23‏/06‏/2012

القوات الفرنسية تستبدل صواريخ ميلان ببرنامج الصواريخ المتوسطة المدى MMP


خلال انعقاد المعرض الدولي للدفاع والأمن "يوروساتوري 2012"، أعلنت شركة أم بي دي ايه MBDA عن التقدّم في تطوير صاروخها الجديد المتوسّط المدى MMP، والمُعدّ لاستبدال نظام الصاروخ الفرنسي المضاد للدبابات ميلان (MILAN).
وكانت الوزارة الدفاع الفرنسية قد وقّعت عقداً مع شركة MBDA، في كانون الأول/ ديسمبر 2011، ضمن "برنامج خفض المجازفة"، مدّته 12 شهراً، لتطوير صواريخ متوسطة المدى (MMP).
وتتوقّع MBDA توقيعها -هذا العام- عقد تطوير وإنتاج سيؤدي إلى تنفيذ اختبارات إطلاق الصواريخ الأولى عام 2014، ووضع النظم في الخدمة عام 2017. وقد يطلب الجيش الفرنسي 500 نظام إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى 3 آلاف صاروخ.
يبلغ وزن منصة إطلاق الصواريخ المتوسطة المدى 12 كلغ، في حين يزن كل صاروخ 15 كلغ، أمّا مداه فيصل إلى 4 آلاف متر (أي أكثر بمرّتَين تقريباً من مدى صاروخ ميلان).
تمّ تصميم صواريخ MMP لتلبية المتطلبات الأساسية لنمط "أطلق وانسَ" الذي يطلبه الجيش الفرنسي، وبالتالي تحسين فرص نجاة الفريق المولج بإطلاق الصاروخ، ولتوفير قدرة التحكّم البشري بالصاروخ، عبر وصلة ألياف بصريّة، لتأمين تحكّم كامل بالصاروخ خلال طيرانه.
كما صُمّم الصاروخ ليؤمّن إطلاقاً آمناً من المناطق المغلقة، ما يحسّن قدرة الجندي خلال الحروب في المدن.
يُعتبر الصاروخ المتوسط المدى سلاحاً للقتال غير المتكافئ، قادرا على إصابة مجموعة متعددة من الأهداف على بعد 2500 متر، بدءا من من دبابات الجيل الجديد والمركبات المدرّعة الخفيفة وصولا إلى جنود المشاة المتحصّنين في المباني والملاجئ.
ويُعدّ هذا الصاروخ الجديد بديلاً محليّاً "مطوّراً" لصاروخ جافلين Javelin من لوكهيد مارتن Lockheed Martin ورايثيون Raytheon، وسبايك (Spike) من رافاييل Rafael.
وكانت فرنسا اشترت، عام 2010، صاروخ Javelin الأميركي عبر عملية بيع عسكرية خارجية لـ76 نظام إطلاق و260 صاروخ، للتعامل مع المتطلبات الطارئة لمسرح العمليات الأفغاني، في حين احتاجت القوات العاملة على الجبهة صاروخا ذاتي التوجيه عاملا بالأشعّة تحت الحمراء بتقنية "أطلق وانسَ".
لذا تم استلحاق "طلب" لهذا الصاروخ الجديد MMP، القابل للإطلاق بنمط مزدوج (فيديو وأشعة ما تحت الحمراء)، والذي سيلبّي حاجات الجيش الفرنسي.
يتميّز الصاروخ المتوسط المدى من MBDA بباحث مزدوج النمط من شركة ساجيم Sagem يجمع بين كاميرا تلفازية بصرية، ومستشعرات غير مبرّدة عاملة بالأشعّة تحت الحمراء. ويعزّز استخدام باحث عامل بالأشعّة تحت الحمراء من دقّة التصويب ويخفّض كلفة النظام، كما يسمح بعكس تسلسل الإطلاق.
وتسمح ميزة الملاحة العاملة بالقصور الذاتي بإدخال الإحداثيات في نظام الصاروخ، من قبل الجندي أو عبر جهاز اتصال لاسلكي محمول خاص بنظام المشاة المستقبلي المدمج Felin، من أجل توجيه الصاروخ قبل أن يُطبِق الباحث على الهدف خلال مرحلة الهجوم النهائية، ما يؤمّن قدرتي الاستهداف خارج مدى البصر NLOS والإطباق على الهدف بعد الإطلاق (تثبيت التسديد) LOAL.
يقوم المشغّل باختيار نقطة الهدف النهائي في نطاق الصورة التي يؤمنها الباحث خلال طيران الصاروخ، الذي يُطلق استناداً إلى إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي. يوفّر هذا الحلّ قدرات فريدة من نوعها لهذا النوع من التطبيقات والصواريخ، بحسب شركة MBDA.
ويُطوّر برنامج الصاروخ المتوسط المدى بتمويل داخلي، وهو خاصّ بشركة MBDA بشكل كامل، حيث لا تنوي الشركة التعاون مع دول من خارج فرنسا، من هنا يأتي التأخّر في تطوير الصاروخ الجديد وشرائه من قبل القوات الفرنسية.
جمعت MBDA نظراً لكونها متعاقداً أساسيًّا، فريقا صناعيا لتأمين النظم الفرعيّة ومكوّنات للصاروخ المتوسط المدى. إذ طوّرت شركة روكسيل Roxel المعزّز ومحرّك الصاروخ الأساسي، في حين تعمل ساجيم Sagem على تطوير باحث غير مبرّد عامل بنمطي الكاميرا التلفازية والأشعة تحت الحمراء، كما ستكون مسؤولة عن تطوير منصة الإطلاق وإنتاجها.
من جهة أخرى، ستكون شركة SBDS مسؤولة عن رأس الصاروخ المزدوج المضاد للدبابات والعالي التفجير، بينما توفر شركة ميكسانز MEXANS نظام تحرير الصاروخ العامل بالألياف البصرية.
تعكس وحدة إطلاق الصاروخ المتوسط المدى خبرة ساجيم المشتركة في تطوير وحدة التصوير بالأشعة تحت الحمراء الواسع النطاق والمبرّد، بالإضافة إلى مؤشر المدى الليزري ومعالجة الإشارة والصورة، حيث ستلجأ الشركة إلى استعمال الجيل الثالث من وحدات التصوير الحراري "ماتيس" Matis، دامجة معها أحدث تقنيات كاشف الأشعة تحت الحمراء المطورة من قبل شركة سوفرادير Sofradir.
تجدر الإشارة إلى أنّ MBDA تخطط أيضاً لتطوير صاروخ ذو مدى موسّع يسمّى MHT أو Missile Haut de Trame، يتشارك بـ50% من أجزائه مع الصاروخ المتوسط المدى، ويمكن تركيبه على متن طوافة أو مركبة أرضية.
يصل طول الصاروخ المدى الموسّع إلى 1700 ملم، فيما سيبلغ وزنه ضعف وزن الصاروخ المتوسط المدى، في حين سيستعمل ذخيرة تزن حوالي 30 كلغ.
سيُصمّم صاروخ المدى الموسَّع لإصابة أهداف صاروخ MMP نفسها، ولكن بمدى أكبر بمرّتَين (8 إلى 10 كلم)، ما يوفّر قدرة استهداف خارج مدى البصر، واستخدام نظام تثبيت التسديد بعد الإطلاق LOAL مع قدرة تحديد هدف ثالث وتشكيل مسار.
من ناحية أخرى، بدأت MBDA، في أيلول/ سبتمبر 2011، أعمال الدمج على البرج T40 من نكستر Nexter، مع هدف بإنجاز دمج تصميم مستعرِض فعّال مع بداية العام 2015.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق