20‏/02‏/2012

البحرية الأميركية تزود كامل أسطولها بنظام IPDS-LR لكشف عوامل الحرب الكيميائية


قرر سلاح البحرية الأميركي تجهيز جميع سفنه الحربية بنظام IPDS-LR الجديد المؤتمت لكشف عوامل الحرب الكيميائية المعادية، والذي حقق النجاح في التجارب العملياتية على متن المدمرة مايسون (DDG 87)، بحسب ما أعلنه مسؤولو البحرية في 15 شباط/ فبراير الجاري.
ويخطط سلاح البحرية الأميركي للعمل على تركيب النظام الجديد من شركة Bruker، المصمم لإنذار السفن الحربية أثناء القتال بسرعة بتواجد عوامل للحرب الكيميائية على متنها – وذلك على متن كافة المدمرات الحاملة للصواريخ الموجهة المتواجدة في الخدمة الفعلية وعلى الطرادات وحاملات الطائرات والسفن البرمائية سواء أكانت تتمتع بسطوح كبيرة أو صغيرة، وسفن القتال الساحلي (LCS) وسفن الشحن والذخيرة، وذلك بحلول أواخر العام 2018.
"سوف يوفر النظام الجديد الذي يعرف باسم IPDS-LR (النظام البديل للكشف الموضعي المحسن) لسلاح البحرية الأميركي قدرة الكشف المستمرة لعوامل الحرب الكيميائية وتعريفها والإنذار منها. ويتمتع هذا النظام بالاعتمادية العالية التي تحتاج إليها هذه السفن للقيام بمهامها حول العالم،" بحسب ما صرح به بروس كورسو مدير نظام IPDS-LR ، من مكتب مدير المشاريع المشتركة لتفادي التلوث النووي والبيولوجي والكيميائي.
أما مايك پوريلو رئيس قسم الدفاع في مركز حروب سفن السطح قسم دالغرن للحرب الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية فيقول في هذا الصدد :" يأتي نجاح عملية نشر نظام IPDDS-LR نتيجة لوصول أعمال بعض العلماء والمهندسين الكبار إلى الذروة في مجال التعاون مع المجتمعات المشتركة التي لديها مواقع ساحلية وتتفاعل عملياً وبشكل مستمر مع الأسطول البحري."
أصبح المحاربون على متن المدمرة مايسون، وهي أول مدمرة حربية مزودة بصواريخ موجهة ومحمية بواسطة نظام IPDSD-LR، أصبحوا الآن يعتمدون على نظام أفضل أداءً إذ أنه يعتمد رصد حركة الأيونات على جهاز قياس الطيف. وتقوم تكنولوجيا الكشف الكيميائي هذه، بخلق أيونات تنفصل في الوقت الذي يصل التجمع العنقودي لهذه الأيونات إلى منطقة الانتقال نحو حقل كهربائي ثابت.
وقد صرح الرائد البحري أدان كروز قائد المدمرة مايسون بعد الانتهاء من التجارب في 27 كانون الثاني / يناير 2012 الماضي بالقول:" أشعر بسعادة غامرة بالحصول على نظام IPDS-LR على متن المدمرة فأنا كقبطان، أتحمل مسؤولية سلامة الطاقم، وهذا النظام يوفر دفاعاً معززاً ضد الحرب الكيميائية للتأكد من عودة بحارتنا إلى الوطن سالمين."
أما مساعد القائد مايك بريغز فيقول :" لقد تمت عملية التركيب بشكل جيد جداً. ويعتبر تواجد نظام للكشف الكيميائي يمكن الاعتماد عليه على متن السفينة للمساعدة على حمايتها، يعتبر خطوة هامة لجعل مدمرة مايسون سفينة حربية أكثر فعالية."
وهكذا تستعد فرق التقنيين في منشآت نورفولك فيرجينيا وسان دييغو كاليفورنيا لتركيب هذا النظام الجديد على 35 سفينة خلال العام الحالي 2012.
وسوف تكون المدمرتان وليام لورنس (DDG-110) وهوارد (DDG-83) والسفينة البرمائية ميزا فيردي (LPD-19) أول السفن التي تمت جدولتها ليتم تركيب نظام IPDS-LR عليها بحسب ما صرح به ـ قسم الدفاع في مركز حروب سفن السطح في دالغرن.
من ناحيته يقول برايان فلاهرتي المسؤول عن مشروع نظام IPDS-LR في قسم الدفاع في مركز حروب سفن السطح في دالغرن: "سوف تتوالى المزيد من المدمرات الحاملة للصواريخ الموجهة للحصول على هذا النظام، وسوف يشهد البحارة نظاماً يمكنهم تشغيله والوثوق بأنه سوف يقوم بحمايتهم. فهو يأخذ عينات من الهواء الذي يحيط بالسفينة ويقوم بتقييمها للوقوف على إمكانية تواجد عوامل حرب كيميائية فيها. وفي حال تواجد عامل من هذا النوع سوف يقوم هذا النظام بإنذارهم في الوقت المناسب لكي يستطيعوا اتخاذ الإجراءات الاحتياطية المطلوبة."
فمكونات نظام IPDS-LR المتواجدة على ميمنة وميسرة السفينة تقوم بأخذ عينات عبر فتحات شفط موجودة في بدن السفينة ويقوم النظام بتحليل الهواء الخارجي المحيط بالسفينة للتأكد من خلوه من العوامل الكيميائية.
يقول فلاهيرتي:" إذا ما تعرف الجهاز على عامل كيميائي، فسوف يقوم بإرسال إشارة تعرض على شاشات العرض في كل من مركز التحكم بالأضرار وفي غرفة القيادة في آن معاً. ويرتبط النظام بشكل مباشر ببينية جهاز الإنذار الكيميائي على السفينة الذي ينطلق فيسمع في كافة أرجاء السفينة لتنبيه الطاقم من تواجد أحد عوامل الحرب الكيميائية الفتاكة."
لقد احتاجت عملية التقييم لنظام IPDS-LR إلى تجارب مطولة سواءَ في المختبر أو على متن السفينة- مع مدة تجارب مطولة أثناء التجارب في عرض البحر أو بواسطة عمليات تقييم مستقلة من قبل قائد قوة التقييم والتجارب العملياتية في سلاح البحرية الأميركية.
ويتابع فلاهيرتي بالقول:" يعتبر النظام الجديد أكثر مرونة واعتمادية وسوف يشهد المقاتلون أداء أفضل بالنسبة للإنذارات الكاذبة ووقتاً أطول ما بين عملية الصيانة والأخرى خصوصاً وأن هذه العملية سوف لن تكلف سوى ثمن زهيد."
وكون هذا النظام يعتمد على مفهوم نظام جاهز التصنيع، فقد قام فريق مشترك من المهندسين في مركز حروب سفن السطح قسم دالغرن للحروب الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية ومن مكتب مدير المشاريع المشتركة لتفادي التلوث النووي والبيولوجي والكيميائي، بالتجارب لتقييم نظام IPDS-LR في مجال التوافر للخدمة والاعتمادية والقدرة على الصيانة في البيئة البحرية على متن السفن الحربية.
وقد قام الفريق بجمع العينات لتحليلها على مدى 14 ألف ساعة أثناء إبحار السفينة في عرض البحر أو تواجدها في الميناء عبر عدة فئات من السفن المتواجدة في منطقة نورفولك وسان دييغو. وقد تم جمع بيانات أخرى انطلاقاً من على متن سفن منتشرة في مواقع أمامية.
وأشار فلاهيرتي إلى أن فريقه "قد قام بإنجاز تجارب نظام IPDS-LR وأخضعه لتجارب الارتطام والارتجاج والتدخل الكهرومغناطيسي، وعمل مع العديد من المجموعات على مدى سنتين ونصف للتأكد من أن هذا النظام قد أصبح جاهزاً للنشر على متن السفن الحربية." وأضاف: "من المجزي للغاية القيام بنشر هذا النظام عبر الأسطول."
إلى ذلك أشار مايك پوريللو إلى أن "قسم الدفاع ضد الهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية موجود لتزويد مقاتلينا بالأدوات والقدرات الضرورية لاكتشاف هذه التهديدات والحماية منها، وعند الضرورة القيام بإزالة خطر هذه التهديدات الناتجة عن الهجمات الكيميائية والبيوجية والإشعاعية." ويضيف:" إن ارتباطنا الحي والمباشر مع الأسطول يساعد المقاتلين ويوفر مجموعة غنية من المعلومات القيمة لعلمائنا ومهندسينا في المختبرات. ويتم وضع هذه المعرفة بشكل مباشر قيد الاستعمال أثناء قيامهم بخلق وتطوير وتوفير التحديثات والحلول المستقبلية لرجالنا ونسائنا المنخرطين في السلك العسكري."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق