13‏/08‏/2012

الحوثيون يعزلون صعدة عن باقي مناطق اليمن



كشف مسؤول حكومي يمني أن محافظة صعدة (شمال البلاد) أصبحت معزولة عن الدولة وسلطاتها، مشيراً إلى أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته يمارسون مهام الدولة في المحافظة، وذلك بالتزامن مع تأكيدات مصادر محلية أنهم جمعوا من المواطنين منذ بداية شهر رمضان أكثر من 1.5 مليار ريال (7.5 مليون دولار أمريكي) كإيرادات زكوية.

وفي تصريح لـ"العربية نت" قال أمين عام محافظة صعدة محمد العماد إن جماعة الحوثي تمارس عمليات انتهاك لحقوق الإنسان وقتل للأبرياء من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة لها في ظل ما وصفه بـ"الصمت المطبق للدولة".

وأضاف العماد الذي نزح في فترة سابقة إلى العاصمة صنعاء بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين ينتمون لجماعة الحوثي: "أناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والجهات المعنية بالشأن الإنساني محلياً ودولياً بمدّ يد العون للمحتاجين من مشردي ونازحي صعدة وليس تقديمها للحوثي الذي يوزعها على جماعته".

وطالب العماد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الانتهاكات والجرائم التي تمارسها "ميليشيات" الحوثي في صعدة والمناطق التي تسيطر عليها.

ولفت إلى أن جماعة الحوثي قد "تعدت جميع الحدود مستغلة الظروف السياسية التي تمر بها اليمن"، مطالباً ببسط نفوذ الدولة على محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها وعودة النازحين إلى مناطقهم.

وكان رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين أحمد الكحلاني قد كشف في وقت سابق عن أن أكثر من 365 ألف شخص شرّدتهم جماعة الحوثي من محافظة صعدة ومناطق مجاورة أخرى، مشيراً إلى أن هذا العدد يشمل فقط المسجلين لدى الوحدة التنفيذية والذين تقدم لهم مساعدات غذائية, وأن هناك الكثير من النازحين غير مسجلين لدى الوحدة ويصعب تحديد رقم دقيق بشأن أعدادهم.

جمع الزكاة بالقوة

وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي شكلت منذ بداية شهر رمضان فرقاً لجباية الأموال من المواطنين تحت مسميات مختلفة مرة باسم زكاة الأموال، ومرة أخرى باسم زكاة الباطن، وثالثة باسم زكاة الفطرة، ورابعة باسم "صندوق سبيل الله"، وخامسة باسم تحسين المدينة.

ووفقاً للمصادر فقد شكا أهالي صعدة من ارتفاع المبالغ التي يفرضها عليهم متنفذو الحوثي باسم زكاة الباطن، حيث ارتفعت هذا العام بنسبة 120% بالنسبة للأعوام الماضية وتطلب منهم عنوة ودون سند رسمي حتى يتأكد دافعو الأموال من وصول تلك المبالغ إلى خزينة الدولة.

وكان أبناء محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان المجاورة قد عقدوا قبل يومين لقاء تشاورياً موسعاً بصنعاء أعلنوا فيه رفضهم لـ"الحوثي" كممثل لهم في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني التي شكلها الرئيس هادي الشهر الماضي.

يُشار إلى أن ناشطون حقوقيون يمنيون كانوا قد دشنوا الشهر الماضي حملة مليونية لمحاكمة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته جراء ما قالوا إنها جرائم ارتكبها وأنصاره ضد المواطنين الأبرياء في محافظات صعدة وحجة والجوف شمال البلاد، ومساعيه لخلق بؤر توتر على الحدود اليمنية السعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق