12‏/05‏/2012

الانسحاب الفرنسي من افغانستان.. ملف ساخن قبل قمة الاطلسي


فور تسلّمه مقاليد الحكم، سيعمد الرئيس الجديد الى اقناع شركائه المجتمعين في شيكاغو بجدوى تسريع انسحاب قوات الحلف الاطلسي، فيما تواجه القوات الافغانية صعوبة في بسط الامن في المناطق التي تتولى شؤونها، بسبب تنامي المد الاسلامي.
وابتداء من الثلاثاء في برلين، ستتاح له فرصة مناقشة الموضوع مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي دعت الخميس الى احترام المواعيد الدولية لانسحاب القوات والتي حددها الحلف الاطلسي في اواخر 2014.
وينوي فرنسوا هولاند، المقتنع بأن مهمة القوة الدولية قد انجزت، سحب الجنود الفرنسيين "بالتنسيق الجيد" مع حلفاء فرنسا "من دون المجازفة بحياة جنودنا".
واثناء المناظرة التلفزيونية مع نيكولا ساركوزي في الثاني من ايار/مايو، اكمل فكرته موضحا ان سحب العتاد الذي يتعين ايضا اخراجه "سيأخذ بالتأكيد مزيدا من الوقت".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال فرنسوا هايسبورغ رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "ثمة خطة اولية تقضي بانسحاب القسم الاكبر من القوات قبل نهاية السنة، وهذا امر سهل نسبيا. اما الجزء الثاني فيقضي بسحب العتاد في فترة زمنية غير محددة، ومن البديهي ان تواجه هذه المهمة صعوبات كثيرة".
وقد زار جان-ايف لو دريان، احد المقربين من فرنسوا هولاند، والمطروح اسمه لتولي وزارة الدفاع، واشنطن ولندن وبروكسل في الاشهر الاخيرة. وابلغ محاوريه ان نيكولا ساركوزي عدل روزنامة الحلف الاطلسي وقدم سنة انسحاب القوات بعد مقتل اربعة جنود فرنسيين في كانون الثاني/يناير.
 
وفي ما يعد الالتزام الوحيد بالحقائق الميدانية، يقول فرنسوا هولاند ان انسحاب القوات اواخر 2012 يقتصر في الوقت الراهن على "القوات المقاتلة". وهذا يعني صراحة ان جميع الجنود الفرنسيين لن يغادروا افغانستان في هذا الموعد.
وقبل فرنسا، سحبت كل من هولندا في 2010 وكندا في 2011، قواتهما، فيما تستعد الولايات المتحدة لسحب 23 الف جندي هذا الصيف.
ويقول فرنسوا هايسبورغ، ان الانسحاب الفرنسي لن يتسبب في حصول خلاف في شيكاغو. واضاف ان "اعتماد مختلف البلدان استراتيجيات انسحاب في اوقات مختلفة، لن يكون لا سابقة ولا مفاجأة ولا كارثة، نظرا الى الحجم الذي تمثله القوات الفرنسية".
ولا يزال 3400 جندي و150 دركيا فرنسيا منتشرين في افغانستان وخصوصا في كابول وكابيسا (شرق) في اطار القوة الدولية (ايساف) المؤلفة من 130 الف جندي تقريبا.
وقد بدأ الانسحاب الفرنسي حتى الان بمغادرة 600 جندي منذ تشرين الاول/اكتوبر 2011. وقتل 83 جنديا فرنسيا في البلاد منذ بداية التدخل الدولي اواخر 2001 بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
ومنذ بضعة اشهر ينشط مخططو وزارة الدفاع لاستباق الاوامر. وقال المتحدث باسم رئاسة الاركان الكولونيل تييري بوركار "ثمة خطط موجودة ايا تكن الاوضاع. ثم، ننتظر الاوامر، اي القرار".
وبدأ سحب العتاد ايضا منذ تشرين الاول/اكتوبر بقدر انسحاب القوات الفرنسية. لكن حوالى 900 آلية و1400 حاوية وثلاث طائرات ميراج 2000د و14 مروحية، ما زالت في افغانستان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق