى يدرك ان البحرين لن تكون الا لأهلها, ولن تكون سورية ثانية محكومة بنظام تسيره الاوامر الصادرة من طهران.
البحرين التي حاول نصرالله في خطابه الاخير جعلها نافذته الفتنوية مرة أخرى, قال شعبها, شعيته قبل سنته, إنه لا يريد تدخلا من احد في شؤونه, بل طالب عقلاء المملكة أكثر من مرة زعيم »حزب السلاح« ومن خلفه ايران بالكف عن التدخل في شؤونهم, ولهذا لا يظن هذا التابع الصغير, ومعه نظام الملالي, ان بعض المخالب الايرانية الموجودة في البحرين تستطيع تغيير الحقيقة وتزييف الواقع, ولذلك لن يسمح لعصابة الفتن والشعوبية ان تمد يدها لا على البحرين ولا على اي دولة خليجية أخرى, لان هذه اليد ستقطعها شعوب دول "مجلس التعاون" قبل حكامها.
أضاليل ساكن الجحور ما عادت تقنع أحدا, بل ان الذين تابعوا خطابه الاخير شاهدوا جثة بادية عليها ملامح الموت السياسي, بينما اصطفت أمام الشاشة مجموعة من الجثث المحنطة, بل كان مكان الاحتفال عبارة عن معرض للجثث, لذلك ليس غريبا ان لا تدرك هذه الجيف ان العالم العربي يعرف جيدا من أين تأتي المخاطر, ويعرف أكثر ان اسرائيل ليست وحدها مصدر الخطر, لان ايران بما تمثله من سياسة توسعية هي التهديد الاكبر للجميع.
أما آن الاوان بعد كل هذا, ان يخجل نصرالله من نفسه ويتوقف عن النطق بالكفر?!
أحمد الجارالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق