21‏/08‏/2012

إيران والقدرة على التصدي للحرب الالكترونية


حمد سالم المري
أصبحت تكنولوجيا الاتصالات من أهم مقومات حياة الدول فقد أصبحت هذه التكنولوجيا داخلة في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والمدنية.فلا نجد بنوكا أو مصارف الا وترتكز على هذه التكنولوجيا في تعاملاتها المالية سواء على مستوى محلي أو على مستوى خارجي. ولا نجد قوات عسكرية الا وتعتمد على هذه التكنولوجيا في اسلحتها، ولا نجد مطارات أو طائرات سواء أكانت عسكرية أو مدنية الا وتستخدم هذه التكنولوجيا في تشغيل راداراتها وفي قيادة طائراتها. بل وقد أصبحت هذه التكنولوجيا من وسائل الاتصال الاجتماعي بين الشعوب فلا يقع حدث في أقصى بقاع العالم الا ونشاهده بالصوت والصورة مباشرة وقت حدوثه حتى التجارة العالمية تعتمد على هذه التجارة في تعاملاتها وفي تسويق بضائعها مما أدى الى ازدهار سوق تجارية ضخمة تدر مليارات الدولارات سنويا على اصحابها.وكان من الطبيعي ان تكون جمهورية ايران من ضمن هذه الدول المستخدمة لهذه التكنولوجيا. وهنا نسأل هل من الممكن ان تستخدم هذه التكنولوجيا لشن حروب تقنية جديدة على ايران تختلف كليا عن الحروب التقليدية؟ وهل ايران قادرة على التصدي لهذه الحرب حاليا؟. فمن المعروف ان أمريكا هي الدولة الرائدة تكنولوجيا في العالم فأكبر شركات تكنولوجيا الاتصالات هي أمريكية كما ان شبكة الانترنت هي اختراع أمريكي تم تطويرها لعدة سنوات حتى أصبحت على ماهي عليه حاليا وأن معظم السيرفرات الخاصة بالشبكات الالكترونية العالمية موجودة في ولايات أمريكية وتشرف عليها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة أجهزة الاستخبارات الامريكية وقد استطاعت هذه الأجهزة تعقب الكثير من التعاملات التجارية والتجسس على الكثير من الاتصالات خلال حربها ضد الارهاب والتي أنتجت تدمير القاعدة واحتلال افغانستان والعراق.أما ايران فحالها حال معظم دول العالم خاصة دول الشرق الأوسط تستخدم هذه التكنولوجيا دون ان تكون لديها القدرة على انتاجها ولهذا فهي معرضة لحرب تكنلوجية متقدمة دون ان تكون لها القدرة على التصدي لهذه الحرب بنفس الكفاءة.وقد أثبتت ايران عجزها عن التصدي لمثل هذه الحرب التكنولوجية عندما هاجم فيروس ستاكس نت منشآتها النووية فعطل ما يقارب ألف جهاز طرد مركزي من أصل خمسة آلاف جهاز تملكه ايران خلال أسبوع واحد فقط من اطلاقه مما عطل عمل برنامجها في عدة محطات نووية لعدة أشهر.كما ان ايران ستثبت عجزها لو قامت الادارة الأمريكية بتطوير فيروسات تكنولوجية مثل فيروس اللهب وفيروس دوكو المتخصصة بسرقة البيانات وجمع المعلومات فتعطل كافة الاجهزة الالكترونية التي تستخدمها ايران في مصارفها وفي انظمة ملاحتها الجوية والبحرية المدنية والعسكرية.واذا حاولت ايران تنفيذ تهديداتها المتكررة باغلاق مضيق هرمز فانها ستدخل نفسها في حرب دولية لن تستطيع روسيا والصين الوقوف في وجهها مما يضطرها الى التخلي عن طهران.كما ان استخدام أمريكا للحرب الالكترونية ضد ايران لن يضطرها اللجوء الى الأمم المتحدة واصدار قرارات دولية قد تستخدم فيها روسيا والصين حق النقض الفيتو وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يدشن مشروع متخصص في تطوير برنامج هجمات الكترونية وجاء الرئيس باراك أوباما ليسرع وتيرة العمل على هذا المشروع حتى تتمكن أمريكا من القدرة الكاملة على شن حرب الكترونية تلحق خسائر هائلة ضد اعدائها في الوقت الذي لا تتكبد فيها اي مصاريف أو خسائر مالية كبيرة في حالة لو شنت حربا تقليدية.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق