كتبت صحيفة "المستقبل":
عندما كانت تقارير إعلامية محلية أو غربية أو حتى معلومات استخبارات دولية تتحدث عن توقيف عصابات تهريب مخدرات في العديد من دول العالم، تعمل لصالح "حزب الله" في الخارج، كان الحزب يسارع الى نفي هذه التقارير ويهزأ منها ويضعها في سياق استهدافه والإساءة الى سمعته وتشويه صورته كمقاومة سجّلت انتصاراً غير مسبوق على إسرائيل، وكان لا يتردد في التذكير بحرمة هذه الآفة التي تتنافى مع عقيدته الدينية والإيمانية وحتى مع سلوكياته وأخلاقياته.
ويسقط القناع يوماً بعد يوم عن منظومة "حزب الله" للفساد، ليظهر وجهه الحقيقي الذي ينتهجه من "تحت لتحت"، والذي لطالما حاول التعمية عليه تحت شعارات دينية واجتماعية وأخلاقية مزعومة.
ذلك أن ما أعلنه قرار قضائي عن القبض على عصابة تُصنّع حبوب الكِبتاغون وتروّجها، ويُديرها رجل دين معمّم هو شقيق أحد نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، والذي نشرت تفاصيله صحيفة "الأخبار"، يكشف بوضوح أحد أهم مصادر "المال النظيف" الذي تفيض به خزائن هذا الحزب وحسابات مسؤوليه الذين باتوا أقرب الى البرجوازية منها الى الزهد، ويسقط كل الذرائع التي كان يسوقها بأن ماله حلال ولا تدنوه الشبهات.
وإذا كان يكفي التذكير بما ذهب اليه القرار الإتهامي من أن "الشيخ المعمم شقيق نائب "حزب الله" هو المشتبه فيه الرئيسي، وهو الآن فار من العدالة، في حين أن القوى الأمنية أوقفت معظم أفراد العصابة، وبينهم شيخٌ معمّم آخر، وأن هؤلاء أحيلوا جميعاً على محكمة الجنايات لمحاكمتهم". فإن هذه الواقعة تجيب على الأسئلة الكبيرة "من أين يأتي حزب الله بكل هذه الأموال؟ كيف بنى إمبراطوريته المالية والاقتصادية؟ من أين له هذا حتى استطاع أن يكرّس سلطته ويجعل منها دويلة أقوى من الدولة؟".
ولعلّ الجواب في القرار القضائي نفسه، حيث بات واضحاً للبنانيين بأن "حزب الله" يحلّل لنفسه ما هو محرّم على الآخرين وهو محرّم بالفعل، فخدمة لمشروعه الكبير يحقّ له تصنيع المخدرات وتهريبها، وتحويل بعض المساجد والحوزات الدينية مصنعاً للسموم البيضاء، كما يحق له تبييض الأموال وتهريبه وتجارة السلاح وصولاً الى الصفقات في المشاريع الداخلية.
الغريب أن كل الاتهامات التي كانت جاهزة لدى "حزب الله" لإلصاقها عن باطل بخصومه السياسيين بدءاً بتهمة العمالة وصولاً الى اتهامات السرقة وجني الثروات بالمال الحرام، لم يخرج منها سالماً، فبعد أن أعلن صراحة وعلى مراحل اكتشاف عدد من مسؤوليه بتورطهم بالتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، ها هو يظهر انغماسه حتى أذنيه، بالفضائح المالية بدءاً بما فجّرته فضيحة إفلاس صلاح عزالدين الذي كان يوصف بـ"وزير مالية حزب الله"، وإنتهاء بفضيحة المخدرات هذه. وقبل هذا كلّه تجلّت أطماعه المالية في "وادي الذهب"، والحماية الأمنية التي يوفرها لمرتكبي مخالفات البناء على كل الأراضي اللبنانية لمرحلة لاحقة ربما تكون على شاكلة "السوليدير".
لكن بعيداً عن كل ذلك، فإن ثمّة ملفاً قضائياً أخذ طريقه الى المحكمة، وهذا الملف يضع "حزب الله" بين فكّي كماشة، فإذا تبّرأ من تهمة تصنيع المخدرات وترويجها، ليس عليه إلا أن يرفع الغطاء عن محازبيه المتورطين في هذه الآفة، ويخرج نفسه منها بأقل الأضرار، لكن رفع الغطاء هذا له محاذير أخرى، وفي مقدمها مخاوف الحزب من أن يؤدي توقيف هؤلاء المحازبين أو بعضهم الى كشف خفايا ما هو أعظم، ويفتح الباب على فضائح قد يكون بغنى عنها في هذه المرحلة.
وفي اعتقاد مصادر مواكبة فإن ماكينة الحزب السياسية والأمنية ستتحرّك على طريق الوساطات والشفاعات، ليس بهدف لفلفة القضية لأنها انفضحت وفاحت رائحتها، إنما بهدف التخفيف من شظاياها وأضرارها، أقلّه في هذه المرحلة التي يقف فيها الحزب ومشروعه على مفترق مصيري، ربما يكون الأكثر تعقيداً منذ نشوئه حتى اليوم.
ويبقى الجانب الأخطر في القضية، هو سوق التعاطي التي تروج له حبوب "الكِبتاغون"، والذي طال في ما طال أبناء الضاحية، الذين انتشرت في أوساطهم عبر صانعين ومروجين من نفس "البيئة الحاضنة" للمخدرات وغيرها من الموبقات.
وكشف تقرير أعدّته قناة "المستقبل" الإخبارية عن إحدى ضحايا "الكِبتاغون" في الضاحية الجنوبية الشاب علي سلمان (24 عاماً)، الذي قضى قبل نحو أسبوعين في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية انتحاراً بعد أن اطلق النار على رأسه من مسدس حربي. ويعود سبب الانتحار، بحسب والده المفجوع عمار سلمان، إلى تعاطي شتى أنواع المخدرات لا سيما منها حبوب "الكِبتاغون" الموجودة بكثرة في لبنان لجهة صناعتها وتصديرها الى الخارج. ويروي الوالد اللحظات الأخيرة لموت إبنه وماذا فعل به تعاطي المخدرات.
"علي الذي كان يعمل نجاراً للموبيليا حاول أكثر من مرة وعقب خروجه من سجن رومية أن يعالج في مراكز خاصة لكنه لم يفلح في الإقلاع عن المخدرات الذي يتعاطاها أيضاً العديد من أصدقائه".
وذكرت "المستقبل" في تقريرها أن "هذه القضية تفتح الباب على مصراعيه مجدداً على قضية تصنيع حبوب الكِبتاغون في لبنان وترويجها. إذ إن الجمارك اللبنانية كشفت منذ قرابة الخمسة أشهر في المرفأ عن آلات لتصنيع هذه الحبوب مستوردة من الصين.. وأشارت إلى أنه بسببها تم كشف العصابة التي تصنع هذه المواد وأبرز رموزها مروان سعد الملقب بالدكتور الذي اعترف بوجود عشرة متورطين آخرين كان منهم أشقاء لنائب حزب الله حسين الموسوي وهم هاشم، وهو شيخ معمم، وجهاد إضافة الى شخص يدعى ذوالفقار الموسوي وشخصين من آل المقداد وشقيقين من آل مهدي وشقيق سعد. وقد تم إلقاء القبض على بعضهم فيما توارى عن الأنظار كل من هاشم وجهاد الموسوي.
وضبطت القوى الأمنية معدات التصنيع والمعامل في بلدة إيعات البقاعية. وأدى البحث في هذه القضية أيضاً الى كشف مستودع لتصنيع المخدرات وحبوب الكِبتاغون في منطقة الشويفات يعود لشخص من آل ديب وقد تم توقيفه في حارة حريك وأكد أنه كان يصنع مادة "الأمفيتامين" لصالح الموسوي. ومن المتورطين أيضاً في هذا المصنع رجل دين معمم أيضاً ويدعى عباس ناصر الذي اعترف بذلك بعد إلقاء القبض عليه.
ويسقط القناع يوماً بعد يوم عن منظومة "حزب الله" للفساد، ليظهر وجهه الحقيقي الذي ينتهجه من "تحت لتحت"، والذي لطالما حاول التعمية عليه تحت شعارات دينية واجتماعية وأخلاقية مزعومة.
ذلك أن ما أعلنه قرار قضائي عن القبض على عصابة تُصنّع حبوب الكِبتاغون وتروّجها، ويُديرها رجل دين معمّم هو شقيق أحد نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، والذي نشرت تفاصيله صحيفة "الأخبار"، يكشف بوضوح أحد أهم مصادر "المال النظيف" الذي تفيض به خزائن هذا الحزب وحسابات مسؤوليه الذين باتوا أقرب الى البرجوازية منها الى الزهد، ويسقط كل الذرائع التي كان يسوقها بأن ماله حلال ولا تدنوه الشبهات.
وإذا كان يكفي التذكير بما ذهب اليه القرار الإتهامي من أن "الشيخ المعمم شقيق نائب "حزب الله" هو المشتبه فيه الرئيسي، وهو الآن فار من العدالة، في حين أن القوى الأمنية أوقفت معظم أفراد العصابة، وبينهم شيخٌ معمّم آخر، وأن هؤلاء أحيلوا جميعاً على محكمة الجنايات لمحاكمتهم". فإن هذه الواقعة تجيب على الأسئلة الكبيرة "من أين يأتي حزب الله بكل هذه الأموال؟ كيف بنى إمبراطوريته المالية والاقتصادية؟ من أين له هذا حتى استطاع أن يكرّس سلطته ويجعل منها دويلة أقوى من الدولة؟".
ولعلّ الجواب في القرار القضائي نفسه، حيث بات واضحاً للبنانيين بأن "حزب الله" يحلّل لنفسه ما هو محرّم على الآخرين وهو محرّم بالفعل، فخدمة لمشروعه الكبير يحقّ له تصنيع المخدرات وتهريبها، وتحويل بعض المساجد والحوزات الدينية مصنعاً للسموم البيضاء، كما يحق له تبييض الأموال وتهريبه وتجارة السلاح وصولاً الى الصفقات في المشاريع الداخلية.
الغريب أن كل الاتهامات التي كانت جاهزة لدى "حزب الله" لإلصاقها عن باطل بخصومه السياسيين بدءاً بتهمة العمالة وصولاً الى اتهامات السرقة وجني الثروات بالمال الحرام، لم يخرج منها سالماً، فبعد أن أعلن صراحة وعلى مراحل اكتشاف عدد من مسؤوليه بتورطهم بالتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، ها هو يظهر انغماسه حتى أذنيه، بالفضائح المالية بدءاً بما فجّرته فضيحة إفلاس صلاح عزالدين الذي كان يوصف بـ"وزير مالية حزب الله"، وإنتهاء بفضيحة المخدرات هذه. وقبل هذا كلّه تجلّت أطماعه المالية في "وادي الذهب"، والحماية الأمنية التي يوفرها لمرتكبي مخالفات البناء على كل الأراضي اللبنانية لمرحلة لاحقة ربما تكون على شاكلة "السوليدير".
لكن بعيداً عن كل ذلك، فإن ثمّة ملفاً قضائياً أخذ طريقه الى المحكمة، وهذا الملف يضع "حزب الله" بين فكّي كماشة، فإذا تبّرأ من تهمة تصنيع المخدرات وترويجها، ليس عليه إلا أن يرفع الغطاء عن محازبيه المتورطين في هذه الآفة، ويخرج نفسه منها بأقل الأضرار، لكن رفع الغطاء هذا له محاذير أخرى، وفي مقدمها مخاوف الحزب من أن يؤدي توقيف هؤلاء المحازبين أو بعضهم الى كشف خفايا ما هو أعظم، ويفتح الباب على فضائح قد يكون بغنى عنها في هذه المرحلة.
وفي اعتقاد مصادر مواكبة فإن ماكينة الحزب السياسية والأمنية ستتحرّك على طريق الوساطات والشفاعات، ليس بهدف لفلفة القضية لأنها انفضحت وفاحت رائحتها، إنما بهدف التخفيف من شظاياها وأضرارها، أقلّه في هذه المرحلة التي يقف فيها الحزب ومشروعه على مفترق مصيري، ربما يكون الأكثر تعقيداً منذ نشوئه حتى اليوم.
ويبقى الجانب الأخطر في القضية، هو سوق التعاطي التي تروج له حبوب "الكِبتاغون"، والذي طال في ما طال أبناء الضاحية، الذين انتشرت في أوساطهم عبر صانعين ومروجين من نفس "البيئة الحاضنة" للمخدرات وغيرها من الموبقات.
وكشف تقرير أعدّته قناة "المستقبل" الإخبارية عن إحدى ضحايا "الكِبتاغون" في الضاحية الجنوبية الشاب علي سلمان (24 عاماً)، الذي قضى قبل نحو أسبوعين في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية انتحاراً بعد أن اطلق النار على رأسه من مسدس حربي. ويعود سبب الانتحار، بحسب والده المفجوع عمار سلمان، إلى تعاطي شتى أنواع المخدرات لا سيما منها حبوب "الكِبتاغون" الموجودة بكثرة في لبنان لجهة صناعتها وتصديرها الى الخارج. ويروي الوالد اللحظات الأخيرة لموت إبنه وماذا فعل به تعاطي المخدرات.
"علي الذي كان يعمل نجاراً للموبيليا حاول أكثر من مرة وعقب خروجه من سجن رومية أن يعالج في مراكز خاصة لكنه لم يفلح في الإقلاع عن المخدرات الذي يتعاطاها أيضاً العديد من أصدقائه".
وذكرت "المستقبل" في تقريرها أن "هذه القضية تفتح الباب على مصراعيه مجدداً على قضية تصنيع حبوب الكِبتاغون في لبنان وترويجها. إذ إن الجمارك اللبنانية كشفت منذ قرابة الخمسة أشهر في المرفأ عن آلات لتصنيع هذه الحبوب مستوردة من الصين.. وأشارت إلى أنه بسببها تم كشف العصابة التي تصنع هذه المواد وأبرز رموزها مروان سعد الملقب بالدكتور الذي اعترف بوجود عشرة متورطين آخرين كان منهم أشقاء لنائب حزب الله حسين الموسوي وهم هاشم، وهو شيخ معمم، وجهاد إضافة الى شخص يدعى ذوالفقار الموسوي وشخصين من آل المقداد وشقيقين من آل مهدي وشقيق سعد. وقد تم إلقاء القبض على بعضهم فيما توارى عن الأنظار كل من هاشم وجهاد الموسوي.
وضبطت القوى الأمنية معدات التصنيع والمعامل في بلدة إيعات البقاعية. وأدى البحث في هذه القضية أيضاً الى كشف مستودع لتصنيع المخدرات وحبوب الكِبتاغون في منطقة الشويفات يعود لشخص من آل ديب وقد تم توقيفه في حارة حريك وأكد أنه كان يصنع مادة "الأمفيتامين" لصالح الموسوي. ومن المتورطين أيضاً في هذا المصنع رجل دين معمم أيضاً ويدعى عباس ناصر الذي اعترف بذلك بعد إلقاء القبض عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق