28‏/07‏/2012

نار سوريا تزيد سعير الطائفية في لبنان


وقعت مساء الجمعة اشتباكات بين مجموعات سنية واخرى علوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وجاءت بعد اعتداء على شابين علويين بالضرب والطعن، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان "شابين علويين كانا متجهين قبل الافطار بدقائق الى منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس، عندما اعترضهما مجهولون في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن والقبة ذات الغالبية السنية، وانهالوا عليهما بالضرب والطعن بالسكاكين. وقد نقل الجريحان الى احد مستشفيات المنطقة".
وعلى الاثر، اندلعت اشتباكات بين القبة وجبل محسن ما لبثت ان تطورت لتشمل منطقة التبانة ذات الغالبية السنية ايضا.
وتدخل الجيش فرد على مصادر النيران بغزارة، ما ادى الى انحسارها بعض الشيء، الا ان اطلاق النار من اسلحة رشاشة لا يزال مستمرا بتقطع.
ومنذ اندلاع الاضطرابات في سوريا قبل اكثر من 16 شهرا، شهدت طرابلس جولات عدة من المعارك بين علويين مؤيدين للنظام السوري وسنة مناهضين له اوقعت العديد من الضحايا.
وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة المتوترة مستعدا للتدخل كلما توتر الوضع.
وشهدت مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان اعتصامات وقطع طرق بالاطارات المشتعلة وظهور لمسلحين اسلاميين سلفيين بالتزامن مع دعوة شيخ سني سلفي إلى تسليح أنصاره مقابل سلاح حزب الله الشيعي.
وقال الشيخ أحمد الاسير وهو اسلامي لبناني كان محط أنظار في الفترة الأخيرة بعد تنظيمه إعتصامات للتنديد بقمع الانتفاضة في سوريا وحزب الله الشيعي في خطبة الجمعة "إما ان نسلح جماعتنا وإما السلاح كله في عهدة الدولة" في اشارة الى سلاح حزب الله.
وللاسبوع الخامس على التوالي ينفذ أنصار الشيخ أحمد الاسير إعتصاما على الطريق الداخلية في صيدا لكنه حاول ليل الخميس والجمعة نقل الاعتصام الى الطريق الساحلية للمدينة ما تسببت في قطع الطريق الى منطقة الجنوب.
ورفعوا في اعتصام الجمعة لافتات كتب عليها "لا لهيمنة السلاح" واخرى تندد بالخروقات السورية على الحدود اللبنانية السورية وتطالب بطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان.
وأثار هذا غضب عدد من سكان المدينة الذين نفذوا اعتصاما مضادا وقطعوا الطريق بإلاطارات المشتعلة ورفع بعضهم لافتات تحمل عبارات تندد بتحرك الاسير وتدعو الى مواجهته ومنها "الفتنة أشد من القتل" و"لا أسير ولا أمير ولا بطل تحرير بسكروا شارع صيدا" و"شوارع صيدا تستباح والدولة غائبة".
وقال اسامة سعد وهو زعيم سني حليف لحزب الله في المدينة "الذي حدث اليوم هو تعبير من شباب صيدا رفضا لما يتعرض له شباب صيدا من ضرب واهانة على حواجز اقفال الطريق التي قام بها اعتصام (الاسير)".
واضاف في مؤتمر صحفي عقب لقائه النائبة بهية الحريري شقيقة رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005 ان حالة الاسير هي "حالة موظفة بشكل او بآخر لتفجير أوضاع في منطقة حساسة هي منطقة صيدا لكن من خطط لهذا الامر لن ينال مراده".
وكان الشيخ احمد الاسير ظهر الى الضوء مع التظاهرة التي نفذها في وقت سابق من هذا العام مئات من انصاره السلفيين ضد الرئيس السوري بشار الاسد في وسط بيروت.
وعمقت الحملة التي يشنها الاسد لقمع الانتفاضة التي يقودها السنة في سوريا الانقسامات الطائفية في لبنان حيث ألبت كثيرا من السنة الذين يدعمون الانتفاضة على حزب الله وغيره من الجماعات الشيعية التي تدعم الاسد.
وتتناقض معارضة الاسير الشديدة للاسد مع مواقف الحكومة اللبنانية التي يرأسها رجل الاعمال السني نجيب ميقاتي الذي سعى إلى إبعاد بلاده عن الاضطرابات التي تقترب من أعتابها.
ويقول مراقبون ان السلطات اللبنانية تحاول تفادي تدهور الوضع الامني في المدينة في حال فضت الاعتصام بالقوة.
وقال وزير الداخلية مروان شربل في تصريحات صحفية في وقت سابق هذا الشهر انه بحاجة الى غطاء سياسي لازالة اعتصام الاسير "الكل يعلم ان دورنا يقتصر على تنفيذ خطة امنية تضعها الحكومة مجتمعة".
وأضاف قائلا "من السهل جدا ازالة الاعتصام في صيدا خلال ثلاث دقائق لكن ماذا بعد ومن يتحمل النتائج".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق