دعا النائب الأول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي الزائر نوري المالكي في طهران أمس، إلى «اتحاد البلدين بشكل تام» لتشكيل «قوة كبيرة على الصعيد العالمي».
ونقلت «وكالة مهر» للأنباء عن رحيمي قوله خلال اللقاء، أن العلاقات بين البلدين «متينة وفريدة من نوعها»، وأضاف «يتم تدبير مؤامرات على المستوى الدولي ضد الشعبين الايراني والعراقي بسبب معتقداتهما وأهدافهما. وإذا اتحد البلدان بشكل تام فإنهما سيشكلان قوة كبيرة على الصعيد العالمي». وأكد ضرورة قيام إيران والعراق بخطوات أكبر على هذا الصعيد، داعياً إلى الإسراع في تنفيذ الاتفاقات السابقة الموقعة بينهما.
وأشار نائب الرئيس الإيراني إلى تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأعرب عن أمله في تذليل العقبات التي تحول دون تطوير العلاقات بأسرع ما يمكن. واعتبر أن ربط السكك الحديد والتعاون في مجال النفط وتجارة الترانزيت، من المجالات المهمة لتوسيع العلاقات الاقتصادية، مؤكدًا استعداد بلاده لزيادة مستوى التعاون الثنائي ووضع تجاربها وإنجازاتها في تصرف العراق.
من جانبه، أكد المالكي أهمية تنمية العلاقات الثنائية «على أساس السلام والاستقرار والمصالح المشتركة»، موضحًا أن «العلاقات بين البلدين تتمتع بالمستوى المطلوب على الصعيد السياسي ويجب السعي لتطويرها على الأصعدة الثقافية والعلمية والاقتصادية».
وشدد المالكي على ضرورة إحداث تطور كبير في العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى «وجود عزيمة راسخة لدى مسؤولي البلدين لتحقيق هذا الهدف»، ومعربًا عن أمله في أن تثمر زيارته في تحقيق النتائج المرجوة.
وفي بغداد، حذرت كتلة علاوي من أي اتفاق سياسي ضد العملية الديموقراطية خلال زيارة المالكي طهران. وقالت: «القائمة العراقية» في بيان، إن «زيارة المالكي إلى طهران، التي تتزامن مع الأزمة السياسة المهددة للعملية الديموقراطية والكلام عن التغيير الحكومي، تثير الكثير من الاستفسارات لأن هنالك مخاوف من تكرار سيناريو العام 2010 الذي أدى إلى تدخل إيراني في تشكيل الحكومة ودعم طرف على حساب شركائه ليتجاهل الاتفاقات التي تشكلت الحكومة بموجبها وعدم تطبيقها».
وتابع البيان أن «الحكومة مستعدة لتقديم أي نوع من الامتياز لاسترضاء حكام إيران، مثلما تهاونت في مصالح العراق حول آبار النفط في المناطق الحدودية».
على جانب آخر اتهم الشيخ حارث الضاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالسعي لتحويل العراق إلى إيران جديدة، مؤكدًا أن المالكي مغرور ومشروعه غير خافٍ على أحد، وأنه يقود البلاد إلى الهاوية.
وقد هاجم الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري رئيس الحكومة نوري المالكي، ووصفه بالاستبدادي والمغرور، واتهمه بالسعي لإنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد، كما هو الحال في إيران، مؤكدًا أن هذا ليس ادعاءً أو افتراء على الواقع وإنما الواقع نفسه يثبت ذلك.
وشدد على أن المالكي وحكومته مدعومان من أمريكا وإيران، ولذا هم ساكتون على كل تصرفاته وسياساته الفاشلة والمدمرة والمقسمة للعراق.
وأكد الضاري أن العراق يسير نحو المجهول المخيف، ودعا الشعب العراقي للثورة السلمية على حكومة المالكي؛ لأنه وصل إلى مرحلة استكمال المشروع الذي يسعى وأسياده إليه، وأنه لغروره يعتقد أنه وصل إلى المرحلة التي لا يخاف فيها من إعلان مشروعه ولا من مسؤولية تصرفاته الهوجاء ضد شركائه السياسيين.
وأكد أن سياسات المالكي فاشلة، حيث إن البطالة بين العراقيين ضربت أطنابها، واكتظت السجون بالنزلاء، حيث بلغ عددهم ولاسيما أهل السنة 450 ألفًا، علاوة على الاعتقالات العشوائية والإعدامات والمهجرين، والفساد المالي وسوء الأحوال الاجتماعية، مؤكدًا أن العراق يسير إلى الهاوية إذا بقيت الهيمنة الأمريكية والإيرانية عليه؛ لأنها بالتأكيد لا تعتمد إلا على المالكي وأمثاله ممن هم مستعدون للاستجابة لطلباتهم ولحماية مشاريعهم في العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق