قال قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري امس إن إغلاق ايران مضيق هرمز أمام ناقلات النفط سيكون "أسهل من شربة ماء" اذا رأت الجمهورية الإسلامية ضرورة لذلك. وفي اطار حديثه عن قدرات القوة البحرية الايرانية خاطب العميد سياري القوى الخارجية وبالاخص اميركا قائلا: "نحن نراقب كافة التهديدات والتحركات وسيكون لنا رد فعل عنيف على اي تهديد يمكن ان نواجهه".
كما حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعض الدول العربية قائلا: "لقد نصحنا بعض الدول العربية بعدم مسايرة أميركا والكيان الصهيوني وان تقف الي جانب شعوبها". وخاطب هذه الدول محذرا: "ان النهج الذي تسيرون عليه يؤدي بكم الي التهلكة". وعن برنامج ايران النووي قال احمدي نجاد أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها (حيازتها التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية) برغم كل الضغوط التي تتعرض لها من قبل "القوى الاستكبارية".
وربما يأتي هذا بسبب تصريحات نسبت الى مسؤولين سعوديين بان السعودية ستسد حاجة الغرب من النفط في حال تم فرض حظر على صادرات النفط الايراني.
وأثارت تصريحات النائب الأول للرئيس الإيرانى محمد رضا رحيمي بأن فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية سيؤدى الى وقف مرور النفط عبر مضيق هرمز فى الخليج، قلقا متزايدا في المنطقة والعالم اجمع.
من جانبه قال ناطق باسم الاسطول الخامس الاميركي الذي يتخذ من البحرين قاعدة له ردا على سؤال بشان تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز انه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في الخليج، مضيفا "كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي ولن نقبل بأي تعطيل".
ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية مهمانبرست في وقت سابق ما تردد على لسان عضو في البرلمان الايراني من ان ايران تنوي اغلاق مضيق هرمز. لكنه عاد ليقول انه لو هددت صادرات ايران النفطية طبعا فسيكون هناك وضع مختلف قد يهدد المنطقة بأسرها وهو ما اعتبره المراقبون تهديدا مبطنا باغلاقه.
وطلع مندوب ايران في اوبك محمد على خطيبي بتصريح بهدف تهدئة الاوضاع قائلاً ان لا نية لايران اغلاق المضيق.
وتتزامن هذه التصريحات مع المناورات البحرية التي تجريها ايران منذ السبت الماضي في مضيق هرمز وبحر عمان وتمتد الى خليج عدن والتي ستستمر حتى الثاني من كانون الثاني (يناير) من العام الجديد ولمدة 10 ايام.
وتصاعدت حدة التوتر بين ايران والغرب بعد قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل ثلاثة أسابيع تشديد العقوبات على ايران، والحديث عن احتمال فرض حظر على صادرات النفط الايرانية لإجبارها على وقف أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب ان ايران تسعى من خلالها الى صنع اسلحة نووية. ودفع هذا مسؤولين ايرانيين الى التحذير من ان ايران لن تسمح بمرور قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز اذا فرضت عقوبات عليها.
وبين التهديد والنفي والتشكيك والتصريحات المتناقضة يبدو ان ايران ترمي الى جس النبض ورصد ردود الافعال الغربية والدولية، وتحذير دول المنطقة.
وقد ترى ايران انها في وضع يسمح لها ببعض التصعيد المحسوب لكي تظهر ان اي تهديد لمصالحها الحيوية سيهدد المصالح الاقتصادية للغرب ايضا. وادت التصريحات الايرانية الى ارتفاع سعر خام برنت الاسبوع الماضي قبل ان يتراجع الى مستوياته السابقة لاحقا، خصوصا وان اميركا والعالم الغربي ككل لا زال يغص في ازمة مالية واقتصادية خانقة ولا يلوح هناك في الافق امل للخروج منها. ويبدو الغرب جادا في فرض مزيد من العقوبات على ايران وممارسة الضغوط على طهران، اذ صرحت الدول الغربية بانها ستواصل فرض عقوبات حتى لو هددت ايران باغلاق مضيق هرمز.
وبالرغم من التصعيد في وتيرة التصريحات بين الجانبين، فان اميركا لا تريد ان تدخل الان في مواجهة عسكرية مع ايران طالما انها لم تستنفد بعد كل الخيارات المطروحة والاقتصاد العالمي لا زال بحالة هشة، ولم تندمل بعد جراحها(الجسمية والمعنوية) من حربها في العراق عشية جلاء كامل قواتها من هناك.
ايران بدورها ايضا ليست راغبة في خوض معركة عسكرية شاملة مع الغرب تعرف انها لن تخرج منها متعافية وقد تؤدي الى زعزعة النظام وحتى سقوطه، لا سيما ان الوضع الداخلي قد يشهد موجة جديدة من الاضطرابات والتوتر تحت وطأة العقوبات واقتراب موعد الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في آذار(مارس) المقبل.
اما بالنسبة الى اسرائيل، التي لها مصلحة حقيقية في ما يجري وتداعياته، فستستمر بانتهاج سياسة "الغموض المقصود"، كما جاء على لسان رئيسها امس، ليس فقط في ما يتعلق بحيازتها السلاح النووي من عدمه وانما في ما يتعلق ايضا بنيتها توجيه ضربة عسكرية لايران، وستأخذ المقعد الخلفي وتنتظر لترى ما سيفعله الغرب حيال ايران. فالتوتر المستمر بين ايران والغرب وتضخيمها (اسرائيل) لخطر برنامج ايران النووي يصب في مصلحة اسرائيل اذ يحرف الانظار، ولو موقتا، عن استحقاقات القضية الفلسطينية ويعطي اسرائيل بعض الغطاء لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والمضي قدما في بناء المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية وافشال عملية السلام، لاسيما انها تشعر بقلق مما يجري في العالم العربي من تغييرات في ظل الثورات العربية ومجيء انظمة معادية او غير صديقة على الاقل لها، لذا فهي بحاجة الى "وجود الخطر الايراني" اكثر من اي وقت مضى.
مع تزايد الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية عليها لا يبدو الوقت لصالح طهران. ولا لصالح الغرب ايضا اذا واصلت ايران انشطتها النووية غير عابئة بالعقوبات كما جاء على لسان رئيسها احمدي نجاد واقتربت اكثر من صنع قنبلة نووية كما يشك الغرب.
لكن ما دامت ايران تشعر ان لها حضورا في المنطقة كما في لبنان مثلا عن طريق حزب الله ودورا في سوريا من خلال دعمها للنظام وانها تمسك ببعض خيوط حل الازمة الاخيرة المتفجرة في العراق وان بامكانها تحريك ملف هنا وملف هناك فلماذا تلجأ الى تصعيد خارج عن السيطرة قد يفضي الى مواجهة عنيفة تخسر فيها الكثير وتقلب موازين القوى لغير صالحها.
يرى بعض المراقبين ان ايران قد تندفع بالفعل (بافتراض ان برنامجها النووي لا يحمل بعدا عسكريا) باتجاه صنع اسلحة نووية لو تأكد لها ان هناك نية وخطة لضربها وتهديد كيانها، مشيرين الى الحالة الكورية (الشمالية). لكن ايران اعلنت مرارا وعلى لسان كبار مسؤوليها وقادتها واعلى سلطة في البلاد المرشد الاعلى خامنئي انها لا تنوي صنع اسلحة نوويةاطلاقا.
إذن ما هدف ايران من تصعيد لهجتها وتحديها للغرب، وهل هي حقا جادة في تهديداتها وقادرة على الدخول في مواجهة عسكرية ولو محدودة قد تتحول الى حرب شاملة مع قوى معادية تمتلك ترسانة صخمة من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية؟. هذا مستبعد في الظرف الراهن على الاقل.
ويبدو ان التصريحات الحادة من جانب المسؤولين الايرانيين وكذلك مناورات ايران البحرية في الخليج لها علاقة برغبة ايران في ان تظهر انها تمسك بملفات عديدة في المنطقة – بدءا بالعراق وليس بالضرورة انتهاء بلبنان – وان تفرض نفسها كقوة اقليمية، اكثر مما لها علاقة بخطتها لاغلاق مضيق هرمز.
كما حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعض الدول العربية قائلا: "لقد نصحنا بعض الدول العربية بعدم مسايرة أميركا والكيان الصهيوني وان تقف الي جانب شعوبها". وخاطب هذه الدول محذرا: "ان النهج الذي تسيرون عليه يؤدي بكم الي التهلكة". وعن برنامج ايران النووي قال احمدي نجاد أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها (حيازتها التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية) برغم كل الضغوط التي تتعرض لها من قبل "القوى الاستكبارية".
وربما يأتي هذا بسبب تصريحات نسبت الى مسؤولين سعوديين بان السعودية ستسد حاجة الغرب من النفط في حال تم فرض حظر على صادرات النفط الايراني.
وأثارت تصريحات النائب الأول للرئيس الإيرانى محمد رضا رحيمي بأن فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية سيؤدى الى وقف مرور النفط عبر مضيق هرمز فى الخليج، قلقا متزايدا في المنطقة والعالم اجمع.
من جانبه قال ناطق باسم الاسطول الخامس الاميركي الذي يتخذ من البحرين قاعدة له ردا على سؤال بشان تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز انه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في الخليج، مضيفا "كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي ولن نقبل بأي تعطيل".
ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية مهمانبرست في وقت سابق ما تردد على لسان عضو في البرلمان الايراني من ان ايران تنوي اغلاق مضيق هرمز. لكنه عاد ليقول انه لو هددت صادرات ايران النفطية طبعا فسيكون هناك وضع مختلف قد يهدد المنطقة بأسرها وهو ما اعتبره المراقبون تهديدا مبطنا باغلاقه.
وطلع مندوب ايران في اوبك محمد على خطيبي بتصريح بهدف تهدئة الاوضاع قائلاً ان لا نية لايران اغلاق المضيق.
وتتزامن هذه التصريحات مع المناورات البحرية التي تجريها ايران منذ السبت الماضي في مضيق هرمز وبحر عمان وتمتد الى خليج عدن والتي ستستمر حتى الثاني من كانون الثاني (يناير) من العام الجديد ولمدة 10 ايام.
وتصاعدت حدة التوتر بين ايران والغرب بعد قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل ثلاثة أسابيع تشديد العقوبات على ايران، والحديث عن احتمال فرض حظر على صادرات النفط الايرانية لإجبارها على وقف أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب ان ايران تسعى من خلالها الى صنع اسلحة نووية. ودفع هذا مسؤولين ايرانيين الى التحذير من ان ايران لن تسمح بمرور قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز اذا فرضت عقوبات عليها.
وبين التهديد والنفي والتشكيك والتصريحات المتناقضة يبدو ان ايران ترمي الى جس النبض ورصد ردود الافعال الغربية والدولية، وتحذير دول المنطقة.
وقد ترى ايران انها في وضع يسمح لها ببعض التصعيد المحسوب لكي تظهر ان اي تهديد لمصالحها الحيوية سيهدد المصالح الاقتصادية للغرب ايضا. وادت التصريحات الايرانية الى ارتفاع سعر خام برنت الاسبوع الماضي قبل ان يتراجع الى مستوياته السابقة لاحقا، خصوصا وان اميركا والعالم الغربي ككل لا زال يغص في ازمة مالية واقتصادية خانقة ولا يلوح هناك في الافق امل للخروج منها. ويبدو الغرب جادا في فرض مزيد من العقوبات على ايران وممارسة الضغوط على طهران، اذ صرحت الدول الغربية بانها ستواصل فرض عقوبات حتى لو هددت ايران باغلاق مضيق هرمز.
وبالرغم من التصعيد في وتيرة التصريحات بين الجانبين، فان اميركا لا تريد ان تدخل الان في مواجهة عسكرية مع ايران طالما انها لم تستنفد بعد كل الخيارات المطروحة والاقتصاد العالمي لا زال بحالة هشة، ولم تندمل بعد جراحها(الجسمية والمعنوية) من حربها في العراق عشية جلاء كامل قواتها من هناك.
ايران بدورها ايضا ليست راغبة في خوض معركة عسكرية شاملة مع الغرب تعرف انها لن تخرج منها متعافية وقد تؤدي الى زعزعة النظام وحتى سقوطه، لا سيما ان الوضع الداخلي قد يشهد موجة جديدة من الاضطرابات والتوتر تحت وطأة العقوبات واقتراب موعد الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في آذار(مارس) المقبل.
اما بالنسبة الى اسرائيل، التي لها مصلحة حقيقية في ما يجري وتداعياته، فستستمر بانتهاج سياسة "الغموض المقصود"، كما جاء على لسان رئيسها امس، ليس فقط في ما يتعلق بحيازتها السلاح النووي من عدمه وانما في ما يتعلق ايضا بنيتها توجيه ضربة عسكرية لايران، وستأخذ المقعد الخلفي وتنتظر لترى ما سيفعله الغرب حيال ايران. فالتوتر المستمر بين ايران والغرب وتضخيمها (اسرائيل) لخطر برنامج ايران النووي يصب في مصلحة اسرائيل اذ يحرف الانظار، ولو موقتا، عن استحقاقات القضية الفلسطينية ويعطي اسرائيل بعض الغطاء لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والمضي قدما في بناء المستوطنات وهدم المنازل ومصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية وافشال عملية السلام، لاسيما انها تشعر بقلق مما يجري في العالم العربي من تغييرات في ظل الثورات العربية ومجيء انظمة معادية او غير صديقة على الاقل لها، لذا فهي بحاجة الى "وجود الخطر الايراني" اكثر من اي وقت مضى.
مع تزايد الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية عليها لا يبدو الوقت لصالح طهران. ولا لصالح الغرب ايضا اذا واصلت ايران انشطتها النووية غير عابئة بالعقوبات كما جاء على لسان رئيسها احمدي نجاد واقتربت اكثر من صنع قنبلة نووية كما يشك الغرب.
لكن ما دامت ايران تشعر ان لها حضورا في المنطقة كما في لبنان مثلا عن طريق حزب الله ودورا في سوريا من خلال دعمها للنظام وانها تمسك ببعض خيوط حل الازمة الاخيرة المتفجرة في العراق وان بامكانها تحريك ملف هنا وملف هناك فلماذا تلجأ الى تصعيد خارج عن السيطرة قد يفضي الى مواجهة عنيفة تخسر فيها الكثير وتقلب موازين القوى لغير صالحها.
يرى بعض المراقبين ان ايران قد تندفع بالفعل (بافتراض ان برنامجها النووي لا يحمل بعدا عسكريا) باتجاه صنع اسلحة نووية لو تأكد لها ان هناك نية وخطة لضربها وتهديد كيانها، مشيرين الى الحالة الكورية (الشمالية). لكن ايران اعلنت مرارا وعلى لسان كبار مسؤوليها وقادتها واعلى سلطة في البلاد المرشد الاعلى خامنئي انها لا تنوي صنع اسلحة نوويةاطلاقا.
إذن ما هدف ايران من تصعيد لهجتها وتحديها للغرب، وهل هي حقا جادة في تهديداتها وقادرة على الدخول في مواجهة عسكرية ولو محدودة قد تتحول الى حرب شاملة مع قوى معادية تمتلك ترسانة صخمة من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية؟. هذا مستبعد في الظرف الراهن على الاقل.
ويبدو ان التصريحات الحادة من جانب المسؤولين الايرانيين وكذلك مناورات ايران البحرية في الخليج لها علاقة برغبة ايران في ان تظهر انها تمسك بملفات عديدة في المنطقة – بدءا بالعراق وليس بالضرورة انتهاء بلبنان – وان تفرض نفسها كقوة اقليمية، اكثر مما لها علاقة بخطتها لاغلاق مضيق هرمز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق