19‏/08‏/2012

احتياطات مشددة لمنع عملاء سورية في لبنان من تهريب ميشال سماحة أو تصفيته



كشفت مصادر في قوى "14 آذار" لـ"السياسة", أمس, أن الأجهزة الأمنية اتخذت احتياطات شديدة وتدابير أمنية غير مسبوقة حول الوزير والنائب السابق ميشال سماحة, المعتقل بتهمة التحضير لتفجيرات في لبنان بأوامر من النظام السوري, خشية تهريبه من السجن أو تصفيته في داخله.
واوضحت المصادر أن هذه الاجراءات اتخذت بعد تلقي السلطات اللبنانية تحذيرات داخلية وأجنبية و"نصائح صديقة" من إمكانية "إقدام نظام الأسد, إذا فشل في تهريب سماحة من سجنه لدى الجيش, على اغتياله بواسطة بعض العناصر الأمنية العسكرية التابعة لحزب الله أو "حركة أمل" أو "التيار العوني", والزعم أنه "انتحر شنقاً" أو بقطع شرايين يده أو بتناول حبوب السيانيد القاتلة التي تتداولها عادة الاستخبارات للخلاص من أعدائها".
وتوقع مسؤول حزبي كبير في قوى "14 آذار" أن يكون هناك "سباق حثيث ومستميت بين حسن نصرالله ونبيه بري وميشال عون وسليمان فرنجية, من أجل تنفيذ أوامر مدير الأمن القومي السوري علي مملوك المتهم بتزويد سماحة المتفجرات لاستخدامها بهدف إشعال فتنة طائفية أو مذهبية في لبنان, في تهريب سماحة من السجن قبل أن يصل إلى المحاكمة ويكشف الأسماء السورية رفيعة المستوى الضالعة في اغتيالات الزعماء اللبنانيين".
وقال المسؤول ل¯"السياسة" ان قيادة الاستخبارات العسكرية اللبنانية "تلقت تعليمات من أرفع المستويات في الحكم بوجوب الحفاظ على حياة سماحة ومراقبته داخل سجنه طوال 24 ساعة, وفحص وجبات الطعام التي يتناولها وكميات المياه التي يشربها, وإجراء تفتيش دقيق لزواره لمنع تهريب أي ممنوعات إليه من شأنها أن تشكل خطرا على حياته", مشيراً إلى أن الرئيس ميشال سليمان ووزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي" في الحكومة حملوا قيادة الجيش والمسؤولين عن المحكمة العسكرية وسجنها وعن المعتقلات التي يمكن ان ينقل سماحة الى احدها قريباً, أي مساس بالسجين الذي وصفه ديبلوماسي غربي في بيروت بأنه "أحد أهم الدجاجات التي تبيض ذهباً للدولة اللبنانية في صراعها مع حزب الله والنظام السوري وأذنابه في لبنان".
وأكد المسؤول الحزبي ان "خطورة سماحة لا تكمن فحسب بمحاولة تهريبه 24 عبوة ناسفة من الحجم الثقيل لاغتيال شخصيات وتفجير مراكز قد يكون بينها مراكز للجيش اللبناني, وإنما تتعداها الى أنه يمتلك كنزاً لا يقدر بثمن يمكن أن يبادل به رأسه من هذه التهمة التي لا يمكن الهروب منها وخصوصاً مما ينتظره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي حذرت بدورها الحكم اللبناني من الاستلشاء بالحماية الامنية للمعتقل, لأنها ترى فيه ربما الصيد الأكثر سمنة حتى الآن منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005, والذي يمكن ان يوقع بشار الاسد وقيادته العليا (الأمنية والسياسية) في شباك المحكمة الدولية والقضاء اللبناني".
بدوره, أكد مصدر أمني استخباراتي لبناني رفيع أن هناك قلقاً كبيراً من إمكانية تصفية سماحة لوأد الملف بالكامل, حيث بات هذا الخيار مطلباً ملحاً من قبل النظام السوري.
وكشف أن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد هو العقل المدبر للسيناريو الإرهابي التفجيري الذي أعده مع سماحة بالتنسيق مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك, بهدف إحداث فتنة طائفية في لبنان.
وأكد المصدر ان السيد شارك شخصياً بإعداد هذا السيناريو, لكن حساسية وضعه, سواء من الناحية الأمنية أو القضائية وإمكانية أن يكون مراقباً على مدار الساعة, منعته من أن يكون المنفذ, فتم تكليف سماحة بذلك.
وكشف المصدر لموقع "بيروت أوبزرفر" الالكتروني, أن ميلاد كفوري, الذي أوقع سماحة في شرك "فرع المعلومات" التابع لقوى الأمن الداخلي, معروف جيداً من قبل جميل السيد, وهو الذي اختاره للقيام بالمهمة, كونه عمل لديه منذ العام 92 وحتى حادثة اغتيال العام 2005, قبل أن ينتقل للعمل مع الوزير محمد الصفدي في مجال الحماية الأمنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق