02‏/08‏/2012

إيران أعلنت التعبئة ووجهت آلاف الصواريخ نحو دول "الخليجي"


كشف قيادي بارز في التحالف الوطني الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية لـ"السياسة" أن إيران أعدت خطة لمواجهة مرحلة سقوط نظام بشار الأسد واستنفرت من أجلها جميع الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية.
وقال القيادي العراقي ان الخطة تتضمن الإسراع في زيادة مخزون الجيش الإيراني من أسلحة الدمار الشامل, بما فيها الأسلحة الكيماوية والبيولوجية, تزامناً مع استمرار الجهود لإنتاج رؤوس نووية لتركيبها على الصواريخ.
وتشمل الخطة أيضاً توجيه آلاف الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى باتجاه دول في مجلس التعاون الخليجي.
داخلياً, تقضي الخطة بتشديد المراقبة الأمنية على القيادات الاصلاحية المعارضة التي يمكن ان تستثمر انهيار الحليف الستراتيجي لإيران, للقيام بثورة جديدة قد تكون مسلحة هذه المرة ضد نظام علي خامنئي.
وقال القيادي الشيعي "ان معرفتي بالمسؤولين الايرانيين تجعلني أعتقد ان النظام الايراني فقد صوابه ويتصرف بشد أعصاب لم ألحظها على الاطلاق عليه في السابق بسبب تطورات الاوضاع في سورية, وقد لمسنا هنا في العراق حالة من تخبط الخيارات لدى هذا النظام فهو مرة يقول انه سيتدخل عسكرياً في سورية لمنع سقوط الأسد ومرة اخرى يتحدث عن خطة وقائية دفاعية للتصدي لأي رد فعل ضد ايران بعد سقوط النظام السوري, لأن المسؤولين الايرانيين على قناعة ان شيئاً ما يدبر ضد طهران بمجرد انهيار الأسد".
واضاف القيادي ان الهيئة القيادية العليا للتحالف الشيعي الذي يقود حكومة نوري المالكي أرسلت تقريراً مفصلاً عن الأوضاع في سورية الى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي, نصحه بعدم الدخول في اي مغامرة عسكرية في سورية, مشيراً إلى ضرورة أن تتفادى ايران الانجرار نحو اي تصعيد عسكري اقليمي قد يشكل ذريعة لحرب غربية ودولية مدمرة ضدها شبيهة بالحرب ضد نظام صدام حسين.
واعتبر القيادي العراقي, الذي عاش فترة مهمة من حياته في سورية وايران قبل سقوط نظام صدام, ان الحكومة العراقية تتصرف حتى الآن بشكل سليم وهي على قناعة بأن المصير المحتوم للنظام السوري الحالي هو الانهيار, مشيراً إلى أن الأسد لم يستخلص العبر من الثورات في تونس وليبيا واليمن ولم يصغ لنصائح بغداد.
وأكد ان مسؤولين في النظام الايراني وصفوا سقوط الاسد الوشيك بأنه زلزال حقيقي وان الثورة الاسلامية الايرانية ستواجه أياماً عصيبة وامتحاناً عسيراً هو الأصعب منذ انتصارها في فبراير العام 1979.
وكشف القيادي ان خامنئي يفكر حالياً بخيارين: الأول إرسال تعزيزات من "الحرس الثوري" وإمدادات من الاسلحة الايرانية الحديثة الى لبنان لمواجهة مرحلة سقوط الاسد وتعزيز قوة "حزب الله" باعتباره القوة العسكرية الضاربة المتبقية لإيران. والثاني, سحب جميع مقاتلي الحرس الثوري المتواجدين الآن في جنوب لبنان وجنوب بيروت واستقبال ابرز قادة حزب الله وفي مقدمهم أمينه العام حسن نصر الله في طهران, لأن هناك معلومات مفادها أن القيادة الايرانية طلبت منه ترك لبنان لأن حياته ستكون في خطر إذا سقط الاسد.
وأكد القيادي أن أولوية الحكومة العراقية في ضوء سقوط الاسد الوشيك وحالة الهيستيريا السياسية في ايران تقضي باتخاذ اجراءات واسعة وفعالة لتطبيع العملية السياسية الديمقراطية مع جميع الشركاء, مشيراً إلى أن نجاح القوى العراقية في اقامة نظام ديمقراطي فعال كفيل باستيعاب الصدمة الايرانية الناجمة عن سقوط الأسد.
واضاف ان التحالف الشيعي الحاكم يتجه بجدية الى مرحلة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي ستجعل من العراق لاعباً مهماً في المنطقة, من دون ان يعني ذلك أن يكون لاعباً مع ايران أو أي أحد آخر.
وأعرب عن خشيته من ان تستغل قوى اقليمية سقوط الاسد وانكماش القوة الايرانية وانسحاب "حزب الله" من الواجهة الاقليمية لافتعال ثورة مسلحة بأي شكل من الاشكال للإطاحة بالحكومة العراقية التي تديرها اغلبية سياسية شيعية, محذراً من ان حزب البعث العراقي برئاسة عزت الدوري سيتحرك بجدية بعد سقوط الاسد لإقناع دول كبيرة بالعمل داخل العراق ودعمه لاسقاط التحالف الشيعي الحاكم والتعهد باقامة حكم تعددي انتخابي مقبول دولياً.
واشار الى ان بعض التقارير التي وصلت القيادة في التحالف الشيعي تؤكد ان الدوري طرح خطة للعودة الى العراق لاقت قبولاً مبدئياً لدى دول اقليمية وغربية مهمة, لأن الدوري خوف هذه الدول من ان ايران ستبتلع الساحة العراقية بشكل خطير بعد سقوط نظام الاسد وان مهمته ستقتصر على عملين هما: اسقاط حكم الاغلبية السياسية الشيعية وتدمير التدخل الايراني ثم الانتقال الى مرحلة الاحتكاك بالنظام الايراني من حدود العراق الشرقية وهو الدور نفسه الذي لعبه صدام في الثمانينات من القرن الماضي.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق