16‏/08‏/2012

كاتب عراقي: البحرين الهدف الإيراني المقبل



بعد تهاوي المخطط الارهابي ـ السوري في لبنان على اثر اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة وانهيار الشبكة الارهابية للمخابرات السورية الحرس ثورية وفشلها في اشعال نيران الفتنة هناك تتجه الانظار والعقول والعيون نحو مملكة البحرين المسالمة التي كانت ومازالت هدفا صفويا عنصريا منتخبا يلوح به اهل الارهاب الايراني في الخليج العربي كل وقت وكل حين , اذ ان خيار اشعال الاوضاع في البحرين وتخريب حالة السلم الاهلي واستغلال بعض العصابات الطائفية المجرمة للموقف هو المشروع القائم الدائم لتيارات الفتنة الايرانية المتنقلة, وحيث باتت الخيارات الستراتيجية الايرانية في الشرق القديم ضيقة للغاية, وتقلصت كل ساحات المناورة مع الاستعداد الايراني وتجرع كاس السم والقبول بالهزيمة النهائية لاكبر حليف اقليمي لطهران وهو النظام السوري الذي تعتبر هزيمته بمثابة كارثة حقيقية على الامن القومي الايراني خصوصا وان الاوضاع في العراق الخاضعة حكومته الطائفية للهيمنة الايرانية لا تبشر بخير مع الاستعدادات الشعبية لتحريك الشارع العراقي بعد ان وصلت اوضاع التردي في الامن والخدمات العامة الى مستويات قياسية وغير مسبوقة باتت تنذر بشر مستطير وتؤشر الى قرب الرحيل للقوى الطائفية الفاشلة التي حولت العراق لمستنقع كبير للفشل المقيم.
الايرانيون وهم يناورون لا ينسون ابدا اهدافهم التاريخية ولا يهضمون بسهولة هزيمتهم في البحرين امام الارادة الشعبية والادارة الحاسمة والحازمة لحكومة جلالة الملك حمد بن عيسى الذي استطاع بحنكة ودراية قيادة السفينة البحرينية لبر الامان والتحكم بالوضع الذي عمل النظام الايراني واذنابه على الوصول به الى حافة الهاوية, ولكن مع كل عوامل التطمين والتحسب فان الادوات الايرانية كما نعرفها متغيرة ومتنقلة ومتحركة على اكثر من صعيد, وهي مدربة تدريبا خبيثا على افتعال الازمات وخلق ملفات الفتنة , ولعل من يتابع الاعلام الايراني باللغة العربية سيفهم على الفور من ان الهجمة على استقرار وسيادة مملكة البحرين تظل هي العنصر الدائم في رؤية النظام الايراني, وان اختلاق وفبركة الاخبار المسيئة و تضخيم الحوادث و الاختراقات الامنية واطلاق سيل الاتهامات ضد المملكة هو من مؤشرات الحملة الايرانية المقبلة التي تهدف الى خلط الاوراق والدفاع عن نظام بائس في دمشق لم يعد يستطع الدفاع عن نفسه رغم امتلاكه لادوات الدمار الشامل وللقبضة الحديدية التي بدات بالتراخي والانهيار مع تشديد القوى السورية الحرة لضرباتها الموجعة للنظام واذنابه, ولعل الفضيحة الكبرى في الساحة اللبنانية وانهيار شبكة ميشال سماحة الوزير اللبناني السابق الارهابية واصابة اوكار وعملاء النظام السوري ـ الايراني في لبنان بالصدمة والرعب من جراء ماحدث سيصيب عملاء ايران الاقليميين, وخصوصا في الخليج العربي, بالرعب و الهول والفشل وهو الذي ستترجمه القيادات الامنية الايرانية المكلفة بالملف البحريني لتحركات مضادة قد تكون تصعيدية وعنيفة وتتعمد الاشعال المباشر للساحة الداخلية في ظل قصف اعلامي كاذب ومفبرك وبهدف خلط الاوراق و التشويش على واقع الهزيمة الستراتيجية الايرانية.
البحرين تظل الهدف الثابت للنظرية الامنية العدوانية الايرانية وهي تتعرض لقصف مكثف من سلسلة عملاء ايران الاقليميين الطائفيين في العراق ولبنان والخليج العربي وهؤلاء لاتزال في جعبتهم عفاريت متنوعة يحركونها, ومازالت الخلايا النائمة تنشط احيانا لتضرب و تشوش في عمليات الكر والفر.
البحارنة ومن خلال شرعيتهم وحفاظهم على وحدتهم الوطنية وسلامهم الاهلي ساهموا الى حد بعيد في اجهاض المخططات الايرانية رغم شراستها وافعوانية وخبث من يديرها , ولكن تظل كل الاحتمالات قائمة و يبقى الخطر محدقا , ولكن مع تهاوي واضمحلال النظام الارهابي في دمشق, وهو المحطة الاستخبارية العربية لكل الجماعات الايرانية التخريبية في الشرق ستتغير الامور بالكامل وسنشهد الهزيمة الكاملة للمشروع الارهابي الايراني, ومع كل ذلك تظل البحرين في دائرة الاستهداف المباشر , ويظل هدف تخريبها وحرقها, بل وضمها الهدف المقدس لغلاة الصفويين في طهران وهو الامر المستحيل , فعروبة البحرين وحريتها واستقلالها قدر خالد لن تستطيع كل افاعي العدوان و الحقد من القفز على اسواره المنيعة. سيحترق القتلة و اهل الغدر و الدجل بنيران حقدهم وتظل البحرين لؤلؤة الخليج العربي وحالة حضارية عصية على الاختراق.
داود البصري
* كاتب عراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق