09‏/03‏/2012

الصدر يُحرج بغداد قبيل القمة وينظم تظاهرات دعمًا لشيعة البحرين


في تطور سيحرج الحكومة العراقية قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد فقد خرج أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في العاصمة ومدن عراقية أخرى بتظاهرات اليوم دعما لشيعة البحرين داعين إلى عرض قضيتهم خلال القمة... فيما نفذ مؤيدو المرجع الصرخي تظاهرات احتجاجًا على مايقولون إنها عمليات حرق تعرضت لها مكاتبهم ومساجدهم من قبل انصار المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني.
خرج آلاف من أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في منطقة الصدر في بغداد وكركوك وفي مدن جنوبية بينها الكوفة حيث تقام صلاة الجمعة في تظاهرات حاملين أعلامًا بحرينيَة ومرددين شعارات داعمة لمطالب شيعتها.
كما رفعوا لافتات تؤكد دعم الاحتجاجات في البحرين وكتبوا على لافتات رفعهوا "من العراق للبحرين شعب مو شعبين". وطالب المتظاهرون بعرض مطالب المحتجين البحرينيين على القمة العربية التي ستعقد في بغداد في 29 من الشهر الحالي.
ودعا المتظاهرون الدول العربية إلى "توضيح موقفها بشأن مايحدث في البحرين" موجهين نداء الى الجامعة العربية ومجلس الامن الدولي ومنظمات حقوق الانسان لاتخاذ موقف حازم لنصرة الشعب البحريني.
ويعتقدون مراقبون أن هذه التظاهرات ستشكل إحراجًا للحكومة العراقية التي تتطلع الى مشاركة البحرين فيها والتي كانت قد هددت بمقاطعة القمة احتجاجًا على تصريحات الصدر وسياسيين عراقيين آخرين ضدها.
وقد أكدت وزارة الخارجية العراقية أمس أن كل الدول العربية، عدا سوريا، ستحضر القمة، وأعلنت أن 14 زعيماً سيمثلون بلدانهم، بينهم ملك الأردن وأمير الكويت فيما وعدت باقي الدول العربية بحضور القمة وأن تمثلها وفود رفيعة المستوى.
وسبق لوزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة أن استبعد في الرابع من الشهر الماضي مشاركة حكومته في القمة العربية ببغداد متهمًا الحكومة والبرلمان العراقيين باستغلال الأحداث السياسية في بلاده وتصدير "الشر" لها يومياً على حد تعبيره.
ودأب الصدر على إصدار بيانات والدعوة لخروج تظاهرات مؤيدة للمعارضة البحرينية ضد حكومتها على الرغم من احتجاج هذه على مواقف له ضدها وتهديدها بمقاطعة مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد في 29 من الشهر الحالي. وكان الصدر أكد الشهر الماضي دعمه للمحتجين البحرينيين ضد حكومتهم والتي حذرها من المساس بالمرجع الشيعي البحريني عيسى قاسم.
وكان الصدر (40 نائباً وثلاثة وزراء) حذر الحكومة البحرينية في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي من اعتقال المرجع الشيعي عيسى قاسم. ودعا في بيان شباب البحرين وشعبها إلى الاستمرار في التظاهر حتى "الانتصار". وأكد انه لن يسكت عن ذلك وسيقف مع الشعب البحريني "بكل ما اوتي من قوة". وطالب السلطات البحرينية بالافراج عن النساء المعتقلات فورا.
وكان المرجع الشيعي عيسى قاسم دعا في خطبة الجمعة مؤخرا الى سحق رجال الأمن بدعوى توجيههم كلمات نابية الى نساء القرى التي تشهد اضطراباً أمنياً متقطعاً. وبالفعل فقد حدث ما كان يدعوا له ففي اليوم الثاني قامت مجموعة من شباب قرية العكر بمهاجمة أفراد من الشرطة البحرينية بالزجاجات الحارقة.
يذكر أن حكومة البحرين أبدت تذمرها مما اسمته بموقف العراق المتحيز من تلك الإجراءات كما رفضت حضور قمة بغداد وطلبت من الجامعة العربية تغيير مكانها أو إلغائها قبل ان تعير موقفها اثر توضيحات عراقية لتعلن مشاركتها في القمة.
أتباع الصرخي يحتجون على حرق انصار السيستاني لمقراتهم ومساجدهم
هذا وتظاهر المئات من اتباع المرجع الشيعي السيد محمود الحسني الصرخي في ساحة التحرير وسط بغداد اليوم احتجاجًا على ماقالوا انها عمليات حرق قام بها انصار للمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني لمساجد ومقرات تابعة لهم في محافظات جنوبية مطالبين برد اعتبارهم من قبل الحكومة والمراجع على الرغم من نفي مرجعية السيستاني اي علاقة لهم بذلك.
ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تشتكي من الظلم الذي يقولون انهم يتعرضون له من قبل القوات الامنية وانصار السيستاني مؤكدين التزامهم بالدستور والقانون. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون في لافتات ماكتب عليها (كلا كلا لحرق المساجد)... و(كلا كلا للإرهاب الفكري).
وفي مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) اعتصم عدد من انصار الصرخي امام مسجد محمد باقر وسط اجراء امنية مشددة بعد ان منعتهم القوات الامنية من اقامة صلاة الجمعة فيه برغم موافقة الحكومة المحلية على الصلاة في هذا المسجد.
وقال أحد أتباع الصرخي للصحافيين إنه بعد وصول المصلين الى المسجد شنت القوات الامنية حملة لمنع الصلاة وقامت بضربهم بالعصي والهراوات واستخدمت ايضا القنابل الصوتية مؤكدا اصابة مصليا واعتقال حوالي 80 اخرين. وكان مكتب الصرخي اتهم في الثاني من الشهر الحالي قوات الشرطة باعتقال أكثر من 100 من أنصاره.
وكان معتمد مرجعية السيستاني السيد احمد الصافي قال خلال خطبة الجمعة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حول المواجهات التي تشهدها منذ اسابيع محافظات جنوبية بين انصار السيستاني وانصار الصرخي وبدأت بمدينة الرفاعي بمحافظة ذي قار.. قال "إن المرجعية لا دخل لها بتلك الاحداث".
وأشار إلى أن نهج المرجعية الدينية هو الالتزام بالقانون وتقويته والتزام الاسلوب السلمي بعيدا عن العنف وناشد وسائل الاعلام توخي الدقة والموضوعية في نقل المعلومات وعدم تهويلها في اشارة الى المصادمات ومحاولات الاغتيال وحرق المساجد المتبادلة بين انصار السيستاني وانصار الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني اتباعه بالتطرف والتعصب الديني.
وبالتوازي مع ذلك فقد اتخذت السلطات اجراءات امنية مشددة في المحافظات الجنوبية لمنع تجدد المواجهات الشيعية الشيعية. وفرضت القيادات الأمنية في النجف (160 كم جنوب بغداد) مقر مرجعية السيستاني مؤخرا اجراءات امنية مشددة اثر حدوث بعض الخروقات الأمنية في النجف على خلفية تلك الأحداث فيما اتهم نائب رئيس مجلس محافظة النجف خضير الجبوري جهات خارجية لم يسمها بمحاولة خلق صراع بين أبناء الطائفة الواحدة على حد تعبيره. وقد شددت السلطات الأمنية إجراءاتها حول البلدة القديمة حيث الصحن الحيدري للامام علي بن ابي طالب ومكاتب المرجعيات والمؤسسات الدينية في المدينة.
وكان متظاهرون خرجوا في الناصرية مطالبين باغلاق مكتب الصرخي في قضاء الر فاعي والتي على اثرها اعتقلت القوات الامنية في المحافظة عددا من انصاره من سكان القضاء والوافدين اليها من باقي المحافظات المجاورة.
وتزامنت مع هذه الأحداث سلسلة من الاستهدافات ضد ممثلي ومعتمدي المرجع السيستاني في عدد من محافظات البلاد بقنابل يدوية وعبوات ناسفة كما شهدت عدة محافظات جنوبية احراق عدد من مكاتب تابعة للصرخي. ومنذ ثلاثة اسابيع تتصاعد عمليات احراق متبادلة لمكاتب مرجعيات السيستاني والصرخي واستهداف معتمديها في عدد من محافظات البلاد الجنوبية مما ارغم السلطات على اتخاذ اجراءات امنية مشددة تحسبا لاندلاع مواجهات شيعية شيعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق