12‏/05‏/2012

لماذا تتطلع المؤسسة العسكرية الاسرائيلية للتوسع في البحار؟

اسرائيل تتطلع للتوسع في البحار  - وهذه سفينة قتال اسرائيلية في البحر في 2011

نشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" اليوم السبت تقريراً من تل ابيب اعده مراسلها ادموند ساندرز يتضمن مقابلة مع احد كبار ضباط السلاح البحري الاسرائيلي في وقت حصلت فيه اسرائيل على غواصة سادسة المانية الصنع. ويشرح الضابط اسباب تطلع المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بصورة متزايدة الى البحار. ومع ان التقرير يبرر سلوك القرصنة الذي تتبعه البحرية الاسرائيلية، الا انه يعطي فكرة جيدة عن الاهداف الاستراتيجية لذلك تالفرع من القوات المسلحة الاسرائيلية. وهنا نص التقرير-المقابلة: "تسعى اسرائيل، بحيازتها غواصة سادسة المانية الصنع الى جعل نفسها في مركز القوة البحرية الاولى في المنطقة.

وفي التجسس على اعدائها، واعتراض شحنات الاسلحة وحصار قطاع غزة، تلعب قدرات اسرائيل البحرية دوراً ابرز في أمن اسرائيل في امن البلاد. والغواصة الالمانية الاخيرة المتطورة، والتي بلغ سعرها 500 مليون دولار، هي اغلى قطعة معدات عسكرية اشترتها اسرائيل.

والغواصات التي يعتقد انها مزودة باسلحة نووية تعطي اسرائيل ايضاً القدرة على توجيه الضربة الثانية المصممة لردع الاعداء عن شن هجمات مفاجئة. وفي حال تعرض اسرائيل لهجمات برية او جوية مدمرة، سيظل اعداؤها مكشوفين لخطر هجوم مضاد من اسطولها الموجود تحت سطح الماء والذي يؤمل ان يبلغ عديده في نهاية الامر 10 غواصات.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في الآونة الاخيرة ان الغواصات – التي ابحرت في بعض الاحيان عبر قناة السويس، مظهرة لايران وغيرها المدى المحتمل لصواريخ اسرائيل – يمكن ان تلعب ايضاً دوراً في مهاجمة المنشآت النووية الايرانية.

وشرح الكابتن ساسي هوديدا، 47، وهو الضابط البحري المسؤول عن تطوير انظمة قتالية الكترونية لـ"لوس انجليس تايمز" سبب تطلع المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بصورة متزايدة الى البحار.

س – اسرائيل بلد صغير. لماذا تحتاج الى غواصات كثيرة غالية الثمن؟

ج – الغواصة سفينة مهمة جداً في كل من اوقات السلم واوقات الحرب. ان لها استعمالات كثيرة. فخلال السلام تستخدم لجمع الاستخبارات، وخلال الحرب تصبح سفناً مقاتلة. ويمكن استخدامها هجومياً لمهاجمة احد ما يفكر في عمل شيء غبي ما.

س – هل يمكن استخدامها لمهاجمة ايران، ليس فقط لاطلاق صواريخ، ولكن في (جمع) الاستخبارات، او التشويش على الاتصالات او في الحرب الاليكترونية؟

ج – لست مطلعاً على اي خطة عملانية. ولكن الغواصات تستخدم لكل تلك الاشياء. ليس الغواصات وحسب. بوسعك استخدام سفن سطحية.

س - هل تضع اسرائيل مزيداً من التشديد على البحرية؟

ج – البحر مهم جداً ونحن نقوم باقصى ما نستطيع عمله لابقاء البحار مفتوحة. الحكومة تفهم ذلك، مع ان الحصول على اموال يشكل دائماً تحدياً، خصوصاً خلال الوقت الحاضر. اعتقد اننا بحاجة لمزيد من الاستثمار. هناك قدرات كثيرة اتمنى الحصول عليها: تحسين قدرتنا على استخدام الرادار في البحر، وتعلم المزيد عن استخدام العربات السطحية غير المأهولة.

س – هذه مثل الطائرات من دون طيار، لكن في الماء، اليس كذلك؟ لاي اغراض تستخدمونها؟

ج – في المرحلة الاولى نستخدمه في نشاطات روتينية مثل الدوريات...وبامكاننا استخدامها للتعرف على السفن التجارية، والوصول اليها، ورؤية اسمها وعلمها، وتصويرها.

س – هل تستخدمونها في غزة او اماكن اخرى قد يكون فيها خطر من ان المركب الذي تقتربون منه محشو بمتفجرات؟

ج – ربما نستطيع في المستقبل استخدامها في ذلك. ان فيها اسلحة، لذا فان لديها القدرة على القتال. لكن في هذا الوقت نحن نختبر ما تستطيع القيام به. انها جيل جديد من القطع البحرية.

س – من هي الدولة التي تمتلك قوة بحرية في المنطقة اقوى من اسرائيل حاليا؟ تركيا؟ مصر؟

ج – هناك الكثير من المستويات التي يمكن الاعتماد عليها في التقييم، غير ان ليس هناك في الشرق الاوسط الا القليل من القوات البحرية القوية، مثل تركيا. والاميركيون يساندون مصر. فقد قرأت منذ وقت قريب انهم يريدون شراء غواصة من المانيا. لعلهم يريدون التوصل الى صفقة مثل اسرائيل. اما من الناحية التكنولوجية، فان اسرائيل بالطبع هي الاكثر تقدما. ويكمن تفوقنا في جنودنا وضباطنا، اي الآدميين وراء هذه المكائن.

س – هل تعتقد ان الغواصات تمثل رادعا مهما في حال تعرض اسرائيل لهجوم نووي؟ هناك من يصفها بانها اسلحة الموت.

ج – في ما يتعلق الامر بالبحرية الاسرائيلية، فانني لا استطيع ان اجيب عن هذا السؤال. ولكن في ما يتعلق بالعالم الاوسع، فان الغواصات كانت تعتبر خلال فترة الحرب الباردة انها سفن تستطيع (توفير تلك القدرة). فالاميركيون يستخدمون الغواصات باعتبارها قوة ضاربة ثانوية. وهذا المفهوم واضح جلي ومقبول.

س – هل ما حصل من اضطرابات في مصر يهدد مرور اسرائيل عبر قناة السويس؟

ج – اعتقد ان العملية السلمية ستظل سارية المفعول. انها مهمة لكلا الجانبين. وحتى الان لم يقع ما يمثل عقبة في استخدام القناة. وفي كل مرة تعبر سفننا ذلك الممر المائي تنقل انباءه الصحافة. حدث ذلك بضع مرات خلال السنتين الماضيتين. ولم يصل الى سمعي ان هناك اي مشاكل.

س – بعثت ايران بسفينة حربية الى سوريا مرت في قناة السويس في شباط (فبراير). ولم يتكرر ذلك مرارا خلال النظام المصري السابق. هل يشعرك ذلك بالقلق؟

ج – مرت تلك السفينة ولم يحدث اي شيء. ولا استطيع ان اتحدث عن الجانب السياسي من القضية، لكنه ممر بحري مفتوح لمن يريد ان يعبر من خلاله. ومع ذلك فانني كنت افضل لو ان البحر الابيض المتوسط يستخدم للسفن التجارية والسياحية وليس الحربية.

س – ستكون حقول الغاز الطبيعي الاسرائيلية في البحر هدفا رئيسا لاعدائكم. كيف يمكنكم توفير الوقاية لها؟

ج – هذه معضلة كبيرة. ليست لدينا خطة معينة بعد. وينصب تفكيرنا على العربات السطحية غير المأهولة للقيام بعمليات الدورية والاعمال الروتينية والقذرة لابقاء البحار نظيفة. والمشكلة تكمن في الاجهزة اللازمة. فالامر يحتاج الى رادار قوي يمتد الى ما وراء الافق. ونحن بحاجة الى تكنولوجيا خاصة لان المسافة بعيدة جدا. والرادارات العادية لا تفي بالغرض. وعليه فان علينا ان نفكر بالامور بطريقة مختلفة.

س – هل ستجهز حقول الغاز بمنظومات الدفاع الصاروخية، مثل قبة حديدية بحرية؟

ج – قد يكون ذلك فكرة حسنة. الا انه من الناحية الاخرى، فانه رغم ان المواقع مستقرة، الا أنها قليلة وسط البحر. ولا بد للطرف الاخر ان يطلق الكثير من العيارات قبل ان يصيبها. اذ لا يمكن اصابتها بصواريخ "القسام". فذلك يتطلب شيئا اكبر منها. ولكنه تهديد يخضع للدراسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق