20‏/06‏/2012

المالكي قدم 12 جهاز تجسس للأسد


أكد الدكتور منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري وعضو المجلس الوطني عن الطائفة العلوية أن نظام الأسد يقود حربا أهلية من طرف واحد حتى الآن بدعم كامل من إيران وحزب الله وحكومة نوري المالكي الذي منح الاسد 12 جهازا للتجسس بالغ الخطورة اشتراها من شركات أمريكية لملاحقة المعارضين عبر شبكة الانترنت.
وقال اننا اليوم إزاء الانسداد الدولي سواء كان عجزا أو عدم رغبة أو بأمور أخرى وبغض النظر عن السبب الحقيقي فان الواقع هو ان الثورة السورية تكاد تكون يتيمة في محيط عربي مع بعض الاستثناءات التي تشكلها قطر والسعودية والكويت وهي بحاجة الى مساعدات كبيرة جدا ليس فقط لدعم الثورة والدفاع عن المدنيين ولكن ايضا لأعمال الاغاثة، لافتا الى وجود مليون مهاجر داخل سورية وحوالي 100 الف مهاجر في البلدان المجاورة تركيا ولبنان والاردن وهناك عشرات الالاف من الناس الذين لم يبق لهم اي مصدر إعالة تماما ما يؤكد حاجة البلد الى مساعدات كبيرة جدا وان دخول رجال الاعمال بقوة لدعم الثورة سوف يغير المعادلة.
وقال ان ماقامت به دولة قطر وما تقدمه من دعم للشعب السوري انما هو بدافع شعور عربي اسلامي وانساني حقيقي.
وحول دور رجال الاعمال السوريين وتدخل العامل الاقتصادي في دعم الثورة اليوم، اعتبر منذر ماخوس ذلك بمثابة تحول نوعي، مبررا ذلك بأن اشكالية التمويل للثورة عويصة ولم تحل من البداية على الرغم من المبادرات السخية سواء من دولة قطر او السعودية، مضيفا ان اي مساعدة هي اليوم مشروعة من اي جهة لشعب يتعرض لعمليات قتل ومجازر جماعية، وقال انه عندما تكون هناك امكانية للدعم من اطراف من نفس الشعب وأعني رجال الاعمال سوف يكون له منعكسات مهمة جدا على وضع الثورة وخاصة على وضع الجيش السوي الحر.
وحول علل المعارضة السورية الخارجية في ضوء تغيير رئيس المجلس الوطني برهان غليون، أشار الدكتور منذر الى التغيرات الاخيرة في رئاسة المجلس بتولي الدكتور عبد الباسط سيدا رئاسة المجلس لمدة ثلاثة اشهر، منوها بأن مشكلة المجلس الوطني السوري لا يمكن اختزالها في شخص رئيس المجلس وان هذه المشاكل عضوية تتعلق بآلية تشكيله وبالثغرات التي كانت منذ البداية كونه لا يمثل تمثيلا حقيقيا شرائح المعارضة ناهيك عن الشعب السوري كله، وهي اشكالية كانت مشروعة في البداية لكن كان يمكن تجاوزها بعد مرور عدة أشهر كان يفترض فيها الانتقال من المرحلة التحاصصية التوافقية إلى مرحلة عمل مؤسساتي ديمقراطي.
وشدد د. منذر على ضرورة اجراء انتخابات على صعيد كافة مؤسسات المجلس الوطني. وقال ان بعض القوى المتنفذة داخل المجلس لا تريد تغيير اساليب العمل لاعتباراتها الانانية الذاتية التي لاتخدم العمل الوطني.
واشار الى محاولات لاستعادة عمل المجلس وتغيير آليات عمل المجلس وزيادة أدائه خاصة لصالح الثورة، وإشراك المكونات الأخرى للشعب السوري والمعارضة على وجه التحديد في المجلس الوطني معربا عن أمله في ان يتم ذلك في اقرب وقت في اسطنبول خلال اجتماع المعارضة الذي كان مقررا له في القاهرة منوها بجهود تبذلها لجنة تحضيرية لاجتماع شامل للمعارضة.
وقال ان توحيد المعارضة ليس مطلوبا فلم يشهد التاريخ معارضة واحدة موحدة ولكن على الاقل يكون هناك توافق على مشروع برنامج للوصول الى سورية المستقبل.
ولفت الى الخلاف بين الداخل والخارج حيث لا تزال وجوه من الداخل تراهن على امكانية الحوار مع النظام بعد كل هذا الدم الذي اريق فضلا عن تحفظاتهم على تسليح الجيش السوري الحر وهي مشكلة لايمكن حلها وسيكون زواجا بالاكراه ويكفي ان نتفق على البرنامج لكي تكون كل فصائل المعارضة موجودة.
وحول التوجه الى الداخل اكد حرص المجلس على ذلك حيث كان الهم الداخلي هو آخر هم لدى المجلس وكان هناك ولا يزال صراع غير مفهوم على توزيع الكراسي مما أضعف من فعالية المجلس ومن ثقة الداخل والثورة بدأت في الداخل ويجب ان تعود للداخل.
واكد وجود محاولات لكي تعود القيادة للداخل وان يتم التنسيق بشكل افضل بين مايسمى الحراك الثوري والمؤسسات التي تقود عملية التظاهر والاحتجاج وبين الجيش السوري الحر مضيفا القول: " أنا من الناس المعنيين بهذه العملية ربما هناك فكرة لخلق واجهة سياسية للجيش السوري الحر لكي يكون قادرا على الاستقلالية وتنفيذ مهام كانت متروكة في المرحلة الماضية للمجلس الوطني السوري بالاشارة الى وجود كثير من المحافظات بها مجالس عسكرية كاملة تقود العمل باستقلال شبه تام وهو مايتطلب وجود تنسيق حقيقي من اجل اداء افضل والتنسيق بين جناحي الثورة المتمثل في الحراك الذي يقود المظاهرات والجيش السوري الحر.
وقال ان ماتم الاعلان عنه من تأسيس برلمان مؤقت في الداخل يتطلب التنسيق الكامل مع الجيش الحر حتى تعود الثورة للداخل وتتخذ قراراتها ، وبين ان عمليات الابادة الجماعية المروعة التي لم نجد لها مثيلا تعوق السير في خطى بناء برلمان مؤقت او تنسيق من الداخل وان المهمة الحقيقية تتطلب كسر موازين القوى لصالح الثورة القادرة على مواجهة الجيش النظامي الذي لم يحدث فيه تفكك كبير وهو مايجب ان تعمل عليه المعارضة لتفكيك جيش الاسد وتسليح الجيش السوري لمساعدته بالمعلومات والاتصالات لمعادلة الكفة التي يتفوق بها النظام بفضل المعدات الالكترونية الامريكية الهائلة التي حصل عليها من العراق والتي كانت بحوزة الحكومة العراقية ومنحها المالكي لبشار.
وأوضح أن نظام المالكي يقدم دعما للأسد اكثر بكثير مما نسمع وليس فقط الاموال او المحاربين الى جانب النظام من جيش المهدي ولكن بدعم لوجستي هائل حيث قدم الامريكان للعراق في مرحلة الاحتلال 13 جهازا تعد من أكثر الاجهزة تطورا في مراقبة الانترنت والايميل واسكايب ووسائل التجسس وقد أقر الامريكان بذلك وطلبت هيلاري كلينتون رد الاجهزة وانهم لايوافقون على تصرف المالكي فيها بمنحها لسورية، وواجهت الشركات التي باعت الاجهزة للعراق بأنها لم تقم بالتدقيق بألا يتم تهريب الاجهزة خارج العراق لكن ماحدث انه من 13 جهازا فان 12 جهازا هي الان لدى النظام السوري الذي لديه جيش الكتروني يستعين بهذه الأجهزة المتطورة التي اشتراها العراق من شركات أمريكية بموافقة الادارة الأمريكية في ذلك الوقت.
وحول لعب النظام على الطائفية قال منذر ماخوس:" انني علوي المولد ولست علوي الهوى ولا اعترف بالتمايزات في ظل وجود قضية وطنية بامتياز والنظام منذ الثمانينيات عندما بدأت الصدامات وهو يقوم بعملية تجييش طائفي مرعبة ليوحي للطائفة العلوية انه اذا رحل ستقوم الاغلبية السنية بترحيلهم عن سورية وهي مقولة مرفوضة جملة وتفصيلا حيث عشت طفولتي في سورية وأعرف سورية ولم أسمع بعمري ان احدا من طائفة ضرب حجرا على طائفة اخرى في ظل التعايش المطلق الذي عرفته سورية التي عرفت رئيس جمهورية مسيحيا ونواب رئيس وزراء من الاكراد.والاسد اليوم يحتمي بالطائفة وهو ماجعل الطائفة تلتف حوله وحققت امتيازات كبيرة من النظام لمجرد انها علوية لكن هذا لا يعني ان غالبية الطائفة مع النظام.
وقال ان النظام بدأ يدرك انه ساقط وانه لن يستطيع ان يحكم الشعب بعد المجازر الرهيبة التي قام بها ولم يعد احد يراهن لا على اصلاح ولا على امكانية التعايش. وان النظام يتبع سياسة الارض المحروقة ويريد ان يدمر كل شيء. ويسعى لإشعال الحرب الطائفية بتخطيط على امل ان يجعل الطرف الاخر يقوم بردة فعل على الطائفة العلوية.
واكد ان رئيس الدولة مهزوز وغير مستقر الشخصية وتحول الى انسان مهووس بكل معنى الكلمة وان هذا الهوس جعله يقبل على عملية لم يقم بها اي رئيس ضد شعبه في ظل وجود حرب بكل معنى الكلمة ضد نقاط التظاهر التي تتجاوز الـ850 نقطة تظاهر في كل أنحاء سورية.
وأبدى د. منذر دهشته من الحديث عن عصابات مسلحة، قائلا ان النظام يفترض وجود عصابات مسلحة سنية لكن السؤال المنطقي انه اذا كانت هناك عصابات مسلحة فيجب ان يكون هدفها الطائفة العلوية والقرى العلوية وليست السنية لكن لم نشاهد مجزرة واحدة تمت ضد قرية علوية، والمظاهرات التي يحدث فيها القتل بالمدافع والدبابات والصواريخ لم تقابل بالاعتداء على المظاهرات المفبركة التي يصطنعها النظام بالضغط على الطلاب والموظفين ليخرجوا في مظاهرات لايتم الاعتداء عليها.
وتساءل ماخوس: لماذا لاتطلق رصاصة واحدة على مظاهرات النظام اذا كانت هناك عصابات مسلحة؟ ولماذا لم يتم الاعتداء على الانتخابات المفبركة التي لم تتجاوز المشاركة فيها نسبة 5 % ولم تحدث طلقة واحدة على اي مركز انتخابي. فأين هي هذه العصابات المسلحة؟
وقال ان النظام ليست لديه خطوط رجعة وليس هناك بديل عن خروج الاسد وأعمدة النظام ولكن لن يتركهم احد حتى لو جاءت كل ضمانات العالم بعد المجازر المروعة التي ارتكبوها في سورية.
وحول التدخلات الخارجية الى جانب النظام قال د. منذر ان الاطراف التي تسانده تحاول انقاذه ، قائلا ان حزب الله وايران والعراق يتدخلون ضمن مايسمى " الهلال الشيعي " وهي حقيقة لإقامة هذا المحور.
وحول الموقف الروسي قال د. منذر انني اعرف روسيا جيدا وقد عشت فيها أكثر من 15 عاما وفي بداية الثورات العربية تكلم الروس عن المد الإسلامي الذي سيعم المنطقة وان مصالحهم فيها أصبحت في حكم الزائلة وقال مديفيديف باللغة الروسية ان هناك مرحلة سوداء قادمة ولعقود طويلة لهيمنة إسلامية على المنطقة، وبسبب ان الجنوب الروسي القوقازي المسلم من الشيشان وانجوشيا وداغستان والتي تشكل خاصرة روسيا التي احتلها القياصرة لكي يقتربوا من الجنوب الدافئ. وانهم يخشون ان ينتقل الربيع العربي الى هذه المناطق ذات الجذور الاسلامية التي تنتعش اليوم، كما يخشون من ربيع روسي قادم في ظل وضع داخلي مهدد بالانفجار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق