في الوقت الذي يطوي فيه نظام القتلة السوري آخر صفحات سيرته المعفرة بالدم والقتل والإرهاب، وفي الحين الذي تتنادى مختلف الإرادات الدولية الحرة والقوة الخيرة في العالم، وموقف دول مجلس التعاون الخليجي المشرف من انتفاضة وثورة الشعب السوري والتي هي أوسع واشمل واشرف انتفاضة ثورية في الشرق القديم، قد اطار صواب بقايا الفاشية المنقرضة التي وسعت من مؤامراتها ومحاولات خلاياها السرية الخبيثة لتنفيذ صفحات نشاطاتها السرية والمعدة لأيام الضيق.
وقد كان لمواقف كل من دول قطر والسعودية والكويت من دعم انتفاضة الشعب السوري ردود فعل عدوانية من نظام المخابرات السورية الضليع في تجنيد وتعبئة الإرهابيين ومحاولات اختراق بعض صفوف القوى السياسية وحتى لبعض المؤسسات الأمنية والإعلامية في بعض دول المنطقة، ففي محاولة قذرة لإشاعة أجواء الاضطراب والقلق ونشر بذور الحقد والتآمر زعمت عصابات المخابرات السورية في المواقع الالكترونية بأن انقلابا عسكريا قد حدث في قطر!! ونشرت أخبار مفبركة ومغلوطة وسخيفة في خطوة اقل ما يمكن وصفها بالسخيفة بل والمهترئة في سخفها وسقمها، وطبعا سوف لن تتوقف محاولات تسميم الأجواء بالإشاعات والدعايات المغرضة عند هذا الحد، بل ستتعداها لوسائل وأدوات وصيغ أخرى لعل من أهمها وأكثرها أهمية ومتابعة فعلا هو تحريك الخلايا السرية الساكنة وهي مسألة ليست خيالية كما قد يعتقد البعض، بل ان لها جذورها وتفاصيلها في خلايا العمل الاستخباري السري السوري وحليفه النظام الإيراني اللذين ينسقان سوية وبتكتيك عالي الجودة من التنسيق والتبادل المعلوماتي والاتصال اللوجستي بشأن مواقع التحرك وطرقه وأساليبه على صعيد تصعيد نشاط العملاء والمرتزقة والموالين والذين يختارون بشكل دقيق من بين افراد الشعوب الخليجية ليتم شحنهم لمدينة قم الإيرانية حيث يتم التثقيف الايديولوجي وغسيل الدماغ هناك، ومن ثم رحلة العودة والتسرب للمجتمعات الخليجية من خلال البوابة السورية والتي عن طريقها تتم كل الاتصالات وتنفذ كل العمليات والخطط الميدانية المراد تنفيذها في دول الخليج العربي.
فالتمويل إيراني والتخطيط والتنفيذ مهمة المخابرات السورية، وكانت هذه الصيغة قائمة منذ ثمانينات القرن الماضي واستمرت اليوم بوتائر متصاعدة مع دخول الأحزاب الطائفية في العراق في اللعبة وهي العميلة السابقة للنظامين الإيراني والسوري لتمارس دورها المشبوه في التسلل لدول الخليج العربي كما يفعل اليوم ما يسمى بالتيار الصدري عبر قائدهم الارعن في المسألة البحرينية، وحيث يتم التنسيق مع عملاء إيران في مملكة البحرين لتصعيد التخريب من خلال البوابة الإيرانية وبشكل مباشر هذه المرة ؟
لقد حاول التحالف الاستخباري السوري الإيراني مطولا زعزعة الاستقرار في بعض دول الخليج العربي كالكويت والسعودية دون جدوى وفشل فشلا ذريعا رغم كل الإمكانيات المرصودة بشريا وماديا، واليوم يحاول نفس التحالف ممارسة ألاعيبه ضد قطر والسعودية والكويت كجزء ستراتيجي مهم وفاعل من حالة التحالف المصيري التي تجمع نظام القتلة السوري بالنظام الإيراني المتأزم مستغلين حالة الانفتاح المعلوماتية الهائلة وملوثين الأجواء بالدعايات المشبوهة والاشاعات المسمومة وأبرزها ما يقال عن محاولات انقلاب عسكري ستحدث تأكيدا في سورية وإيران ولكن لا مكان لها في المجتمعات الخليجية التي تقاتل بأسنانها اليوم الهجمة العنصرية والظلامية المفروضة عليها، لا يمتلك المفلسون في دمشق وطهران اليوم سوى سلاح الإشاعة والذي سيرتد في النهاية على صدور مطلقيه.
داود البصري
كاتب عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق