14‏/05‏/2012

مفتشو الامم المتحدة يضغطون على إيران لزيارة موقع عسكري

<p>هرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة الدولية لدى وصوله في وقت سابق يوم الاثنين للاجتماع مع البعثة الدبلوماسية الايرانية في فيينا. تصوير: ليونارد فويجر - رويترز</p>

(رويترز) - لمحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إلى أنها ستضغط على طهران كي تسمح لمفتشيها بدخول منشأة عسكرية تشتبه الوكالة بأن إيران بنت فيها غرفة لاختبار مواد شديدة الانفجار يمكن أن تساعد في تطوير أسلحة نووية.
وتقاوم ايران حتى الآن مطالب الوكالة الدولية بزيارة مجمع بارشين المترامي الأطراف إلى الجنوب الشرقي من طهران. ومن المتوقع إثارة القضية خلال اجتماع رفيع المستوى يومي الاثنين والثلاثاء في فيينا بين ايران والوكالة الدولية.
وقال هرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة للصحفيين لدى وصوله إلى مقر بعثة دبلوماسية إيرانية في منطقة راقية بفيينا "من المهم الان أن نتمكن من التواصل بشأن جوهر هذه الموضوعات وأن تسمح لنا إيران بالاطلاع على المعلومات والوثائق والاتصال بأشخاص وزيارة مواقع."
وغادر الفريق المبنى بعد حوالي خمس ساعات ورفض الادلاء باي تصريحات لمراسلي وسائل الاعلام المنتظرين بالخارج. وقالت متحدثة باسم الوكالة الدولية إن الاجتماع سيستانف غدا الثلاثاء.
وقال التلفزيون الرسمي الايراني "جرى تقييم الجولة الأولى من المحادثات على أنها ايجابية." ولم يذكر تفاصيل.
وقال تقرير للوكالة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن إيران بنت غرفة ضخمة في عام 2000 بموقع بارشين تجري فيها اختبارات قالت الوكالة إنها تمثل "مؤشرات قوية على تطوير محتمل لاسلحة (نووية)."
وقال التقرير إنه تم إنشاء مبنى "حول شيء اسطواني". وأشار نتوء أرضي كبير بين المبنى الذي يضم الجسم الاسطواني ومبنى قريب إلى احتمال استخدام متفجرات قوية في الغرفة.
وقالت الوكالة إنها حصلت على صور التقطت بالاقمار الصناعية تتفق مع هذه المعلومات. وصممت الغرفة لاحتواء تفجير ما يصل إلى 70 كيلوجراما من المتفجرات الشديدة.
ولم تستبعد إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ولا الولايات المتحدة اللجوء للعمل العسكري لمنع ايران من الحصول على قنابل نووية إذا فشلت المفاوضات في إنجاز ذلك سلميا.
ويقول دبلوماسيون غربيون انهم يشتبهون في ان ايران ربما تقوم بتطهير الموقع لازالة اي دلائل تدينها قبل وصول المفتشين الى هناك.
وكان معهد امني امريكي قال الاسبوع الماضي ان صورا التقطتها اقمار صناعية اظهرت انشطة في بارشين وصفتها بانها تزيد المخاوف بشأن احتمال قيام ايران "بتطهير" المبنى الذي ترغب وكالة الطاقة زيارته.
وابلغ دبلوماسي غربي رويترز أنه اطلع على صور اخرى تشير إلى عملية تطهير في بارشين من بينها تدفق مياه خارج المبنى على ما يبدو.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية تلك المزاعم قائلا إنه لا يمكن إزالة آثار الأنشطة النووية.
لكن معهد العلوم والأمن الدولي وهو المؤسسة البحثية التي مقرها واشنطن والذي نشر صور الاقمار الصنماعية الاسبوع الماضي قال إن هذا غير صحيح.
واضاف "مبعث القلق هو أن الغسيل يمكن ان يكون في إطار مساع لتطهير المبني. يمكن أن تشمل العملية كشط الأسطح داخل المبنى وجمع التراب ثم غسل المنطقة بالكامل. يمكن أن يعقب هذا استخدام مواد بناء وطلاء جديدة."
وقال ناكيرتس وهو ايضا مسؤول عمليات التفتيش في الوكالة إن ايران يجب أن تتواصل الآن بشكل جوهري مع الوكالة بشأن تحقيقها في أنشطة طهران النووية بعد عدة سنوات من المماطلة.
وسوف تختبر اجتماعات فيينا استعداد ايران لتوضيح ما اذا كان لبرنامجها النووي اي ابعاد عسكرية كما يظن مفتشو الامم المتحدة وذلك قبل اجتماعات تعقد في بغداد الاسبوع المقبل بين القوى العالمية الست وايران.
ولم ينجح اجتماعان عقدا في طهران هذا العام مع مفتشين تابعين للأمم المتحدة في تحقيق أي تقدم ملحوظ خاصة فيما يتعلق بطلب المفتشين دخول موقع بارشين العسكري.
وقال ناكيرتس "الهدف... هو التوصل لاتفاق حول طريقة لحل كل القضايا العالقة مع إيران."
وأضاف "وعلى وجه الخصوص يبقى توضيح الأبعاد العسكرية المحتملة أولويتنا."
ولم يحدد ناكيرتس اسماء مواقع لكن يوكيا امانو المدير العام للوكالة قال في وقت سابق هذا الشهر إن السماح بدخول موقع بارشين سيكون اولوية بالنسبة للوكالة خلال المحادثات.
وسيراقب دبلوماسيون غربيون المناقشات تطلعا لأي إشارة بشأن استعداد إيران الان لتقديم تنازلات ملموسة وقالوا إن هذا سيبعث برسالة إيجابية قبل محادثات بغداد.
واستأنفت ايران والقوى الست - وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا - المفاوضات في اسطنبول الشهر الماضي بعد توقف دام 15 شهرا ويعرب كلا الطرفين عن الأمل في إحراز تقدم في بغداد.
ومن شأن استئناف الجهود الدبلوماسية اتاحة الفرصة لنزع فتيل اي توتر يزيد المخاوف من احتمال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ويشتبه الغرب في أن ايران تسعى لتطوير قدرات تمكنها من صنع قنابل نووية رغم ان مسؤولي مخابرات اعربوا عن اعتقادهم بان طهران لم تتخذ قرارا بشأن هل ستمضي قدما بالفعل في صنع مثل تلك القنابل.
وتقول ايران - وهي واحدة من اكبر الدول المنتجة للنفط في العالم - ان برنامجها الذري سلمي ويهدف لتوليد الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات السكان الذين تزداد اعدادهم على نحو سريع.
ونقلت وسال إعلام ايرانية عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قوله إن ايران "لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها الاساسية" مبديا تحديا معتادا في مواجهة المطالب الغربية لبلاده بكبح برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن الاتحاد الأوروبي يريد أن يرى "خطوات واقتراحات ملموسة."
وأضاف للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "وإذا لم يحدث هذا فلدينا بالطبع العقوبات التي فرضناها. لن يتم تطبيقها فحسب ولكن سيتم تشديدها أيضا."
وترى ايران انه ينبغي التوصل لاتفاق أوسع مع وكالة الطاقة الذرية التي تراقب بشكل دوري المواقع النووية الايرانية المعلن عنها بشأن كيفية تجاوب طهران مع استفسارات الوكالة وذلك قبل ان تدرس السماح للمفتشين بزيارة بارشين.
ويرى دبلوماسيون غربيون مثل هذه الصيغة اسلوب للمماطلة ولا يتوقعون ان تسمح ايران فجأة للمفتشين بزيارة بارشين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق