22‏/05‏/2012

مخاوف جدية من انشقاقات في الجيش اللبناني على أساس طائفي



اتهمت أوساط أمنية لبنانية تعارض "اختراق حزب الله بعض مفاصل الجيش اللبناني", رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون, قائد الجيش الاسبق في عهد الاحتلال السوري للبنان, بـ"تجيير مؤيديه من كبار وصغار الضباط داخل المؤسسة العسكرية ومشتقاتها الامنية مثل الاستخبارات واجهزة فرعية اخرى, الى قيادات "حزب الله" لتلقي التعليمات منها مباشرة من دون العودة الى عون, إضافة الى مئات الضباط الشيعة في الجيش المنتسب معظمهم الى "حزب الله" ويتلقون منه رواتبهم الشهرية ومساعدات مالية اخرى وامتيازات لا يحصل عليها الضباط الآخرون".
وقالت الأوساط ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان "غير قادرين على فعل اي شيء حيال اختراق عون و"حزب الله" مواقع القرار في القيادة العليا وقيادات المناطق, وخصوصا في جنوب لبنان, حيث يبدو الجيش المنتشر هناك منذ العام 2006, شبه ألوية تابعة لـ"حزب الله" و"حركة أمل" وليس لقيادته في بيروت, وهو ما تشير اليه تقارير استخبارات القوات الدولية "اليونيفيل" التي تتحدث عن رضوخ ضباط قيادة الجنوب, ومعظمهم من الطائفة الشيعية, لضغوط "حزب الله" وسورية".
واتهمت الاوساط الامنية ميشال عون بـ"إعادة الجيش الى أسوأ ما كان عليه خلال بداية الحرب اللبنانية من تشرذم, إذ فيما كانت الالوية العسكرية يومذاك مقسمة طائفيا ومذهبيا لكل طائفة لواؤها الخاص بها, اختلط الآن الحابل بالنابل وباتت الألوية مخترقة حتى العظم وولاء معظمها عائد الى الطوائف ايضا ولكن بشكل فوضوي ومأساوي, والدليل الاقرب الى المنطق هو قيام احد ضباط ميشال عون باغتيال الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه", اول من امس في عكار.
وقالت الأوساط لـ"السياسة" أنه "في حال لم يجر تطهير المؤسسة العسكرية من الضباط المؤيدين لعون, الذين تحولوا إلى أحصنة طروادة لـ"حزب الله ومن ورائه النظامين السوري والايراني, فإنه يتحتم على اللبنانيين ان يخشوا انفجارا داخل الجيش اللبناني, تماماً كما حدث في مطلع الحرب اللبنانية العام 1975, خصوصاً بعد انطلاق دعوات في شوارع طرابلس وبيروت خلال الساعات الـ48 الماضية بتشكيل "جيش لبناني حر" على غرار "الجيش السوري الحر", وهي دعوات غير مباشرة لحدوث انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية تؤدي الى انضمام منشقين عن الجيش الى الشارع الثائر الذي بات يشعر بأنه مستهدف من مؤسسته العسكرية على عكس ما تدعيه من حيادية بين الأطراف المتنازعة".
واضافت الأوساط ان الاسلحة "التي ظهرت بهذه الكثافة والنوعية في شوارع بيروت وطرابلس, تؤكد ان الموازين العسكرية في الشارع اللبناني وبين المناطق والاحزاب المتناحرة, تغيرت جذريا, بحيث باتت شبه متعادلة في حال اندلاع حرب شوارع لا يمكن خلالها استخدام الصواريخ (من قبل "حزب الله") على نطاق واسع, كما ان الظاهرة الاكثر دراماتيكية حالياً تتمثل بحصول معظم الاطراف على اسلحة نوعية, خصوصا بعد سقوط النظام الليبي ونهب مخازن ومستودعات اسلحته التقليدية, الأكثر تطورا في الترسانات العربية, حيث ان الاحزاب اللبنانية الكبرى المدعومة من خارج الحدود, تتزود كلها بهذه الاسلحة وقد تكون البواخر التي تمت مصادرتها في المياه الاقليمية اللبنانية والقبرصية خلال الاشهر القليلة الماضية, كانت تقصد لبنان لاسورية كما يتخيل البعض".

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق