30‏/09‏/2011

أبعاد تصريحات إيران عن عزمها نشر سفن بالقرب من المياه الإقليمية الأمريكية

أبعاد تصريحات إيران عن عزمها نشر سفن بالقرب من المياه الإقليمية الأمريكية

التصريحات الإيرانية عن إمكانية نشر أسطول سفن بحرية إيرانية في المحيط الأطلسي قرب المياه الإقليمية الأمريكية جاءت بعدما رفضت طهران طلبا أميركيا بإقامة "خط هاتفي ساخن" بين البلدين لتجنب إي مواجهات غير محبذة بين جيشي البلدين في منطقة الخليج. فما هي أبعاد وتوقيت هذه التصريحات؟
هدى إبراهيم(نص)
يمكن النظر إلى هذا الإعلان الإيراني على ضوء ما سبق وأعلنته تركيا قبل أسابيع حول عزمها استضافة نظام رادار للإنذار المبكر تابع لحلف شمال الأطلسي سيساعد في رصد أي تهديدات صاروخية من خارج أوروبا بما في ذلك أي تهديد محتمل من جانب إيران.
اغضب هذا القرار طهران التي كانت تتمتع بعلاقات وثيقة مع أنقرة، وهو يأتي بعد بضعة أشهر على إرسالها سفناً حربية عبر قناة السويس إثر سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك لتكون تلك، المرة الأولى التي تنشر فيها إيران سفناً حربية في البحر المتوسط.
الإعلان الإيراني الذي رفعت من خلاله إيران من لغة التحدي والذي جاء على لسان الأميرال حبيب الله سياري، قائد القوات البحرية، ألمح لكون بلاده قادرة على إرسال سفن إلى قرب سواحل الولايات المتحدة على المحيط الأطلسي ما من شأنه أن يصعد من التوتر بين البلدين.
و اعتبر الأميرال حبيب الله سياري انه مثلما لواشنطن الحق بالتواجد قرب الحدود البحرية لإيران سيكون لإيران الحق في وجود قوي قرب الحدود البحرية الأمريكية.
وعن توقيت هذه التصريحات الإيرانية يقول الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة،أنه " يكمن في أن الإدارة الأمريكية توجد الآن في ورطة. فهي بصدد الخروج من العراق وفي نفس الوقت قامت بإحباط مساعي الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وبالتالي فهي الآن في موقف معنوي و إعلامي ضعيف في المنطقة. تريد إيران بهذا التوقيت أن تؤكد مرة أخرى على أنها قوة محورية أساسية في المنطقة سياسيا و حتى بحريا".
و يضيف الدكتور مصطفى اللباد بأن "إيران تستطيع تقنيا أن توصل سفنها قبالة الشواطئ الأمريكية. وأن الهدف سياسي في الأساس و ليس هدفا بحريا أو عسكريا."
وسواء كانت التصريحات الإيرانية تنطوي على نية أو على واقع تتطلع إليه مستقبلا ، فإن إيران ترمي أساسا بحسب مصطفى اللباد إلى ترتيبات إقليمية تخص دورها في المنطقة و أن " منطقة الخليج هي منطقة تبعد كثيرا عن الولايات المتحدة وأن استمرار تواجد الأساطيل الأمريكية في منطقة الخليج يزعج إيران التي هي الآن بصدد الحديث عن ترتيبات إقليمية في المنطقة تعطيها الدور الأكبر. هذا هو المضمون الذي تحاول إيران أن ترسله للولايات المتحدة الأمريكية و إلى دول المنطقة. ترى إيران أن أمن الخليج هو مسؤولية الدول التي تطل عليه وليس مسؤولية الغرب."
يبقى أن الولايات المتحدة قللت من أهمية التلويح الإيراني بإرسال سفن حربية إلى المحيط الأطلسي، على مقربة من مياهها الإقليمية، وقالت أوساط وزارة الخارجية والبيت الأبيض إن طهران ليس لديها القدرات العسكرية لتنفيذ هذه الخطوة، ودعتها بالمقابل إلى الاهتمام "بالتحديات القريبة منها"، مثل عمليات القرصنة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق