13‏/05‏/2012

غداً الذكرى الرابعة لرحيل 'فارس تحرير الكويت'

 

أنجبت الكويت درة الخليج ورائدة الديمقراطية في المنطقة على مدى تاريخها عددا من الفرسان البارين بها المضحين في سبيلها بالغالي والنفيس الساعين الى المحافظة على امنها وامانها وحريتها واستقلالها.
وجسد الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح تلك المعاني أيما تجسيد منذ اختياره في مناصبه المتعددة وعمله وليا للعهد ثم اميرا والدا لشعبها ومدافعا عن شرعيتها واستقلالها.
ولا يسع المتتبع لسيرة الراحل في الذكرى الرابعة لوفاته التي تصادف غدا الأحد الا أن يقف اكبارا واجلالا للجهود الجبارة الذي بذلها المغفور له باذن الله الشيخ سعد العبدالله في سبيل الذود عن الكويت وحمايتها من الأطماع الخارجية والتأكيد على وحدة صف شعبها ولحمته.
وكانت بصمات الفقيد واضحة في وضع دستور الدولة الحديثة حيث شارك في لجنة صياغة الدستور
وحرص على أن يثري الجلسات بنقاشات تهدف الى الصياغة المثلى للدستور بما يضمن شرعية الدولة وحقوق مواطنيها على حد سواء.
وجاء اختيار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله لولي عهده الشيخ سعد العبدالله في 31 يناير 1978 بعد أن خدم الأخير في مجالي الدفاع والأمن متقلدا بذلك منصب أول وزير للداخلية وثاني وزير للدفاع في ظل دولة الدستور.
وترأس الشيخ سعد الأمير الرابع للدولة الدستورية 11 حكومة منذ عام 1978 وحتى 2003 أثبت فيها حنكته السياسة في التعاطي مع المتغيرات الداخلية والخارجية التي تهدد أمن الكويت واستقلالها
وحرص الشيخ سعد خلال فترة ولايته على تعزيز قدرات الكويت الدفاعية والامنية ودأب على الارتقاء بقدرات شعبها البشرية والمادية كما كان له دور محوري في اصدار تشريعات تصب في مصلحة المواطن كتلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي والاسكان والتجنيس والتوظيف.
ودعم رحمه الله مؤسسات البحث العلمي وصندوق احتياطي الاجيال القادمة اضافة الى تحديث المرافق العامة لتتناسب مع حاجة المواطنين وعنايته بشؤون الثقافة والاعلام.
ومن منطلق المواطنة الحقة كان الراحل لا يفتأ يذكر المواطنين بحقيقة أن الركيزة الاساسية لبناء اقتصاد قوي وتنمية مستدامة هو تضافر الجهود وتعاون القطاعين العام والخاص بما يحقق النفع والتقدم للكويت دولة وشعبا.
ولما كان العلم والتعلم هو معيار نهضة الشعوب وتقدمها حرص الراحل على الارتقاء بالتعليم بمختلف مراحله مع عدم اغفال غرس قيم الانتماء والولاء وحب الوطن.
وتبنى الفقيد النهج السلمي ايمانا منه بأنه الطريق الأنجع لحل المشكلات لاسيما تلك التي يمر بها الوطن العربي الكبير مؤكدا بذلك أهمية القومية العربية ودورها في التعاطي مع القضايا المصيرية.
وحرص رحمه الله على التواصل مع قادة الدول الشقيقة والصديقة جاعلا من الخليج نقطة لانطلاقه ومؤكدا بذلك أهمية الكويت البلد الصغير جغرافيا والكبير بسياساته الخارجية وعطائه اللامحدود.
أما عن الشيخ سعد الوالد فقد حرص رحمه الله على أن يكون قريبا من المواطنين ليكون بذلك خير خلف لخير سلف فخصص بذلك يوما لاستقبال المواطنين والاستماع الى مشكلاتهم والعمل على حلها وكان ذلك يوم الاثنين من كل اسبوع. ويستذكر الشعب الكويتي دور الوالد الشيخ سعد رحمه الله ابان الغزو العراقي في تفقد أحوال الكويتيين في الخارج والحرص على تأمين الأوضاع المعيشية للصامدين من أبناء الكويت في الداخل.
كما لا تزال كلماته في اليوم الثالث للعدوان راسخة في أذهان الكويتيين حيث أكد فيها اهمية التلاحم والالتفاف حول الشرعية الكويتية مما اعطى الشعب الكويتي دفعة معنوية نحو المقاومة والصمود.
واتخذ رحمه الله خطوات مدروسة لسياسي محنك ابتدأها بلقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ناقش خلاله الوضع القائم وكيفية التحرك لاستعادة الكويت من براثن العدو.
وتوالت زيارات ولقاءات الراحل مع قادة الدول الشقيقة والصديقة وشملت مصر وسوريا وتركيا والمغرب والجزائر وتونس وغيرها من الدول حتى رأت الكويت فجر التحرير فكانت ولادة جديدة لدولة الأحرار.
وشهدت السنون التي تبعت تحرير الكويت تفانيا واصرارا من الراحل على اعادة اعمار الكويت والمضي قدما في طريق التقدم والرقي مع حكمة في التعامل مع معطيات تلك المرحلة.
وفي 13 مايو من عام 2008 غيب الموت جسد فقيد الكويت لتبقى ذكراه خالدة في قلوب أبنائه وأمته أبد الدهر.
ومن جهته قال رئيس مجلس الادارة المدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح ان المغفور له الامير الوالد الشيخ سعدالعبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه كان قائدا من طراز فريد تميز بحبه الكبير للكويت وتضحياته الكثيرة لابنائها والتي لم تتوقف طوال حياته مشيرا الى ان الراحل استطاع ان يسطر صفحات ناصعة في تاريخ الكويت.
واضاف الشيخ مبارك في تصريح صحافي اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الشيخ سعدالعبدالله السالم الصباح في 13 مايو 2008 ان مسيرة الراحل الخالدة التي امتدت لاكثر من خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء المتدفق والتضحيات والايثار المتواصل.
واوضح ان هذه المسيرة العطرة توثق لتاريخ الكويت الحديث مشيرا الى ان المغفور له تغمده الله بواسع رحمته كان مشاركا اصيلا وفاعلا لكل مراحل النهضة التي شهدتها الكويت منذ بدايتها في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.
وقال ان الراحل حمل المسؤولية مبكرا وعرفه أبناء الكويت في ريعان شبابه محبا للكويت ووفيا ومخلصا لابنائها ومناضلا عنيدا لا تهزه العواصف ولا تثنيه التحديات مشيرا الى موقفه الباسل الى جانب والده الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله في التصدي لمحاولات الاعتداء على الكويت من قبل حاكم العراق آنذاك عبدالكريم قاسم في عام 1958 .
واشار الشيخ مبارك الدعيج الى انه منذ ذلك الموقف حمل الشيخ سعدالعبدالله رحمه الله هموم الكويت فاستمر طوال حياته راعيا لاهلها وحاميا لسيادتها محافظا على وحدتها واستقلالها مجاهدا في سبيل اعلاء رايتها عالية خفاقة بين الامم.
واكد ان ابناء الكويت يذكرون دائما بالتقدير ان الامير الوالد واصل العمل الدؤوب والجهد المتواصل من اجل بلاده دون كلل او ملل حتى وفاته متحملا آلام المرض وقسوته مشيرا الى طموحاته الكبيرة رحمه الله بأن تصبح الكويت دولة عصرية كبيرة بشعبها قوية برجالاتها ورائدة بتماسك أبنائها.
واضاف ان الامير الوالد الراحل استطاع بمؤازرة رفيقي دربه واخويه المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه جعل الكويت دولة فاعلة في المنطقة والعالم من خلال سياستها الحكيمة ومواقفها الثابتة ودعمها للقضايا العادلة.
واكد الشيخ مبارك أن الامير الوالد الشيخ سعدالعبدالله رحمه الله سيظل علامة بارزة في تاريخ الكويت بانجازاته الكبيرة وحرصه على مصالح أبنائها الذين أحبهم فبادلوه الحب والاحترام والتقدير.

 

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق