28‏/08‏/2012

إيران تخطط لضرب النظام البديل عن الأسد انطلاقاً من العراق

 
بدأ "الحرس الثوري" الإيراني تنفيذ خطة عاجلة في العراق لمواجهة تداعيات محتملة في سورية منها تدخل عسكري غربي وشيك وبدء انهيار نظام بشار الأسد, في ظل تنامي التوجه لدى القيادة الايرانية لتركيز ثقلها الستراتيجي على الساحة العراقية في الفترة المقبلة.
وكشف مصدر مطلع في "حزب الفضيلة" الشيعي لـ"السياسة" أن خطة "الحرس الثوري" في العراق تتضمن ما يلي:
- إعادة تسليح الميليشيات الشيعية وفي مقدمها "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي وحركة "حزب الله" بزعامة حسن الساري و"منظمة بدر" برئاسة الوزير هادي العامري.
- إعادة نشاط "جيش المهدي" التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وأجرت قيادة "الحرس الثوري" اتصالات في الاسابيع الماضية مع قيادات في "التيار الصدري" حيث طلبت منها رفع تجميد نشاط هذا الجيش, ووعدت بأن إيران ستتولى تزويده أسلحة جديدة ومتطورة ليكون شبيهاً بـ"حزب الله" في لبنان.
- مضاعفة نشاط المجاميع الخاصة التابعة لـ"فيلق القدس" الايراني بزعامة قاسم سليماني داخل المحافظات الجنوبية العراقية ذات الغالبية الشيعية.
- تدريب بعض المجموعات الشيعية العراقية داخل ايران لتنفيذ عمليات خاصة في حال سقط نظام الأسد.
وقال المصدر في "حزب الفضيلة", وهو أحد الفصائل السياسية في "التحالف الوطني" الشيعي الذي يقود الحكومة برئاسة نوري المالكي, ان التحالف يواجه حملة من الضغوط الايرانية لا نظير لها منذ سقوط نظام صدام حسين العام 2003, وزادت هذه الضغوط بعد زيارة رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية مارتن ديمبسي بغداد الثلاثاء الماضي, بسبب المخاوف الايرانية من أن يتم جر الموقف السياسي العراقي الى المحور الغربي - الخليجي - التركي أو أن يتم تعزيز حيادية هذا الموقف العراقي, ما يعني ان الستراتيجية الايرانية ما بعد الأسد لن تنجح إذا لم يتعاون العراق لتنفيذها.
في سياق متصل, قال النائب في ائتلاف "العراقية" محمد إقبال عمر لـ"السياسة" ان الستراتجية الايرانية في المنطقة, والتي تمتد من العراق مروراً بسورية وحتى لبنان, تتطلب من القيادة الايرانية اتخاذ اجراءات محددة داخل الساحة العراقية لمواجهة مرحلة ما بعد سقوط الاسد.
واوضح أن هذه الاجراءات الايرانية لا يمكن التكهن بطبيعتها ولا بمستوياتها, لكن هناك مؤشرات تفيد بوجود تحشيد طائفي من قبل بعض الجهات السياسية الشيعية العراقية, كما ان هناك تقارير مفتعلة تتحدث عن انهيار أمني وشيك ما يدفع بعض الاطراف خارج الدولة الى التسلح, والامر الخطير ان قطاعات من الجيش العراقي بدأت حفر خنادق قتالية حول بغداد وبعض المحافظات الجنوبية, وكأن حرباً وشيكة ستقع وكل ذلك يأتي في سياق المخاوف من تطورات الوضع السوري والاستعدادات الإيرانية للتعامل معها.
ورأى عمر الذي ينتمي الى "جبهة التوافق" السنية انه من الضروري على القادة العراقيين ان يجتمعوا لبحث الازمة السورية بكل انعكاساتها.
من جهته, قال المحلل السياسي العراقي عقيل الزهيري لـ"السياسة" ان اهم واخطر مشكلة تواجه القيادة السياسية الشيعية في العراق انها تثق بما تتحدث به الجهات الايرانية بشكل غير محدود, وان كلام المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي غير قابل للتشكيك او الجدل من قبل قادة الاحزاب الدينية الشيعية كـ"حزب الدعوة" بزعامة المالكي و"منظمة بدر" برئاسة العامري وفصائل أخرى.
واضاف ان الستراتيجية الايرانية في العراق لمرحلة ما بعد الاسد تعتمد على قناعتين سياسيتين:
- الأولى تتعلق بكون الاجراءات التي ستتخذها طهران, منها اعادة تسليح الميليشيات واعادة نشاط "جيش المهدي" وزيادة تحركات جيش قاسم سليماني والمجاميع العراقية المرتبطة به, تهدف إلى حماية النفوذ الايراني داخل العراق لأن هناك خشية إيرانية من ان يكون الدور المقبل على هذا النفوذ بعد انهيار النظام السوري.
- الثانية ترتبط بخطة ايرانية لبدء مرحلة ما يسميه النظام الايراني عمليات المقاومة في سورية, فسقوط الاسد لا يعني ان كل شيء سيكون على ما يرام, ولذلك توجد خطة معدة من "الحرس الثوري" وفلول النظام السوري بدعم عراقي لتنفيذ عمليات إرهابية خاصة داخل سورية ضد النظام الجديد الذي سيكون على الارجح معادياً للمصالح الإيرانية في المنطقة العربية, وفي نظر القيادة الايرانية سيمثل العراق العمق اللوجستي أمنياً وعسكرياً لهذه العمليات.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق