06‏/08‏/2012

مقتدى الصدر فاضحا علاقة رئيس الوزراء العراقي بطهران: قاسم سليماني كان حاضرا اجتماعي مع المالكي ومؤيدا له


تكشف المذكرات التي نشرها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر على موقع الهيئة السياسية للتيار الكثير من النقاط المبهمة في نظر كثيرين ما خص اللقاء الذي عقد في أربيل قبل شهور، وحضره الصدر بالإضافة إلى رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي بالإضافة إلى رئيس الجمهورية جلال الطالباني، والذي تمخض عن مجموعة من المقررات كان أبرزها اللجوء إلى خيار سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي بسبب استمرار الخلافات بين الأطراف السياسية.
هنا أبرز تلك النقاط ونبدأ بالتداخل الإيراني في القرار العراقي الحكومي.
السيد الصدر، وبجرأة نادرة يصف لقاءه برئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في طهران فيقول:
"ولذا فإنّني حينما جاءني خبر زيارة المالكي إلى (طهران) توقعت أنْ يكون هناك طلب من المسؤولين في (طهران) لِلّقاء به بصورة أو بأخرى... وأنا على علم ويقين بأنَّ هذا الطلب جاء على رغبة من المالكي نفسه, إلا انهم اعني (المالكي + طهران) لا يريدون أنْ يبُيّنوا أنَّ من أراد اللقاء هو المالكي, بل هو طرف وسيط إسمه (طهران)... عموماً قد يُقال لا فرق بين أنْ تكون أنت الطالب لِلّقاء أم هو أم طرف ثالث, فالمهم جلّ المهم هو المصلحة العامة, التي توصل البلد إلى النجاة وتُبعِد شبح الخلاف والاختلاف والتناحر وما إلى ذلك, مما قد يوصِل العراق إلى ما لا يُحمَد عقباه ولو بعد حين".
وفي هذا المقتبس يكشف الصدر عن رغبة إيرانية برعاية لقاءه بالمالكي، وأن تكون طهران هي المكان لمثل هذه اللقاءات، خاصة وأن الأمور بين الكتلة الصدرية وتحالف دولة القانون قد وصل أنذاك في حرب إعلامية كبيرة إلى طرق شبه مسدودة، فأرادت إيران أن تتدخل لفض مثل هذا النزاع.
وفي فقرة أخرى يصف السيد الصدر شيئاً تدخلات قاسم سليماني في ذلك اللقاء، فيقول:
"ولا يفوتني أنْ أخبركم أنّ هذا اللقاء كان في بدايته بحضور الوفد المرافق لي وهو: (السيد علي ابن الشهيد السعيد السيد مؤمل الصدر, والسيد مصطفى اليعقوبي والسيد عون آل النبي) وكان بصحبته الشيخ عبد الحليم الزهيري فقط, إلا انّ الوفد المُرافق لي خرج ولم نبقَ إلا أنا والسيد مصطفى اليعقوبي والشيخ الزهيري إضافة إلى (ضيف الشرف) وهو المالكي. وكان في بعض فترات اللقاء يتواجد: (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في إيران بل وخارجها...!! وفي نهاية المطاف أو اللقاء أخبرتُ المالكي بأنني سأذهب إلى (اربيل) أو كردستان, فهل من حاجة أُبلغها لهم لتقريب وجهات النظر, فما كان جوابه إلا مصحوباً بتأييد (قاسم سليماني): بأنْ لا تذهب, فذهابك فيه مُخاطَرَة أمنية وإضعاف شعبي, وقد وصفوا الأكراد بوصف لا أريد ذكره هنا.. فأبيتُ ذلك, وقلتُ إنّها زيارة طبيعية ولا ضرر فيها أبداً. إذن هذه الزيارة – أعني زيارتي إلى اربيل – هي انتحار بنظر (المالكي) و (طهران) وبعض الأطراف الأخرى, وقد تكون خراباً بنظر لآخرين, والذين يقولون إنَّ مَنْ في اربيل كلهم ضد الحكومة ورئاسة الوزراء... وهذا ما قد ينتج أموراً تُسـيء إلى العراق وأهله لا سمح الله".
وتكشف هذه الفقرة عن النفوذ الذي يمارسه سليماني على رئيس الوزراء العراقي، فعلاوة على كونه من ضمن فريق المالكي في التفاوض مع السيد الصدر، فإن هذا الأخير يصفه بكونه قائد فيلق القدس لا في إيران وحدها، بل وخارجها.. ما يفسر تصريحات سابقة منسوبة لسليماني قال فيها ما مفاده أن لإيران قدرة على صياغة الحكومة في العراق وغير مكان.
ويلاحظ في هذا الصدد التوافق العجيب بين المالكي وسليماني ما خص عدداً من القضايا، كان أبرزها بحسب السيد الصدر مسألة النظر إلى الأكراد (سنخصص حلقة لهذا الموضوع).
ويكمل السيد الصدر بهذا الخصوص، فيقول:
"لكن أكثر ما لفت نظري هو قول مَنْ في طهران سواء (قاسم سليماني) وكذلك (المالكي) من أنَّ ذهابك إلى كردستان سيكون مُنقصاً لشعبيَتك... ولعل هذا ما حدث بعض الشـيء, وما يحدث من ضجة إعلامية ضدنا مُفبركة ومُمنهَجة, حتى إنَّهم يعلنون بين حين وآخر, أنَّ غلق الطريق إلى النجف القديمة يكون بسببي, على الرغم من أنَّي أقيم خارجها وفي (حي الحنانة), فما دخل النجف القديمة بالوفود التي تزورني؟؟!!... وأي وفود هذه؟.. هو وفد واحد فقط جاء ليس إلا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق