02‏/08‏/2012

المسؤولون الايرانيون: دورنا يأتي بعد الاسد!

الأسد...الى متى؟


في اليوم الذي اكد فيه وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان "تداعيات الازمة السورية ستشمل الجميع"، حذر امين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي ان الولايات المتحدة وسائر اعداء الجمهورية الاسلامية سيتفرغون لإيران بعد إسقاط حكم بشار الاسد في سورية.

ووصف محسن رضائي الاحداث في سورية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران بانها "مقدمة للنزاع". كما اكدت صحيفة "كيهان" التي يديرها حسين شريعتمداري مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في عنوانها الرئيسي لعددها الصادر يوم الاحد الماضي على "دعم ايران الحاسم لسورية بالتزامن مع مفاوضات مبعوث بشار الاسد في طهران". اذ زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نفس اليوم، ايران والتقى بالمسؤولين الكبار في النظام الايراني.

ووفقا لصحيفة روز – النهار – الايرانية ان وزير خارجية سورية اكد في طهران بانه يحمل "رسالة شكر من قائد سورية للمواقف المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه سورية".

فمنذ بدء الاحتجاجات السياسية المناوئة للحكم الاستبدادي في سورية وخلال العام ونصف العام الماضيين، تصف حكومة الجمهورية الاسلامية، احداث سورية بـ"المنحرفة"، وذلك خلافا للاحتجاجات المماثلة في مصر وتونس وليبيا.

اذ قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي بان سورية تقع في "الخط الامامي للمقاومة" وتواجه المؤامرات الاميركية والاسرائيلية بسبب مواجهتها مع السياسات الاسرائيلية والاميركية في منطقة الشرق الاوسط.

كما اكد قبل فترة في لقائه مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تعارض بشدة اي مبادرة يطرحها الاميركيون حول الشأن السوري" قائلا: "نحن ندعم دوما الاصلاحات في سورية ويجب ان تستمر الاصلاحات التي بدأت في سورية".

وقال خامنئي حول اسباب دعمه للثورات في مصر وتونس وليبيا ومعارضته للاحتجاجات في سورية "أينما كانت الشعارات ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فانها حركة على اساس الصحوة الاسلامية وأينما كانت خارج هذا الإطار، كموضوع سورية، فانها حركة انحرافية".

وخلافا للجمهورية الاسلامية التي وصفت الاحتجاجات في العامين الاخيرين في الدول الاسلامية في شمال افريقيا والشرق الاوسط ب "الربيع الاسلامي"، يصف الثوار والمواطنون في هذه الدول وكذلك وسائل الاعلام والاوساط الدولية، هذه التطورات التي ادت الى إسقاط عدد من المستبدين القدامى ب"الربيع العربي".

الى جانب روسيا وهي العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، تعد ايران من الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري بقيادة بشار الاسد في مواجهة الاحتجاجات التي انطلقت في سوريا في 15 مارس 2011 بشكل سلمي وتحولت الى صراع مسلح بعد ان استخدمت الحكومة السورية العنف لإخمادها.

وتدعي الحكومة السورية بانها تحارب "الارهابيين المسلحين" التابعين للمجموعات الاسلامية المتطرفة مثل القاعدة، وتتهم السعودية وقطر وتركيا بدعمها. كما تقول ان الولايات المتحدة واسرائيل تقف بشكل غير مباشر وراء هذه الاحداث.

ايران ايضا تتبنى هذه الفكرة حيث صرح وزير الخارجية الايرانية علي اكبر صالحي الاحد الماضي ان "اسرائيل تقع في مقدمة المتآمرين ضد سورية".

ووصف صالحي ايران "البيت الثاني" لوزير خارجية سورية وليد المعلم، قائلاً: "اسرائيل تريد تنحية الحكومة السورية لكن هذا وهم وخيال".

الازمة ستشمل الجميع وقد اكد صالحي مرة اخرى على دعم ايران لحكومة بشار الاسد، مطالبا منح النظام السوري الفرصة لتنفيذ الاصلاحات.

ونوه وزير الخارجية الايراني بـ"اجراءات بعض الدول لإضعاف حكومة بشار الاسد في سورية اكثر فاكثر". قائلاً: "لاسمح الله اذا استمرت هذه الاجراءات على طريق الخطأ، ستشمل تداعياتها جميع دول المنطقة، بل ولايمكن التوقع بتداعياتها الفظيعة والسيئة".

كما اكد وليد المعلم في مؤتمره الصحافي المشترك مع صالحي على تطابق المواقف الايرانية – السورية حول الاوضاع في المنطقة، مشددا على وجود "مؤامرة لصالح اسرائيل". واتهم المبعوث الخاص لبشار الاسد الى ايران، بعض دول الخليج بانها "تتآمر ضد سورية في خندق واحد" مع اسرائيل. وقال ان هناك "ليبيين وتونسيين ومصريين" بين "الارهابيين" الذين دخلوا سورية عن طريق الحدود التركية، وقد تم اعتقال بعض الذين دخلوا من العراق الى سورية "وهم من تنظيم القاعدة".

ونشرت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر امس بياناً لـ245 نائباً في البرلمان الايراني يعلنون عن دعمهم "لسورية شعبا وحكومة".

واعرب النواب الايرانيون عن سرورهم لفشل ما وصفوه بـ"تدخلات ومؤامرات الدول الاستكبارية، الولايات المتحدة واسرائيل والغرب والمساندة الشاملة للانظمة الرجعية من جهة، والمجموعات المتطرفة والعنيفة التي اصبحت آلة بيد القوى المعادية للاسلام من جهة اخرى".

الى ذلك قال امين مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق لقوات الحرس الثوري الايراني محسن رضائي ان الجهود التي تبذل لإسقاط الحكومة السورية، مقدمة لمواجهة ايران.

وفي تصريحات تختلف مع تصريحات مسؤولين ايرانيين اخرين قال رضائي انه يعتقد بان "الولايات المتحدة تستطيع مهاجمة ايران" لكنها لم تقم بذلك حتى الان بسبب اجراءات ايرانية متقابلة.

وردا على مذيع القناة الرابعة للتلفزيون الحكومي الايراني الذي قال ان المصادر الغربية تقول ان الولايات المتحدة لاتستطيع ان تهاجم ايران، اكد رضائي: "لااقبل بان الولايات المتحدة لاتستطيع ان تهاجمنا، بل نحن الذين نمنعهم من ذلك". واضاف: "عندما نغفل عن امرنا سيهاجموننا. اذ وضعوا في عهد بوش، مقاتلاتهم على المدارج للهجوم علينا لكن يقظتنا واختبار الصواريخ الايرانية والامور التي تم كشفها بعد الهجوم الاميركي ضد العراق، حالت دون الهجوم علينا. لذا من المهم جدا بل من الواجب ان نحافظ على حالة الردع بشكل مستمر امام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

ووصف امين مجلس تشخيص مصلحة النظام، الاحداث في سورية بانها مقدمة لمواجهة ايران وقال: "انهم يعلمون من الصعب الهجوم ضد ايران بوجود سورية وحزب الله اللبناني، لان يدنا طويلة وتصل الى حدود البحر المتوسط، فهم يريدون اسقاط سورية وإضعاف حزب الله كي يتم احتواء الصواريخ التي تستطيع ان تضرب اسرائيل من مسافة 70 كلم ليقوموا بعد ذلك باحتواء العراق ليأثروا بعدها على ايران، لكنهم قبل هذه المراحل ومن اجل إضعاف ايران بدأوا بالعقوبات الاقتصادية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق