إن الألغام البحرية التي يمكن أن تزرع في مياه الخليج العربي قد تؤدي إلى قطع
عمليات نقل النفط والمواد الأخرى عبر المنطقة بأسرها. ومن الممكن أن تمنع عمليات
زرع الألغام إمكانية دخول مضيق هرمز، أو تؤدي إلى حصار مرافئ الخليج أو المحطات أو
أي بنية تحتية أخرى خاصة بصناعة البترول، وحتى أنها قد تستخدم كسلاح هجومي.
وعلى الرغم من غياب أي تهديد محدّد حالياً، فإنّ سلاح
البحرية الأميركي يتولى نقل القوات المتخصصة بصيد الألغام وغيرها من القوات المهمة
في هذا المجال إلى الخليج العربي، دون ضجة إعلامية، من أجل ردع الجيش الإيراني من
إغلاق مضيق هرمز أو استكمال أي نشاطات أخرى خاصة بوضع الألغام.
فمع وصول أربع سفن أميركية للإجراءات المضادة للألغام
من فئة MCM-1 أواخر الشهر الماضي إلى البحرين، تمكن سلاح البحرية الأميركي مباشرة
من رفع جهوزيته بشكل ملحوظ في العمليات المضادة للألغام. والسفن الأربع هذه التي
تعمل على تحقيق عملية انتشار مدتها سبعة أشهر في منطقة أمرة الأسطول الخامس، تنضم
إلى أربع سفن MCM-1 موضوعة في خدمة البحرية الأميركية في المنطقة.
في هذا الإطار تحدث الرائد البحري كايل راينز،
المتحدث باسم سلاح البحرية الأميركي في مقر قيادة الأسطول الخامس في البحرين إلى
موقع الأمن والدفاع العربي SDA وقال "يعتب عمل سفن الإجراءات المضادة للألغم
دفاعيّاً بطبيعته، بشكل كلّي، وهي متواجدة في المنطقة لتوفير ملاحة بحرية آمنة
للسفن التجارية وسفن الصيد. كما تستطيع هذه السفن تنفيذ مهام المواكبة البحرية،
وإقامة الروابط المباشرة مع الأساطيل العسكرية والتجارية، وتنفيذ عمليات مشتركة مع
قوات التحالف."
بالإضافة إلى السفن المضادة للألغام الثماني ، تستمر
البحرية الأميركية بالاعتماد على عدد غير محدّد من مروحيات MH-35 Sea Stallion
وطاقم مدرّب على التخلص من الذخائر المتفجّرة، تم نشرهم في المنطقة لدعم قدرتها على
مكافحة الألغام.
في الوقت الذي ليس من المخطط إجراء أية مناورات أو
عمليات أخرى للسفن الأربعة التي وصلت حديثاً، اعتبر راينز أنه "على الرغم من أنّ
وجود سفن MCM إضافية يوفر للأسطول الخامس الأميركي قدرة على تنفيذ عمليات مضادة
للألغام متعددة ومختلفة، عبر منطقة أوسع في آنٍ معاً."
ولدى سؤال راينز التعليق على التوقيت والعوامل الأخرى
المرتبطة بفتح مضيق هرمز أو غيره من الأهداف المغلقة بسبب الألغام في حال وقوع أمر
كهذا، أوضح هذا الأخير أن "هناك عدد من العوامل التي تحدد الوقت المطلوب لتوظيف
قدرات الإجراءات المضادة للألغام المتواجدة لدى الأسطول الخامس بشكل فعّال. ونحن
نتبع سياسة مستمرة بعدم الدخول في نقشات تتعلّق بعمليات مخطط لها ولا حتى نتوقع
سيناريوهات محتملة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق