15‏/05‏/2012

قوة «درع الجزيرة» الخليجية تتأهب لـ«مرحلة جديدة»



تتأهب قوة «درع الجزيرة» (القوة العسكرية الموحدة لدول الخليج العربية) لمرحلة جديدة تتوافق مع وضع تحول دول مجلس التعاون من «التعاون» إلى «الاتحاد».
وصرحت جريدة «الشرق الأوسط» نقلاً عن مصدر رفيع في قوة «درع الجزيرة»، أن الأيام الماضية شهدت اجتماعات مكثفة لوضع تصور أولي للمرحلة الجديدة، لافتا إلى أن الاجتماعات بين قادة أركان الخليج ستتوالى على ضوء ما يستجد من موقف سياسي يهيئ للوضع العسكري المقبل.
وأفصح المصدر عن أن الأحد المقبل سيشهد اجتماعا تحضيريا ينطلق من أساس تدعيم القوة وآلية عملها تمهيدا للرفع إلى وزراء الدفاع.
وأبان المصدر الرفيع في قوة «درع الجزيرة»، أن الصورة لم تكتمل بعد بالنسبة لشكل القوة النهائي في مرحلة الاتحاد، «لكن العمل جار على استيعاب كل المتغيرات»، مبينا أن اجتماعا على مستوى القوات البرية سيعقد في البحرين الأسبوع المقبل، سيهتم ببناء رؤية مشتركة. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي الست قد أنشأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 1982م قوة عسكرية للدفاع عن أمن الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له.
وتتمركز القوات المشتركة في مدينة حفر الباطن شمال شرقي السعودية على الحدود العراقية والكويتية، ويفوق عدد القوة الإجمالي الآن 30 ألف مقاتل. وتنفذ القوة بين وقت وآخر تمارين عسكرية، وشاركت في حرب تحرير الكويت في عام 1990م، وطلبت الكويت وجودها على أراضيها في عام 2003 إبان حرب قوات التحالف على نظام صدام حسين.
وبرزت الحاجة الفعلية لزيادة القوة مع تنامي التهديدات العسكرية الإيرانية واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وعمدت القوة إلى تلبية طلب تقدمت به البحرين في أبريل (نيسان) 2011م، ودخلت إثر ذلك قوة مكونة من 1500 عسكري وآليات مدرعة لحفظ الأمن. وتعتمد دول الخليج في تنفيذ تطورها العسكري على جملة من المشاريع المشتركة كمشروع «حزام التعاون» الذي يهدف إلى ربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي بدول المجلس آليا، حيث بدأ تشغيله في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2001م، وربط القوات المسلحة في دول المجلس بشبكة اتصالات مؤمنة، وذلك من خلال إقامة كابلات ألياف بصرية، كما وحدت دول الخليج الأسس والمفاهيم، بغية زيادة التكاتف، وتسهيل تبادل المساندة والاستفادة المتبادلة من الإمكانات المتوفرة في دول المجلس عبر التمارين المشتركة بصورة سنوية كما يتم إجراء تمرين بري كبير بمشاركة قوة «درع الجزيرة» كل سنتين بالتناوب بين دول المجلس.
وغدت الكراسات والمناهج العسكرية واحدة في مختلف المدارس ومراكز التدريب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويشمل التعاون العسكري بين الدول الست، مجالات الاستخبارات العسكرية، والمساحة العسكرية، والخدمات الطبية، ومنظومة السلاح، واتصالات القوات الجوية والبحرية، والأمن البيئي، والدفاع ضد الأسلحة الكيماوية، والحرب الإلكترونية، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق