21‏/05‏/2012

قمة الناتو: 2014 عام الانسحاب من أفغانستان


طغت مسائل انسحاب القوات الدولية من أفغانستان على اهتمامات اليوم الأول من قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، مدينة الرئيس أوباما، وغطت على قضايا الدرع الصاروخية وحاجات الحلف لقدرات استراتيجية في زمن شح الموازنات العامة.

وقال أمين عام الناتو اندرس فوغ راسموسن إن القمة ستبحث "مستقبل استقرار أفغانستان"، حيث ستنتهي مهمات القوات الدولية في نهاية 2014. وأدى انعقاد القمة إلى شلل جزء كبير من المدينة بفعل الإجراءات الأمنية. واعتقلت قوات الأمن ثلاثة ناشطين أمريكيين نُسبت إليهم تهم "تدبير أعمال إرهابية ضد الرئيس أوباما وعمدة المدينة وبعض مراكز الشرطة". وتتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة، وقد يكونون ينتمون إلى منظمة فوضوية محلية.

خطة الانسحاب الدولي من أفغانستان

وتعد دول الحلف للبقاء في أفغانستان بعد انتهاء مهمات القوات الدولية، حيث سيتحول دورها من العمليات القتالية إلى عمليات مساندة القوات الأفغانية في مجالات التدريب، وتزويد قوات الأمن الأفغانية بالخبرات من أجل أن تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها.

وتوقع الرئيس أوباما خلال اللقاء مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأن تكون هناك أيام صعبة أمام القوات الدولية في أفغانستان، وتقتضي خطة تطوير القوات الأفغانية وخفض عددها من نحو 350 ألفا إلى 250 ألفا. وتبحث القمة في شيكاغو موارد تمويل خطة تطوير قوات الأمن والجيش الأفغانية، حيث يقدرها الحلف بقيمة 4.1 بليون دولار في السنة. وقالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة قد تتكفل بتوفير مليارين. لكن المشكلة تكمن في الأوضاع الصعبة التي تعانيها خزانة الدول الأوروبية، حيث شارف بعضها مثل إسبانيا على حافة الإفلاس.

وتدفع الأزمة المالية، وكذلك الظروف السياسية لبعض الدول المشاركة في القوات الدولية، إلى تعديل خطة الانسحاب. وأكد الرئيس الفرنسي الجديد تمسكه بتنفيذ وعده الانتخابي بسحب القوات الفرنسية في نهاية العام الجاري، بدلا من نهاية العام المقبل، مثلما كان وعد سلفه نيكولا ساركوزي. وكان الأخير قرر عدم انتظار موعد العام 2014 نتيجة تزايد القتلى في العام الماضي في صفوف القوات الفرنسية في أفغانستان. ويعمل نحو 3400 جندي و200 من رجال الدرك الفرنسيين في أفغانستان في محافظة باخيس، وفقدوا 83 جنديا. ولا يستبعد أن تحذوا دول أوروبية أخرى تواجه صعوبات داخلية مثل هولندا حذو الرئيس فرنسوا هولاند، بسحب قواتها في وقت مبكر.

إطلاق المرحلة الانتقالية للدرع الصاروخية

ومهدت القمة الأطلسية لخطة الدرع الصاروخية وأطلقت المرحلة الانتقالية منها، والتي تشمل نشر شبكة من الرادارات والصواريخ المضادة لمواجهة المخاطر المحتملة التي تمثلها الصواريخ التي قد تستهدف تراب الحلفاء انطلاقا من دول "معادية" مثل إيران وكوريا الشمالية.

وشددت مصادر الحلف في أكثر من مناسبة على أن الدرع الصاروخية لا تستهدف روسيا التي لا تزال تعتقد بأن الخطة تغير الميزان الاستراتيجي. وكان الحلف رفض اقتراح موسكو وضع نظام مشترك لمواجهة مخاطر الصواريخ الباليستية التي قد تستهدف أوروبا انطلاقا من كوريا الشمالية وإيران وأية دولة أخرى تفقد السلطة المركزية فيها السيطرة على قدراتها الباليستية مثل باكستان.

ويجري تنفيذ الخطة بشكل تدرجي، وتشمل محطة رادارات قائمة في تركيا ومحطات لإطلاق الصواريخ المضادة في كل من رومانيا في 2015 وبولندا في 2018 إضافة إلى الرادارات والصواريخ المحمولة على متن السفن الحربية لدول الحلف وغالبيتها تابعة للولايات المتحدة.

وتساهم دول الحلف مثل المانيا وهولندا ببطاريات صواريخ، وتوفر كل من فرنسا وبريطانيا أنظمة صاروخية، فيما يتولى الحلف الإدارة المركزية للنظام المشترك في قاعدة "رامشتاين" الواقعة في ألمانيا. وتتألف الصواريخ المضادة من صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ المعادية خارج الغلاف الجوي، وأخرى مثل صواريخ "باتريوت" قادرة على اعتراض الصواريخ المعادية قبل إصابة أهدافها.

واستنتج حلف شمال الأطلسي دروسا من عملياته في ليبيا، عندما واجه صعوبات سياسية ولوجيستية متنوعة، حيث ساهمت 8 دول فقط في العمليات الجوية واعترضت عليها بشدة كل من المانيا وتركيا. ووجدت القوات الأوروبية نفسها تعتمد بشكل شبه مطلق على العتاد الاستراتيجي الأمريكي في مجالات الاستكشاف والمراقبة الجوية وطائرات التموين والقدرات المشتركة للصيانة. ومن المقرر أن توقع دول الحلف ما لا يقل عن 25 اتفاقا عسكريا للتزود بقدرات جديدة تمكن الحلف من الاستجابة للاستحقاقات العملياتية في المناطق البعيدة مثل افغانستان أو عمليات التدخل بتكليف من الأمم المتحدة في بلد يشهد ثورة داخلية.

ويعقد زعماء الحلف اجتماعا مع الشركاء الذين ساهموا أو يساهمون في عمليات الحلف ظهر يوم الاثنين في شيكاغو. وتشارك كل من المغرب والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر في الاجتماع على خلفية مساهمتها في عمليات الحلف ضد قوات معمر القذافي. وتشارك الدول الأربع إلى جانب الشركاء من آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا الجديدة واستراليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق